من يقول الحب عيب معاق عقلياً وليس طبيعياً


جراسا -

أعرفها ولا أعرفها، أعرفها من خلال فنها، ولكن لا أعرفها على المستوى الشخصي، أشعر بما تريد إيصاله وتعجز عنه أحياناً لأسباب عديدة، منها أنها سجنت في قالب لا يرغب جمهورها بأن تحيد عنه، فكتبت عنها مرة "أنها ملكة حرمت من اللعب مع الأميرات"، قيودها كثيرة، ولكنها تتحرر منها تدريجيا بعد سنوات النضج والخبرة، وفي مرحلة تصبح فيها المرأة قادرة على إتخاذ القرار، والمضي فيه، وفعل ما تشعر هي بأنه الصح، وليس ما يشعر به الآخرين.

تعرفت على نجوى الشجاعة التي تجاوزت مرحلة يمكن للنقد فيها أن يكسرها، أو يخيفها من المضي فيما تريد تحقيقه، إن كان على الصعيد الفني أو الشخصي.

نجوى التي أثر بها النقد القاسي في وقت من الأوقات، تعلمت الدرس اليوم، ربما إستغرقت بضعة أعوام قبل أن تتمكن من السير فيما بدأته عام 2001، كانت تتلمس خلالها طريقها في الظلمة، عندما وصفتُ هذه المرحلة بمرحلة تخبط، تلقيت كماً من الهجوم غير مسبوق من محبيها، اليوم وفي هذا اللقاء وضعت أمامها كل ما كتبت عنها في السابق، فكيف جاء الرد؟ هل هي عاشقة؟ ما هي فلسفتها في الحب والزواج؟ هل تتخلى عن أمومتها لأجل الفن؟ من نجح معها أكثر سعيد الماروق أم يحيا سعادة؟
كيف ترد على من أنتقدها بأن مفردات أغنياتها في البومها الأخير سطحية أو خفيفة وتفتقر للعمق؟ هل تشجع البنات على الخطأ من خلال أغنيتها "خليني شوفك" عن كل هذا وأكثر دار بيننا هذا السجال .... فأي لقاء مع نجوى هو حالة مستمرة من الكر والفر...

الى أي مدى تكونين قلقة ومتوترة مع طرح عمل جديد لك في الأسواق؟

دون شك أشعر بالقلق، ففي مجالنا لاتوجد عملية حسابية واضحة تضمن النجاح،  أو تحدد ما يمكن أن يحبه الجمهور ... فالمسألة تعتمد على الذائقة، والفن الوان ولكل منا لونه المفضل.

في فترة من الفترات جربت التغيير في موسيقاك، وقدمت أغنيات كـ "عاشقة" و "أوعى تكون زعلت"، وواجهت الأخيرة ردود فعل عنيفة ..  هل أخافتك ردة فعل الجمهور ومنعتك من تكرار التجربة؟

في "عاشقة" كانت ردود الفعل أكثر من رائعة، وهي التي أعطتني الدافع لخوض تجربة "أوعى تكون زعلت" التي كانت من نمط السوينغ الغنائي، بينما عاشقة كانت من نمط "الريغي" أكثر منها "راب".

في حينها لم يتقبلها الجمهور، بينما اليوم هي آخر موضة، أردنا أن نسبق العصر لكن الجمهور لم يلحق بنا!

وإذا أردت رأيي شخصياً، ربما لأن الأغنية تعتمد فقط على الإيقاع  والغناء الرشيق، ولا تحتاج لقدرات صوتية وإنما يفترض أن يكون عصبك صحيحاً في الإيقاع،  لذلك فهي لا تشعرني بالشجن. أنا أغني الإيقاع لكن على أن يكون ممزوجاً بجمل لحنية تتيح لي الغناء، كـ"عاشقة" التي كانت مزيج بين الإيقاع والغناء.

ولكن كونك أقدمت على هذه التجربة هذا يعني أنك كنت مقتنعة بها قبل الإعتراضات؟
طبعاً..

إذن ردة الفعل أخافتك وجعلتك تحجمين عن تكرارها...؟!

أخذتها بعين الإعتبار أكيد ولم أكرر هذا النوع من الغناء.

لماذا؟

لأنني أغني للناس...

ولكن هناك من أحب أوعى تكون زعلت..وهم من الناس أيضاً؟!

من أحبها قدمت له "شو هالحلا"... وتكمل مبتسمة: "وسطنت الأمور ولم أكرر خوض تجربة غناء أغنية ليست لبنانية، شو هالحلا كانت لبنانية مودرن".

ولكن اليس أجمل ما في الفن (التجريب والمخاطرة)؟ الا تشعرين بلذة أكبر من تقديم ما هو متوقع منك وينتظره الناس؟
صحيح.. لا يفترض بالفنان أن يقدم المتوقع لأنهم اذا توقعوا ما ستقدمينه هذا يعني بأنك فشلت، وبقيت في مكانك، ولكن تقديم الغير متوقع يفترض أن يترافق مع أن يكون ما تقدمينه جميلاً ويتقبله الناس.

الا تتفقين معي بأن "الجمهور المتعصب" قد يخنق الفنان أحياناً ..؟

100% لا يخنقه فقط، وإنما يتسبب في تقصير عمره الفني كذلك. أنا فنانة أنتقد نفسي بقسوة، وأتقبل النقد عندما يلفت إنتباهي لأمر لم أحسب له حساباً، لكن أن أنتقد على أمر قمت بحسابه بشكل جيد، وراعيت فيه كل الخطوط الحمر التي أضعها لنفسي، لا أصغي لهذا النقد، ولا يعنيني. 

   عندما قدمت "تعا خبيك" مع سعيد الماروق، أنا شخصياً أحببت وشجعت محاولة التغيير التي أقدمت عليها، ولكن الفكرة نفسها لم تكن تشبه نجوى، جميل أنك جربت الخروج من المتوقع وتقديم شيء جديد للجمهور، ولكن أعتقد بأن يحيا سعادة نجح معك أكثر من سعيد الماروق....

نعم صحيح، لأن إنسياب الموضوع في "خليني شوفك" كان أفضل، هناك تآلف بين أول وآخر مشهد، قصة متسلسلة...
السيناريو في "تعا خبيك" كان ضعيفاً؟

صحيح، في تعا خبيك لم تكن هناك حبكة للرؤية التي أراد سعيد إيصالها ...

الا تقع عليك مسؤولية متساوية....

100% ولكن عندما أتعامل مع مخرج محترف كسعيد الماروق، أعين موعداً لنزول الأغنية المصورة على التلفزيون، ويكون لدينا وقت محدد لإنجازها، وعندما ينشأ لديك إعتراض يقول لك المخرج بأن التغيير سيستغرق وقتاً، وسيؤخرنا، وتصطدمين بمحاولات المخرج لإقناعك بأن الأغنية كما منتجها هو أفضل، بينما أنا كان لدي إعتراضات على النتيجة...

هل لنا معرفة ماهية هذه الإعتراضات؟

مثلاً .. مشهد الخيل كان "زيادة" ... وإختيار المخرج لتصوير مشاهد (القواص) ضرب النار في الهرمل غير مبرر، إذا كان المونتاج سيتم بهذه الطريقة، كان يمكننا تصويره في أي موقع آخر، في الهرمل كانت درجة الحرارة 7 تحت الصفر، وعانينا من البرد الشديد... وهناك لقطات للـ "قواص" لم تأخذ حقها بالمونتاج في الموقع الذي تم تشييده لذلك، مشهد العشاء على الطاولة كان خالياً من الرومانسية، بينما أنا أقول للحبيب في الأغنية تعا خبيك.

هل أنت مع ترجمة كلمات الأغنية حرفياً في الكليب؟

لا أبداً، لكن على الأقل يجب أن يكون هناك موضوع ليصل الى الناس كما يجب .. فلو لم يشاهد الجمهور فيلم Mr. & Mrs. Smith  ربما كان سيتعذر عليه أن يفهم ما نود قوله... لم يشاهد سوى قواص ومطاردات وآخر شي...
أقاطعها: هربت العصابة منك ولم نفهم مالذي أخافهم؟
هربوا لأنني أنقذت الحبيب...

نعم ولكن هذا المشهد كان ضعيفاً وغير مقنع...

بالنسبة لي أحب أفكار سعيد، ولكن في أحيان كثيرة أشعر بأن سعيد ليس لديه وقت كاف لتضمين كل المشاهد التي يصورها، فنقع في غلطة أننا لا نصل بشكل واضح للناس. ويحب دوماً أن تكون صورته "منزهة عن الأرض" أي "أن تكون فوق الأرض" ... انا مع أن يكون هناك رقي وتعقيد، ولكن بشرط أن نلامس الشعب البسيط ومشاعره في نفس الوقت.

سعيد يركز دوماً على التقنية في صورته وينسى الإحساس؟

حقيقة ... وليس ذلك فقط .. كان في حينها عائداً من تصوير فيلم مع مخرجين أميركان وكانت يحاول ممارسة الإخراج علي بطريقة هوليوودية ... وتقديمي بشكل ممثلة...

هناك من إنتقد هذا العمل بقسوة...

مهما كان.. مع سعيد هناك حد أدنى ... بمعنى ان العمل معه إما أن ينجح كثيراً، أو أن ينجح نجاحاً عادياً، ولكن أشك أن يفشل... وأعترف بأن نجاح "تعا خبيك" لم يكن أكبر من نجاح "هيدا حكي" أو "شو هالحلا".

أخذت النقد هنا بنظر الإعتبار أم تضايقت؟

تراوغ: ظهرت بشخصية جديدة .. لكنها لا تعتبر نقلة بالنسبة لي.

كان يراودني شعور بأنك منذ عدلت عن قرارك بعدم تصوير أغنياتك، وأنت تبحثين عن صورة معينة فشل اغلب من تعاملت معهم في تحقيقها لك...

نعم .. لم يقدموا لي كل ما أطمح اليه... كنت أخذ منهم "شوي شوي" لأرى الى أين يمكن أن أصل... وأختبر ردود الفعل لأنها البوصلة، فأنا لا يمكنني أن أكسر الصورة دفعة واحدة، الصورة تصل عندي "لمطرح خلص... هناك نقط كبيرة ... ممنوع أن يتخطاها أحد".

مع يحيا كسرت الصورة ...؟

تجيب بنفي قاطع: لا لم أكسرها أبداً ... لم يكن هناك سوى مشهد واحد رومانسي .. وكان "لا رومانسي" في نفس الوقت ...

لم يكن هذا قصدي... قصدت نجوى كيف تم تقديمها "الصورة الأنثوية" ... تقاطعني:

في هيدا حكي كان هناك أنوثة ... على البحر "بالتايغر" ظهرت بقمة الأنوثة ... وأنا أركض... أقاطعها بدوري:

لكنها تبقى نجوى التي تعودنا عليها ... بشكلها وأزياءها ...

ربما ... حكي كثيراً هنا عن مشاهد الركض... رغم أنني ركضت في هيدا حكي... لكن السيناريو كان مختلفاً لم تكن هناك عصابة تطاردني ...

هم عصابة أم أهلك؟

لا ليس بالضرورة أن يكونوا أهلي ... العصابة ليست الأهل...

    أنا شعرت بأنهم أهلك يقفون لحراستك حول منزلك.. وأنت حبيسة بين الجدران ... التي ترمز للعادات والتقاليد ... وتتطلعين للهرب مع الحبيب لتعيشي حلمك .. لكنك في النهاية بقيت في مكانك ولم تبرحيه ... هكذا وصلتني الصورة...

تجيب شارحة فكرة العمل: القصة مبنية على أن هناك كرنفال شعبي في الحي الذي اعيش فيه، وتسكنه طبقات مختلفة من الناس... منهم هذه العصابة التي تلاحقني... ويخلصني إنسان لبسه مختلف كلياً... وهو من أحد القبائل ونرمز لذلك بالعباية التي يرتديها.. ليخلصني من العصابة نمثل معاً مشهداً رومانسياً لنوهمهم بأنه الرجل الذي أحتمي به ... وعندما يهربون أقوم بدفعه بعيداً عني وأهرب لأعود الى بيتي بعد أن آخذ منه القلادة التي ترمز الى أملي في أن أعود وأراه بعد أن أعجبتني شهامته...

عندما يكون العمل غير مباشر ويتضمن رموزاً يصبح كلوحة سيريالية كل يراها ويفهمها بطريقته... أنت في هذه الأغنية تتحدثين بلغة جريئة جداً ... تقاطعني بحزم:

في "الأوديو فقط" ... هي تحاول أن "تطلع من عيب الحب".... وتستدرك وتسألني: لماذا نعتبر الحب عيباً؟

هكذا هي المرأة العربية مقموعة ممنوع عليها أن تشعر .. أن تحب... أن تعبر.. أن تتغزل...

تقاطعني بإنفعال قائلة: "العيب هو اللاحب" ... وتقص علي قصة زميلة دراسة كانت جميلة جداً، كانت والدتها تسأل نجوى بإستمرار إن كانت إبنتها تحب، وكانت نجوى تعتقد بأن الأم ترفض أن تقع إبنتها في الحب، لكنها إكتشفت لاحقاً بأن الأم كانت تأمل أن تعشق إبنتها ولكنها في نفس الوقت كانت من خلال سؤالها تحرص على أن تعرف ليدخل حبيب إبنتها البيت، ولتكون العلاقة أمام مراقبة الأهل.. لكي لا يقع الخطأ ... وتسألني اليس هذا هو التفكير الصحيح...؟

وتكمل: إذا كانت البنت لا تعرف الحب هذا أمر يخيفني، لأنه يدل على إنها بلا مشاعر.. او أنها ليست طبيعية..!!! وتستطرد: إذا كان الإعتراض على جملة "الليل بيستر العيوب" يمكننا أن نفعل العيب في وضح النهار.. لكنهم لا يعتقدون بأن احداً يمكن أن يفعل العيب في النهار.... ! لا اعتقد بأنه من الخطأ أن تنجذب البنت لشاب، ولكن عندما تشعر بأن مشاعرها جدية يفترض أن يأتي الى بيتها.

لو كان لديك بنت هل كنت ستتركينها تلتقي حبيبها ليلاً؟

ربما لا ... لكنني كنت سأشجعها على لقاءه أمامي في المنزل ... ليكون لديها المجال لتتعرف عليه بشكل جيد قبل أن ترتبط به بقية حياتها... لكن في المجتمعات المتزمتة لا يمكنها أن ترى حبيبها فتلجأ للهرب من أهلها وملاقاته سراً ...

أنت قدورة لجيل الشباب وهناك إنتقاد بأن كلمات كهذه قد تشجعهم على الخطأ....

تضحك وتجيب: " ع أساس ناطريني البنات" ... وتسألني بسخرية : ناطريني البنات قولك؟ وتكمل بلهجة جدية: أبداً من 30 و 40 و 50 سنة غنت أم كلثوم "إسقني وأشرب على أطلاله" وكان عز التزمت وكانوا يتزوجون على الصورة ... ولم يقل لها أحد شيئاً ... السيدة فيروز تناولت مواضيع أخطر من هذه بكثير ... لم يقل لها أحد شيئاً لماذا؟ كانت تودع حبيبها على الباب وعند طلوع الضو ... وتسألني ساخرة: شو كانو عم يعملو "تسعاوية" (اشارة الى صلاة طويلة للسيدة مريم بالمسبحة) ... ونضحك سوية...  وتكمل: حقيقة لم لا...  يمكن .. من الممكن أنهم كانوا يصلون طيلة الليل ... فالحب صلاة أيضاً... انا بالنسبة لي أحب قدسية المشاعر ...
لو عدنا الى معجبيك المتعصبين ... الذين نعاني منهم كثيراً نحن الصحفيين ... ممنوع الإقتراب من نجوى... ممنوع إنتقادها ... والإشارة الى أنها ربما تكون أخطأت بالصورة أو بالكلمة أو باللحن ... نجوى بالنسبة لهم هي الصوت القوي الجبلي ... وانا أسألك ... نجوى لون... اليسا لون.. نانسي لون ..  هل يمكن لنجوى ان تغني بإحساس اليسا؟

ما حدا ... حدا تاني ...

هل يعني هذا أن نجوى أفضل فنياً من اليسا؟

لا ... لا يوجد من هو أفضل من الآخر في هذه الحالة ... الأفضلية تحددها المدة التي يمكن للفنان أن يعمر خلالها في الفن... هكذا تقاس الأفضلية ... كم تعيش أغنياتك ... هذا ما يحدد من الأفضل... مثلاً ممنوع مقارنة أحد بالسيدة فيروز ... لأن عمرها الفني طويل ولايزال ممتداً للأجيال المقبلة ... عبد الحليم حافظ اليوم الأول بالمبيعات حول العالم العربي وفي بلاد الإغتراب رغم أنه ميت... لكن عمره الفني طويل... هذا هو الأفضل...

ما قصدته يمكن أن يمتلك الفنان صوتاً قوياً لكنه لا يمتلك صوتاً حساساً ...

هذه مميزات ... الصوت القوي ميزة .. ولكنه ليس أفضلية ... هناك صوت يمتاز بالشجن ... وهناك صوت يمتاز بالإحساس ... هناك صوت فيه إثارة ...هناك صوت مهضوم ... وهناك صوت "سئيل" ...  الخ

كنت في مقابلة تلفزيونية وسئلت من هي نجمة لبنان الأولى .. قلت لهم لا توجد نجمة اولى هناك اوائل ...

صحيح ...

طلب مني تسمية الأوائل فذكرت لهم نجوى ... نوال... اليسا.. نانسي... وهيفاء...

كل واحدة منا تقدم شيئاً وهي الأولى فيه ...

هل يضايقك وضعي لأسم هيفا معكن؟

كل منا تسير على خط يختلف عن الأخرى ... والا لما كان لنا وجود على الساحة ... لأن لو أي منا حاولت تقليد الأخرى لكانت ذابت في طريق الأخرى ولم تظهر ... لاتوجد سوى نسخة واحدة أصلية من كل منا ... وكل واحدة في خطها هي الأولى ... وأيضاً أكرر هنا ان الأولية تمنح لمن سيطول عمره في الفن.. يمكن أن تظهر طفلة صغيرة تاثر بك سنة ثم تختفي.. النجومية كنجوم السماء يفترض بها أن لا تزول ... الا مع زوال الكون.. النجومية وهج باق...

بالعودة الى الألبوم الجديد ... لاحظت أنه تضمن مفردات غريبة قليلاً ... (أخوت ... مجنون... حرامي... ) وواضح بأنك أردت مفردة مثيرة للجدل وقريبة من المستمع في نفس الوقت...

تقاطعني : وليست مبتذلة في نفس الوقت...

نعم ولكنها ليست عميقة أو شاعرية كمفردات اغنيات مثل "لا تبكي يا ورود الدار"... وهذا كان موضوع إنتقاد لفئة من المستمعين والجمهور المتعصب لنجوى ... ما ردك عليهم؟

لم لا نقول بأن الكلام واقعي ... أكثر من قبل... كلام متداول بين الشعب؟ وما يعتبرونه عميقاً أنا أعتبره وجدانياً ... فمثلاً اغنية "شمس الغنية" كانت قمة الوجدانية وصارت لقباً لي ...  عندما تقول للحبيب :

يا ليل كلما تنام الصبح بيوعيك ... الليلي فتى الاحلام يا ليل شفتو فيك ... يا ليل ما تقسى ... خبر نجومك قبل ما تنسى ... عيون قلبي ع السهر دابو ...

أحلى كلام قيل... وعندما أقول : خلص السهر مانعسو عينينا .. ضجر القمر مدينا إيدينا .. والشمس ضوينا .. ومصبح علينا ...
يعني طلع الضو! لم لم يعترضوا على هذا الكلام؟ لأنه قيل بشكل وجداني لكنه يحمل نفس المعنى ...

اليوم أنا أقول خليني شوفك ... خليني حبك.. انت حرامي سرقتلي قلبي... كلام واقعي متداول ... ولم أتطرق فيه للوجدانية ... وانا "يللي بغني الوجداني" لكن اليوم في عصر العولمة ... والإنترنت والكومبيوتر "بطل يعنيلنا مرسال القمر" في السابق كان الناس يملكون الوقت ليقفوا ويتغزلوا بجمال القمر، اليوم لا يوجد من يقف لينظر الى القمر ليرى كم هو جميل ...

أعقب ساخرة: "اليوم طلعوا على القمر وفرجونا قديش هوي بشع عن قريب"

بالضبط... نحن أبناء هذا العصر .. ومن أجواء البيئة التي نغني لها... ويفترض بنا أن نخاطب الناس في هذا العصر ... في التسعينات كوني أكيدة لا يمكن ولا أقدر على غناء المواضيع التي أغنيها اليوم.. ومواضيع اليوم "ما قدرت غنيتها بالتسعينات"
ولكن هذا لا يعني أن غنائها غلط...

في مقال كتبته عنك مؤخراً قلت "أحببت نجوى الجريئة أكثر من نجوى التقليدية"

في وقتها لم أكن تقليدية كنت جديدة... وعندما أصبحت تقليدية كنا قد دخلنا في الألفية الثالثة ... وأنا في الألفية الثالثة كنت أحاول الا أكون تقليدية ... كنت أبحث عن "عاشقة"  وعلى  "أوعى تكون زعلت" و "شو هالحلا" و"عم بمزح معك"  و"خليني شوفك" معنى ذلك أنني كنت أجرب الخروج من التقليدية. وانا أرفض الأشخاص الذين يحاولون إبقائي أسيرة قوقعة التقليدية .. أنا لا أحب أن أكون إنسانة تقليدية ... انا العكس انا أحب التجديد لأنني أفكر بالغد ... التلقليدي "بيكون مبسوط فيي" لأنه يفكر بماض أحبه.

وتضرب مثلاً لتوضيح وجهة نظرها: اليوم عندما غنت السيدة فيروز "ملا أنت" والزيتون والبلكون ...
أقاطعها: لم يتقبلوا ذلك منها...

نعم لم يتقبلوه ... ولكن فيروز "ما بطلت فيروز"...

نعم وانا برأيي أنها نجحت وهناك جيل جديد أحبها بهذا اللون ... وأنا من الناس الذين يحبون فيروز القديمة وفيروز الجديدة.
وبالعودة اليك: جرأتك هذه المرة كانت بالشكل والمضمون، نجوى أطلت بفستان قصير في ستار أكاديمي إطلالة أثارت جدلاً بين أوساط معجبيك، بين مشجع، وناقم؟ كانت إطلالة غير متوقعة، لكنني شعرت أن نجوى كان تريد أن تطل هكذا من زمان لكنها إستغرقت الكثير من الوقت وهي تمهد لها؟

أنا عندي طول بثيابي ما بتخطاه ... أحب أن أكون سيدة أنيقة .. محترمة (تشدد على محترمة) ... ولو كنت سيدة أنيقة وليست محترمة لما إشتهرت بالأناقة .. كانت سأشتهر كسيدة مبتذلة (لا سمح الله) ..

ونقطة أخرى.. أنا إفتتحت ستار أكاديمي قبل حوالي 7 سنوات بفستان فوشيا وكان بنفس الطول.. ولكن ربما لأن الخطوات كانت متتابعة شعروا بالصدمة... فعندما سمعوا بتعاوني مع يحيا حكموا على التعاون بأنه جريء قبل أن يروا النتيجة...  إستبقوا الأمور... وبتسميتي للألبوم بأغنية "خليني شوفك" عززت هذا الشعور... مع أنه كان بإمكاني تسميته بأي أغنية أخرى فيه... حرامي.. او ولع ...  او مصنع بارود... أو إيدك... الخ
وتصرح بتحد: "أنا عبالي كون فايتة بمطرح قول أن الحب مش عيب" كانو يوهموننا في التسعينات بأنه عيب ... أنا بدي حب ... واللي بيقول عني عيب "هو معاق عقلياً" و "ليس طبيعياً" وانا أرفض ان أكون معاقة مثله ... أنا إنسانة لدي كامل المشاعر والصفات رغم أن الحبيب ليس موجوداً في حياتي ... هم يقتلون داخل الفتاة الشرقية حتى حلمها ... وهذا قمع ..
   مالذي يمنع وجود الحب في حياتك ... ؟
طقوسي في الحب ... قدسية ... "انا أحب حتى النهاية" .. وكلمة حب بالنسبة لي كلمة كبيرة... وليست لعبة .. ولكنها تزيغ بصيرتي فنياً ... تشتتنى عن الإهتمام بفني... ويصبح كل وقتي للحب.. وإذا كنت إستدركت بعد فترة... ان حبي ليس بتوازن مع فني.. أشعر أن هناك شيئاً ليس على مايرام... وأقع في حيرة ... ان أضحي بهذه المشاعر التي أعيشها صعب... وفني الذي زرعته منذ بداية حياتي بتعبي ومجهودي.. أن أضحي به ... صعب أيضاً ...
ماذا عن الأمومة؟ اليست هاجساً؟
ياريت كان عندي ولد ... كنت أتمنى ... ولكن ان يكون هناك ولد ولا يكون له أب ... صعب
مرة سمعت الإعلامية رندا المر تناقش على الراديو فكرة أن يسمح المجتمع للفنانة أن تكون أماً دون زوج ... لتعذر نجاح علاقات الفنانة العاطفية التي غالباً ما تنتهي بالفشل والكثير من المعاناة .. هل توافقينها رأيها وتشاركينها دعوتها خصوصاً وأن العلم وصل الى مرحلة يمكنه تحقيق ذلك دون الحاجة للزواج؟
صحيح هناك مؤسسات وبنوك في العالم عندها "هذه الأشياء" طبعاً .... وهناك خيار التبني كما فعلت أنجلينا جولي ومادونا... ولكن هذا يصلح في المجتمع الغربي... مجتمعنا صعب يتقبل هذه الفكرة...

سؤالي إذا كنت انت مع المبدأ؟
في جوهر الموضوع لا يوجد ما هو معيب... ان يكون لديك ولد وتشعرين بأمومتك... وهناك كثر يقولون يمكن لي الزواج وتحقيق هذا الأمر ومن ثم الطلاق... ولكن بالنسبة لي الولد يجب أن يكون جزءً من إثنين... لأنني لا أفكر بنفسي وبإنانيتي ... من حق الطفل أن يكون له أب..

ولكن هناك أطفال كثر يصبحون أيتاماً في عمر مبكر...
يكون هذا قدره... ولكنه ليس خياري او مسؤوليتي ....

الا تخشين أن تصلي الى عمر ... ينتهي فيه عطاءك الفني... وتنحسر عنك الأضواء ولا يبق لديك سوى الوحدة بعد ان ينفض عنك كل من هم حولك...؟
صحيح... أعرف بأنني سأصل الى هذا الشيء ...

الن تندمي؟
لا ... والا كنت سأخطو خطوة الزواج العقلاني ... دون عواطف وشعور ... وأنجب.. ليتربى بين أم وأب.. ولكنني ساكون تعيسة ومقموعة في مشاعري ...وربما سأحب أكثر .. ولكن لا يمكنني أن أخطو هذه الخطوة .. أن اخوض مخاطرة التجربة .. إن كنت سأحب بعد الزواج أم لا ... "ما فيني لازم حب" ...

يقال انه لا توجد صداقات في الفن ... مؤخراً تقربت كثيراً من الفنانة نوال الزغبي ما السر؟ حتى ان البعض إعتقد بأنه كان هناك خلاف وتصالحتما...
إطلاقاً أنا أحب نوال وأحترمها ...

ولكن لماذا تقربت منها وبمبادرة منك وفي هذا الوقت تحديداً ؟
أنا كنت أحب أن أتقرب منها من زمان..  ولكن هناك دوماً تحقظات لدى الفنان من أن تفسر تصرفاته خطأ ... فتتركين الأمر للظروف.. انا لا أحب ان أرى شخصاً يعاني خصوصاً إذا كان عنده عطاء ... نوال قدمت فناً جميلاً خلال سنوات من العطاء .. كانت تنشر الفرح في قلوب الناس بفنها... وأزعل عليها عندما تكون هي زعلانة ... ولن أقول جمعتنا المصيبة أبداً ..  ولكن أقول أنني أوظف مشاعري في هذه الفترة .. وأضع نفسي في مكانها .. وأشعر معها بالألم .. بزعل و أصلي لها لتخرج بعافية من هذه المأساة ... خصوصاً بوجود الأطفال... وانا أفهم الفنان عندما يعاني ... الطلاق مسألة ليست هينة.. حتى لو تمت بموافقة الطرفين .. لكنها تبقى مسألة صعبة ...
يحكى دوماً عن التنافس الفني  بين أصحاب الكار الواحد .. وبأنها تجعل الصداقة امراً صعب التحقيق بينهم .. ؟
أنا ونوال بدانا معاً  ولم آخذ من دربها شيئاً يوماً ولم تأخذ من دربي شيء... لها جمهورها ولي جمهوري... أحب ان يكون هناك صفاء بالنوايا عندما نلتقي ..." ولازم كلنا نؤمن بأنه ماحدا بياكل لقمة من قدام حدا".
البعض فسره إتحاد لمواجهة الموجة الفنية الجديدة التي تكتسح الساحة؟
لا يمكنك ان تواجهي بهذه الطريقة ما دام هناك 1% من الجمهور متقبل لهذه الموجة... نحن نكافح فقط بتقديم العمل الجيد ونترك الإختيار للجمهور ...
بعد خليني شوفك ماذا ستصورين؟
لا اعرف بعد...

حملني بعض معجبيك امانة نقل طلبهم لك بتصوير مصنع بارود ..
أفكر بذلك انا أيضاً ... وأنا أيضاً سأحملك أمانة للمعجبين (الفانز) ان تبلغيهم بأنني سأصورها مع يحيا سعادة .. (تقولها بتحدٍ )
نضحك سوية وتكمل: علينا دوماً ان نمنح الفرصة للمبدعين ليكونوا بالمستقبل موجودين ... لأنهم لبنانيون ونفتخر بهم

كان بعض معجبيك يفكر بعمل مظاهرة أمام شركة روتانا لإيقاف عرض الكليب...
هذا القرار ليس لهم هذا القرار لي .. ومن فكر بهذه المظاهرة لا يغار علي أكثر مما أغار على نفسي

كلمة أخيرة
أرجو منهم عدم "القوقعة بانظمة متزمتة بالخيال لحتى نخلي هالفن يكون فن حقيقي .. وما يكون إبتذال.. ويكون حضاري معاصر ويشبه الجيل "... كل من اراد التظاهر هو لا شعوريا يمثل ويجسد هذه الاغنية في حياته لماذا يرفضون أن اغنيها لهم .. وأن أشبههم على الأقل بالأغنية؟

ايلاف



تعليقات القراء

منحرف بس محترف
ترى انا كنت بهالزمانات احترمك واحب اسمعلك لاكن اتضحلي انو ما فيش اي مطربة عندها مبدا او شرف
27-06-2009 03:01 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات