حديث الساعة .. القاعدة


الفكر القاعدي انعرف للجميع من خلال ممارساته وتصريحاته ... ولكن السؤال .. الانضمام الى التنظيم القاعدي وخاصة من فئه الشباب ولنقل كل الفئات هل هو نابع من سلسله متدرجه من ( الأيمان ) والمعرفه الدينيه التي ترسخت بالنفس والروح والجسد ثم فسرت على ارض الواقع بالأنضمام الى تنظيم القاعده او الى اي جماعة او تنظيم اسلامي ؟ وهل يفسر الدين الاسلامي على اساس الانتماء لتلك التنظيمات ويجب ان تنتمي ؟ الا يصلح المسلم ودينه الاسلامي الا اذا انتمى الى احد تلك التنظيمات ؟ ...... ام المسأله هي ناتجه عن ( يأس وأحباط ) اصاب الناس فوجدوا تنظيم القاعده هو المنفس والمخرج لهم ... اذا كان هذا الأمر اذا المسأله لا تكون نابعه من ايمان حقيقي .. وانما العمليه عمليه ارتجاليه وبحكم الظروف وجد نفسه ( الشاب او غيره ) ينضم الى تنظيم القاعده دون علم او درايه بماهية مفاهيم القاعده وفكرها بشكل مستأصل ... هناك افراد متدينون من الاساس بتنظيم القاعده منذ تأسيسها .. فانطلاق فكر القاعده نتج عن اشخاص ( متدينيين ) الى اقصى درجه تمسكوا بالدين واتقنوه وعرفوه ومارسوه وارادوا ان يحققوا رغباتهم وقناعاتهم بتحقيق الدين كما فهموا على الارض فأسسوا هذا التنظيم .. وبعد ان تم تأسيسه وانتشاره انضم الناس له .. عملية الانضمام تكاد تكون بنسبة 90 بالمائه منهم مجرد الانضمام الى تنظيم القاعده ليس مبني على اساس ديني بحت وانما لأسباب اخرى قد تكون سياسيه او اقتصاديه او اجتماعيه او اي اسباب اخرى استثنائيه منها مثلا ( التشرد / مطلوبين للعداله / مرض نفسي / الشهره / ...... ) ومن هنا نجد ان تنظيم القاعده تزداد اعضاءه والمنتمين له وبنسبه عاليه وخاصه بعد موجة الربيع العربي ناتج عن ظروف استثنائيه وليس ايمانا بالفكر الخاص بهم مائه بالمائه .

هل تنظيم القاعده اصبح عباره عن حاضنه لجميع المسلمون المتشددون منهم والفئات الاخرى التي جمعتهم بهذا التنظيم بفعل ظروفهم المستجده بعد الربيع العربي؟.

الافراد التي تنتمي الى تنظيم القاعده بعد قيام الربيع العربي هم ربما يكونون اداه لتحقيق الفكر القاعدي ولا مانع لهذا التنظيم ان ينضوي تحت لواءه اي فرد بغض النظر عن درجة تعمقه بالدين او ايمانه بالفكر القاعدي ما دام يسير على نهجهم وضمن خططهم ومطيع للأوامر... ربما يراهن هذا التنظيم على ان هؤلاء الافراد سيتعلمون الدين اكثر وسيترسخ فيهم مع مرور الوقت نتيجه الاختلاط والتعامل معهم عن قرب وهذا الامر ليس بالضروره ان يحصل فقد لا يحصل .

لهذا مع تقدم الوقت ومرور الايام سيجد نفسه تنظيم القاعده عباره عن حزب او مدرسه تتنوع فيه الافكار والنظريات ويصبح اذا شاء له القدر وتبوء مراكز سلطه وحكم سيجد نفسه منقسم على نفسه لتعدد الاراء والافكار والمدارس مما يؤدي الى تميعه بالنهايه ويبتعد عن الاصول الفكريه التي من اجلها تأسس هذا التنظيم لأنه ضم بين ثناياه بوقت من الاوقات افراد واعضاء جدد بحكم ظروف بلادهم او اوضاعهم او لاسباب ذكرناها مسبقا .وربما هذا سيقود الى اتباع تنظيم القاعده طريقة الابعاد وربما التصفيه للافراد الغير متماشين مع نهجه فيما بعد وهذا سيؤل بالنهايه الى اقتتال تنظيم القاعده مع نفسها.

اذا الاغلبيه العظمى من الافراد الذين انضموا حديثا الى تنظيم القاعده منذ انطلاق الربيع العربي هم فعليا يلامسوا ( سطح التنظيم ) ولم يغوصوا باعماقه وخاصة الذين هم من الدول العربيه .... اما الافراد الذين انضموا الى تنظيم القاعده من ( الدول الغربيه ) وجاؤها من بعيد طوعا هؤلاء هم فعليا من ستعول عليهم ( القاعده ) لأنه ان دل على شيء دل على ( عمق وتأصل ) الدين باعماقهم قبل ان يلتحقوا بالقاعده .. وما دفعهم لكي يقطعوا حدود كثيره وبعيده وغريبي اللسان للأنضمام الى هذا التنظيم انما يدل على رغبتهم القويه بتفسير ايمانهم وحبهم لدينهم الى الالتحاق بهذا التنظيم لانهم وجدوا به تفسير تعاليم دينهم على ارض الواقع عن طريق اقوى تنظيم عالميا وهو القاعده.

لماذا البحث بهذه المسأله ؟ ..... لأن الحديث كله اليوم عن هذا التنظيم ..ونرى ان تنظيم القاعده اذا تعرض لمضايقات او ضغوط او لحقت به هزائم او انسحاب او قتل لن ينتهي .. لانه عباره عن تنظيم اشبه ( بالقشور ) ما ان تنزع عنه قشره ستظهر لك قشره اخرى وما ان تنزعها حتى تظهر اخرى سيقل حجمه بالتأكيد ولكن لا يختفي .... الافراد الجدد الذين انتموا الى هذا التنظيم هم ( القشره الاولى ) ان ذهبوا ستظهر القشره الاخرى التي تليها ... وان تركتهم على حالهم مع مرور الوقت ( ستبنى ) وتنشأ وتتكون ( قشره اخرى ) تحمي التي قبلها وهكذا .. اي يكبر التنظيم .. اي ان هذا التنظيم يكبر ويصغر ولكن لا يختفي .

من العوامل التي تؤدي الى ازدياد حجم القاعده هو توفير الدعم المادي والعسكري ... ازدياد الازمات العالميه وبالاخص ازمات الوطن العربي ... التقاء مصالح التنظيم مع مصالح دول وتنظيمات واحزاب وفئات وطوائف اخرى ( عربيه او غربيه ) ..... الضرب على وتر ( الدين ) ... الفتن وزعزعة الامن الداخلي لأي دوله .... استفزازات ( المعسكر الشيعي ) .... الظلم العالمي .... هذه الامور مجتمعه تعمل على تقوية هذا التنظيم وازدياد اعداده وسرعة انتشاره ... وان اختفت العوامل السابقه لا ينتهي هذا التنظيم لأنه مرتكز على شيء ثابت وهو ( الدين ) والذي من خلاله لهم نظره ابعد من ذلك وهو بعد النصر يسعوا الى اعادة الحضاره الاسلاميه ومن ثم الانطلاق الى ( الفتوحات الاسلاميه ) والتي اساسها مبني على نظام ( الخلافه ) .

اذا نحن امام حروب دينيه بالدرجه الاولى ... لن تكون الديمقراطيه او النظريات والمدارس الاخرى هو مسعاهم .. او مشاركة الحكم .... هم مستمرون بنهجهم الى يوم الدين ما ان ينتهوا من تحقيق هدف او غايه سرعان ما سينتقلوا الى هدف ابعد واكبر وهكذا الى يوم الدين .. هكذا تفسر الامور بناءا على اقوالهم وافعالهم.

الظاهر ان تنظيم القاعده لا يعمل لوحده .... الكل يعرف ومن خلال المتابعه والمشاهده بأن هذا التنظيم ( منظم ) الى ابعد حد .. ممكن وصفه بالدوله التي لا ارض لها ... واضح ان له جيشه واسلحته واقتصاده وسياسته واستخباراته وله وجود وحضور بكل دول العالم .. ولا يستبعد ان له القدره على جلب المعلومه والمراقبه ولا استبعد ايضا انه يملك نظام تجسس وتمويل وشراء اسلحه وخطط وتكتيكات وافكار هو تنظيم لا يستهان به .

ما هو الحل ؟ ................ والى اين ستؤول الامور ؟.. لا احد يعلم.... المنطقه اشتعلت وتزداد اشتعالا .. تخبط بالسياسات .... وعدم وضوح الرؤيه ... والكل خائف من المجهول .... لا يعلم الغيب الا الله .

ملاحظه : هذه وجهة نظر وتحليلي للامور حسب ما ارى انا وغيري المشهد السياسي المتطور .. قد اكون مخطأ او مصيب .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات