الغاية تبرر الوسيلة


بداية أتمنى لكل طالب في الثانوية النجاح و التفوق فأنا أعلم أنها سنة طويلة ثقيلة، و أن عقارب الساعة في أيدي الطلاب تدور ببطئ شديد، و لكني أرى أيضاً قيماً تتكسر، و مجتمعات تتدمر، و مفاهيم تستبدل، و صارت الغاية تبرر الوسيلة.. ربما حامت بنات أفكاركم حول ما أعني و لكني و حرصاً على الوضوح و ليفهمني الجميع سأورد بعض المشاهدات التي آلمتني:

- كثيراً من الطلاب الذين يفترض أن يتسابقوا على الدراسة و الفهم لتشهد عقولهم قفزة تؤهلهم لدخول الجامعة صاروا يكثرون من التسكع هنا و هناك و يغيبون عن الحصص بحجة الدروس الخصوصية و التي غالباُ ما تكون واجهة تخفي خلفها رغبة الطالب بالنوم و وضع عقله في ثلاجة تمنع أي نشاط فكري.

- الأب (القدوة) الذي من المفترض أن يكون منبع القيم! صار بعض الآباء يدفعون لأبنائهم أموالاً ربما تكون حلالاً ليصوروا بها (الغش) ليتمكنوا من النجاح! و أسفاه على القيم التي قفزت من عل منتحرة في مجتمع نسي المبدأ و اتبع مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.

- طلابنا، طلبة العلم، البراعم، العقول النامية، بدل أن يتصلوا بنا ليسئلونا عن حل مسألة أو شرح معضلة صاروا يتصلون ليسألونا إن كنا نعرف المراقبين حتى نوصيهم عليهم، و عبارة (نوصيهم عليهم) - لمن لا يعرفها - تعني: أن يفتح المراقب المجال للطلاب للغش لا للتفكير و لا يأخذون منهم الأوراق المصورة أو المسربة من أماكن أخرى.

- الأساتذة : صناع المستقبل، ورثة الأنبياء، أصحاب العلم و الأدب.

منهم ملتزم مستضعف مكروه منبوذ من كثيرين، يشار إليه بالهمز و اللمز و النظرات الحادة و التي تتطور أحياناً كثيرة إلى أقوال و أفعال مسيئة بحق ملتزم بمبدأ.

و منهم المجاري المبتسم المتساهل المحبوب، كل الطلاب في القاعة يبتسمون حين ينظرون إليه، بارك الله فيه، دمر القيم و زرع البسمة على الوجوه، و خاطب كل عقل من عقول الطلاب: نم و استرح، التفكير ممنوع و العتب مرفوع و الغش هو صوت الحق المسموع.

يأتي بعد ذلك حزبان: الموالاة و المعارضة
- المعارضة هي تماماً كالمعارضة في ثورات الربيع العربي فهي خافتتة الصوت و دائما ملاحقة من البلطجية، و يوصف أصحابها بعبارة "دقة قديمة" أو "****" التشفير أرحم من اللفظة.

- أما الموالاة عالية الصوت فهي تسعى بكل السبل لإنجاح عملية إفشال المنظومة المجتمعية من خلال انجاح الفشل و غش أكثر لتنجح و تكبر، فتجد المكالمات و الرسائل تنهال على مدراء القاعات و المراقبين و الطلاب لتكوين شبكة من "ملائكة الرحمة" و مجموعة "زبطني بزبطك" حتى أن بعض المتطوعين من الموالاة صار يطلب الأسئلة المسربة على الفيس بوك و يسعى ورائها ليتبرع بها -ببراءة- لطلاب التوجيهي المساكين.

لست منظراً و الله و لكني أناشد كل من يقرأ مقالتي هذه أن يجلس مع نفسه في جلسة تأمل و يسأل نفسه ما الذي يجري ؟ و إلى أين؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات