الائتلاف السوري بين خيارين!


ينتظر المجتمع الدولي انطلاق مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده في الثاني والعشرين من الشهر المقبل وسط تجاهل دولي للتصعيد العسكري من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد واستمرار مسلسل قصف البراميل المتفجرة على أحياء مدينة حلب والذي أودى بحياة مئات المدنيين.

الحملة العسكرية لنظام الأسد في حلب وريفها والتي استخدمت فيها أسلحة عشوائية وضعت الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة في موقف حرج أمام الرأي العام السوري قبل عقد مؤتمر السلام في جنيف وجعلت أعضاء الائتلاف في حيرة من أمرهم في اتخاذ قرار المشاركة من عدمها وسط تسريبات صحفية تفيد بتلقي قادة في الائتلاف نصائح بالمشاركة! في إشارة الى وجود ضغوط غربية للمشاركة رغم الأحداث الدموية في حلب.

مصادر في الائتلاف أكدت بدورها أن المشاركة في جنيف من عدمها بات أمراً صعباً وأن القرار النهائي سوف يصدر في اجتماع الهيئة العامة بالخامس والسابع من الشهر المقبل فيما قال الأمين العام للائتلاف بدر الدين جاموس أن الصمت الدولي تجاه ما يدور من جرائم يرتكبها النظام لاسيما في حلب لا يشجع أعضاء الائتلاف بالتصويت على قرار الذهاب إلى مؤتمر جنيف حيث من الممكن أن يكون النظام قد أطلق حملته العسكرية في هذا التوقيت بالذات لعرقلة الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة وسط تجاهل دولي مقصود ولأول مرة.

استمرار التصعيد العسكري من قبل النظام دون أي رد فعل أو تحرك دولي يجعل فرص مشاركة الائتلاف في المؤتمر شبه معدومة وسط تساؤلات عن مدى إمكانية المجتمع الدولي الضغط على النظام للإتجاه نحو الحل السياسي وتطبيق بنود جنيف واحد في وقت يظهر فيه عجز دولي عن إيقاف عمليات القتل والتدمير العشوائي في كل المدن السورية.

الموقف الروسي من الأحداث الجارية لا زال بدوره يطرح الأسد كجزء من أي حل سياسي مرتقب، مؤكداً من جديد على ضرورة وضع ملف محاربة الإرهاب على أجندة مؤتمر جنيف 2 في خطوة واضحة للتغطية على أعمال النظام القتالية ضد المدنيين في حلب وتبرير مقتل المئات منهم على أنها محاربة للتنظيمات الإرهابية.

التطورات الأخيرة تضع الائتلاف أمام خيارين صعبين لاسيما في حال رفض المشاركة بالمؤتمر الدولي وآثر على عدم الذهاب الى جنيف ما قد يجعله في عزلة دولية يلاقي فيها الملامة من قبل شركائه وحلفائه الغربيين وفي حال قرر المشاركة سيؤدي ذلك الى سخط شعبي خاصة أن هناك أطرافاً معارضة على الأرض قد أعلنت في وقت سابق عدم إعترافها بالائتلاف المتهم أساساَ بالخيانة لتلقيه أموالاً ومساعدات سعودية ما جعل قراره السياسي رهناً للقوى الخارجية وإتهام آخرين له بعدم توافق تلك القرارات مع مصالح الشعب السوري والمبادئ التي قامت عليها الثورة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات