أمنيات العام الجديد 2014 .. ؟


- سبحان الله الخالق الذي قهر العباد بالموت ، وجل جلاله إذ كرَّم بني آدم عن بقية خلقه.
- طالما قلنا إن الإنسان أعلى مراحل الحياة ووعيها الوحيد.
- إن توقفنا عند ما سبق ومن ثم لاحظنا أن هذا المخلوق الذي هو الإنسان ، فهو كبقية الكائنات الحية يعيش مرعوبا من الموت ، مهما تكُن قوة إيمانه بالقدر ، إذ ليس لبشري عاقل أن يرغب بالموت ، بذلك سنجد أن أهم أمنية للإنسان هو الأمن ، الذي ما دونه تتلاشى أهمية أية أمنية أخرى ،"وهل يهم الشاة بعد ذبحها السلخ...؟" ، وهل من شعور بالحياة الطبيعية السعيدة ، حين يكون الإنسان مُهددا بالموت ، أو يحاصره الخوف والقلق على نفسه ، أسرته ، أقاربه ، جيرانه وأبناء وطنه...؟ ، وهل لمهدد بالموت أن يُقدم فكرة صائبة لحماية وطنه...؟ ، إن إستثنينا بعض العمالقة من العلماء والمُفكرين...!!! ، وحتى إن أنجز هؤلاء فكرة قيمة ، هل سيجدون بين العامة من يستجيب لندائهم...؟.
- الأمن أولا،،،لأن لا حياة ولاعيش يستقيم بدونه ، تليه الحُرية كعامل أساس ورديف للأمن الذي يُشعر الإنسان بكينونته ، إذ ليس لِمستعبد أن يأتي برأي سديد ، فرأي العبد ما يقوله سيده .
- هكذا، إن توفر الأمن والحرية يُمكنا عندئذ العبور لبقية مستلزمات الحياة الكريمة ، ليتبدى السؤال : إلى أي مدى ينعم الإنسان العربي ، المسلم ، المسيحي والشرق أوسطي بأيٍ من هذين المرتكزين الأساسيين ، "الأمن والحرية...!"، كي يُفكر بأمنيات أخرى في العام الجديد...؟ .
- هناك صنف واحد ووحيد من البشر ، الذي يُمكنه كسر القاعدة وتحدي المُعيقات مهما تكن صعوبتها ، وهذا الصنف هو المؤمن بالفكرة ، الصبور والمُتسلح بالعقلانية وقوة الإرادة ، وهنا يحضرني بعض النماذج من أمثال "المهاتما غاندي ، نلسون منديلا وماوتسي تونغ" ، فهؤلاء تمكنوا من السيطرة على الغولين بالتحدي ، "الأمن والحرية" ، اللذين طالما كانا مفقودين في حياة أولئك الرجال العمالقة وشعوبهم ، حيث تسلح غاندي ، منديلا وماوتسي تونغ بالإيمان بالفكرة وبقوة الإرادة ، وكل منهم على طريقته النضالية الخاصة ، وحسب قوى المواجهة المضادة.
- بسمة السعودية،،،وثلاثة مليارات دولار سعودية لتسليح الجيش اللبناني...؟
-------------------------------------------------------------------------------
- وكأني أسمع لسان حال هذه الأميرة المناضلة ، بسمة بنت سعود آل سعود يكاد يقول : لا بأس ، لا بل نشُدُّ على أيدي ملك السعودية الكريمة ، التي تسعى لإنقاذ لبنان "الكناري العربي" ، لعله يستعيد مجده موئلا للحرية ، الديموقراطية ، التعايش السلمي والحضاري بعد ما يقرب من أربعة عقود ، كان لبنان خلالها ومايزال حبيسا في أقفاص التخلف، الدكتاتورية والطغيان وتحت عناوين ديماغوجية ، أقلها فيما سبق أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ومن ثم الممانعة والمقاومة...! ، وكل ذلك قبل أن تنكشف حقيقة الوباء الطائفي ، الذي طالما حاول ومايزال آل الأسد الأب والإبن تلويث لبنان بفايروساته ، لتدمير الأرز وبعلبك ، محو فلسفة جبران خليل جبران ، عبقرية إليا أبو ماضي ، عروبية مشيل طراد ، تاريخ رياض الصلح ورشيد كرامي وغيرهم الكثير، ليصل الأمر إلى خنق فيروز ، حرق الصحافه اللبنانية وتعهيرها ، إغتيال الصحفيين والوطنيين اللبنانيين، مسح تاريخ ساسته ، مُفكريه ومثقفيه الذين كانوا يختلفون في النهار ، ويقضون الليل معا وسويا في جلسة طعام ، شراب ، فُكاهة وطرب ، وذلك لأنهم لبنانيون أولا رُغم التباينات السياسية ، الإقتصادية ، المذهبية وتنوع المصالح ومصادر تحقيقها ، التي لم تكن تخلو من أعمال غير مشروعة في بعض الأحيان ، لكن حبهم لوطنهم وأريحية تعاملهم مع بعضهم كانت غطاء لكل سلبياتهم.
- وهنا أيضا أكاد أسمع همسة الأميرة بسمة وهي تُحاكي نفسها ، تجلس مُتأملة بحال شعبها ، بيدها مشروعها الإصلاحي النهضوي السلمي ، وتتساءَل سموها "غير مُستنكرة هذا السخاء السعودي" : ولكن بنوع من العتب ، لماذا تُضيئ المملكة العربية السعودية الشموع للدول والشعوب ، فيما يحتاج الشعب السعودي إلى الخروج من الضباب ، الذي تُشيعه قوى الشد العكسي والفساد ، وتمنع عنه خيرات بلاده ليبقى أسيرا لتقاليد عفى عليها الزمن ، ألم يحن الوقت لينعم الشعب السعودي ، بالحرية ، الديموقراطية ، العدل ، المساواة ، حقوق الإنسان وسيادة القانون على الجميع كبقية الشعوب المُتحضرة...؟ ، ألم يحن للمرأة ، الطفل والعامل في السعودية أن يتحرروا من القيود البالية...؟.
- إن مثل هذه المرأة السعودية بثقافتها العربية الإسلامية المُتحضرة ، بإصرارها وقوة إرادتها في السير على خطى أنبياء التغيير السلمي الحضاري ، كغاندي ومنديلا وغيرهما في التاريخ ، لا شك ستكون العنوان النضالي السلمي الحضاري الأبرز ، في العالم العربي والإسلامي في المرحلة القادمة ، خاصة إن لقيت العون والمساندة من الذين يؤمنون بضرورة التغيير .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات