ثلاثية" فايز الطروانه "


بعد غياب طويل عن المشهد السياسي المحلي لدرجة أن أصبح البحث عن دولة فايز الطروانه يمثل البحث عن الرجل الخفي أو ما أطلق عليه " العراب " في الحياة السياسية الأردنية ، ودولة الطراونة بعد أن رسم المخططات الرئيسية لولاية حكومة النسور ترك المشهد السياسي الأردني المحلي لأنه ضامن لقدرة " رجله " على عدم الخروج عن المخطط الذي تم وضعه له كشرط رئيسي لإختياره رئيس للحكومة بعد أن جلس لسنوات مناكفا وحاجبا للثقة لجميع الحكومات المتعاقبة بما فيها حكومة الطروانه نفسه .

وفي عودة دولة الطروانة الى الساحة السياسية المحلية حمل في جعبته علبة " ثلاثة في واحد " ووضعها في الفنجان الأردني وعلى الشعب أن يشربه بكل طيب خاطر ، وأول مكونات الثلاثة في واحد ما صرح به دولته عن أنه لايؤمن بوجود حكومة ظل في الديوان وأن الحكومة الحالية هي صاحبة الولاية ، وبهذا التصريح يناقض دولته حقيقة رئيسية تتمثل في أن من قام بإختيار رئيس الحكومة الحالية هو رئيس الديوان بعد أن منحه الملك هذه الصلاحية له ، وإن حاول دولة الطروانة أن يعطي هذا المكون الأول صفة الديموقراطية أو ما أطلق عيله الاختيار النخبوي والشعبي لشخص رئيس الحكومة إلا أن أسس الإختيار كانت قد وضعت ولايوجد مجال لرفضه وإن كان هناك من رفض ولكن تم التغاضي عنهم من باب أن أصواتهم لاتمثل وزنا في الحياة السياسية الأردنية .

والمكون الثاني الذي أخرجه دولته من جيبه عندما صرح أن المجتمع الأردني لايعاني من تناقضات وبالتالي هناك دول حاولت الاستفادة من طريقة معالجة أزمة الربيع العربي وأرجع كل ذلك للوعي الذي يملكه الشعب ، وهنا دولته لم يطلع على ما نشر قبل يوم من تصريحه من قبل دولة الروابدة عندما حلل التناقض المجتمعي في الأردني وبأسلوبه السياسي الذي ينهي فيه الأزمة بنكته ، وفي كلام رئيس الغرفة التشريعية الثانية في البلد صراحة واضحة جدا تؤكد على حجم هذه التناقض المجتمعي الذي نعيشه ولكن دولة الطرونه إعتبر كل مظاهر الحراك لأكثر من ثلاث سنوات مجرد زوبعة في فنجان ولن تكون يوما ما ذات تأثير في مجريات الحدث السياسي المحلي لأنها تمثل تنفيسات لهذا التناقض المجتمعي إن وجد ،وغيب في نفس الوقت الجانب الاقتصادي من الحراك و ما كان يتم في الشارع الأردني هو مخرجات غير مقبولة لواقع نحسد عليه من الأخرين .

والمكون الثالث وهو الرئيسي في فنجان " ثلاثة في واحد " المقدم من دولة الطروانه تصريحة أن 40% من الاجئين الفلسطيني (48)قد حصلوا على الجنسية الأردنية " ولم يقل أنهم أردنييون " دون الأخذ بعين الإعتبار الفترة الزمنية السياسية ما بين عام 1948 وعام 1967 وهي الفترة التي تم خلالها إخضاع الضفة الغربية للدولة الأردنية وكانت النتيجة دولة واحد وشعب واحد واعتبر الاجئيين فقط لاجئيين في سجلات الأمم المتحدة ، وهنا يصعب القفز عن هذا المكون دون الرجوع لتاريج دولته في إتفاقية وادي عربة والطريقة التي تمت خلالها تقديم الكثير من التنازلات السيادية للدولة الأردنية فقط لمجرد الخروج من نفق إتفاقية أوسلو والتي تبين أن نهايتها في الوقت الحالي تمثل وهما أردنيا فلسطينيا مشتركا يحاول الابتعاد عن واقع فعلي يتمثل بحقيقة تاريخية تقول أن غرب النهر وشرقه هو دولة واحدة وشعب واحد وإسرائيل تؤمن بذلك أكثر منا ، ولكن يبقى الخوف من هذه التصريحات أن تنعكس على المكون الثاني وتعيد خلطه ولكن بنكهة تؤدي إلى أن يلقى في النهاية بكافة محتويات فنجان دولة الطراونة لأنه أراد من خلطته " ثلاثة في واحد " أن يقنع الجميع أن ثلاثيته تلك هي الصح كما سبق وأقنع الكثيرين بحسنات وادي عربة وبحسنات دولة النسور وفي النهاية بحسنات جكومة ظل ولكن تكون حكومة ظل في وضح النهار كي لايشاهد الشعب ظل دولته من خلف جسد دولة النسور .



تعليقات القراء

طبوش
الاجئيين الاجئيين ، اللاجئين يا ابو عريقات .
30-12-2013 01:08 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات