جراسا -

تعتبر نيفين نصر من الفنانات اللواتي لم يحالفهن الحظ حتى الآن في تحقيق النجومية والانتشار¡ على رغم امتلاكها موهبة صوتية غير متوافرة عند معظم بنات جيلها وعلى رغم تخرجها في العام 1998 من برنامج «كأس النجوم».

نصر اكدت انها اخطأت بحق نفسها عندما ابتعدت بسبب بعض الظروف العائلية التي واجهتها في بداية مشوارها الفني¡ وعندما عادت وجدت ان الساحة مزدحمة بآلاف الفنانات¡ معتبرة ان الفن لم يعد فناً وغالبية الموجودات حالياً على الساحة يفعلن ذلك للتسلية لا اكثر. وقالت انها تعترف بالفنانتين يارا ونانسي عجرم من الجيل الحالي وبنجوى كرم ونوال الزغبي من الجيل الذي سبقه.

واضافت ان الفنانة في هذا العصر يجب ان تكون لديها واسطة لتدخل احدى الشركات الفنية او يجب ان تصاحب احد الممولين لينفق عليها ويقدم الدعم لها¡ مؤكدة انها تشعر بالخجل اذا قالت انها مطربة لان الناس سيعتقدون انها مثل دانا ونانا.
وأوضحت نصر انها لا تزال تتحلى بالصبر وتقوم بكل ما في وسعها لتثبت نفسها¡ ولكن اذا شعرت بانها «ستتبهدل» او اذا كان مطلوباً منها ان تقدم تنازلات لهذا او ذاك¡ فعندها ستفضل الجلوس في بيتها لان ذلك اشرف لها.

وتابعت ان اي فنانة تبدأ مشوارها عبر فيديو كليب يعرض على التلفزيونات¡ ولكن بما انها اخطأت في اول اغنيتين مصورتين صار كل من يفعل الاشياء الوسخة يتصل بها بحيث باتت تتلقى دعوات لـ «المصاحبة».

مع نيفين كان هذا اللقاء

• هل تعتبرين نفسك من الفنانات اللواتي ظلمن فنياً¿

- في احدى الفترات اتحمل مسؤولية الظلم الذي لحق بي بسبب غيابي عن الساحة في وقت برزت 500 ألف فنانة. وعندما عدت وجدت ان هناك ازدحاما شديدا وان الفن لم يعد فناً. هل يمكن ان تسمي لي الفنانات اللائي يغنين بالمعنى الحقيقي للكلمة¿ عددهن لا يتجاوز اصابع اليد.

• من وجهة نظرك من هن الفنانات اللواتي يستحققن لقب النجومية¿

- نجوى كرم ونوال الزغبي على راسي وعيني¡ لانهما وقفتا على مسارح ضخمة وأحيتا حفلات فنية كبيرة وقدمتا اغنيات جميلة. اما من بين فنانات هذا الجيل اللواتي يستحققن لقب النجومية فليس هناك سوى نانسي عجرم ويارا. اما هيفاء فهي حالة خاصة ولا يمكن ان تتكرر.

• ما معنى حالة خاصة¿

- هيفاء تقول عن نفسها انها ليست مطربة والعالم احبوها من اجل هذا السبب¡ كما انها «مهضومة» وانا احبها وعندما اشاهدها افرح كثيراً.

• واليسا¿

- اغنياتها جميلة واحبها¡ لان خامة صوتها حلوة وأحساسها جميل. وان كانت «تنشز» فالكل ينشز ولا احد معصوم من التنشيز على المسرح.

• والاسماء الباقية على الساحة ماذا تفعل¿

- لا اعرف.

• ولكن الكل يقدمن كليبات ويحيين حفلات¿

- انهن يبحثن عن التسلية.

• تخرجت من برنامج «كأس النجوم» في العام 1998 ما الذي دفعك الى الابتعاد¿

- بعض الظروف العائلية. ولكنني لم اجلس في البيت بل احييت حفلات كثيرة في خيم رمضان وكنت اظهر كل يوم. حينها¡ لم اكن قادرة على تصوير كليبات ودعم اغنياتي في الاذاعات. املك صوتاً جميلاً ولكنني احتاج الى جهة تتبناني.

• لماذا لا تتعاملين مع احدى شركات الانتاج¿

- شركات الانتاج تقوم على المحسوبيات والوساطات.

• هل تقصدين ان الصوت ليس المعيار الذي يخولك دخول احدى شركات الانتاج¿

- عبر تجربتي وجدت ان الفنان الذي يملك صوتاً وموهبة يتعب ويشقى ويقبل الايدي والابواب مقفلة في وجهه. وفي الوقت نفسه اجد فنانة دخلت شركة مع انها لا تستحق ان تقف وان تغني. الفنانة في هذا العصر تحتاج الى وساطات او الى «مصاحبة» احد الرجال من اجل تقديم الدعم اليها.

• هل تشعرين بالندم لأنك دخلت المجال الفني¿

- كلا¡ ولكنني كنت اتمنى لو ان الله لم يخلق عندي صوتاً جميلاً. في هذا الزمن لم يعد هناك وجود للفن وصرت اشعر بالخجل اذا قلت انني مطربة¡ لان الناس سيعتقدون انني مثل دانا ونانا.

• وكيف تكون النظرة اليك عندما تقولين انك مطربة¿

- يعتقدون انني كالاخريات¡ ولكن عندما يسمعون صوتي يصابون بصدمة ويسألونني لماذا لست مع «روتانا»¿

• حاولت الاتصال بشركة «روتانا»¿

- طبعاً¡ ولكن الكل يعرف ان «روتانا» بسبب الاوضاع الاقتصادية الحالية¡ لا تتعاقد مع اي فنان في هذه المرحلة.

• ولكنها جددت عقد اليسا¡ وقبل ايام تعاقدت مع هيفاء وهبي¿

- هذا موضوع مختلف. «روتانا» لا تريد في هذه المرحلة مواهب جديدة¡ وعندما

يفعلون ذلك اسمي مطروح عندهم.

• شركة «روتانا» ابلغتك ذلك¿

- نعم¡ وحتى الفنانون المتعاقدون معها¡ اخبروني ماذا يحصل معهم. هناك امور كثيرة مجمّدة في «روتانا» في انتظار حلّ الازمة الاقتصادية.

• هل يمكن ان تتركي الفن الى مهنة اخرى¿

- اذا وجدت انني «ساتبهدل» وان علي التنازل لهذا او ذاك وتقديم اشياء لا استطيع ان افعلها¡ فلا شك انني سأفضل الجلوس في بيتي¡ لان ذلك اشرف لي. حالياً اضحي واتعب¡ واذا لم اوفق اكون قد فعلت المطلوب مني.

• هل طلبت منك تنازلات معينة¿

- طبعاً.

• كيف تكون العروض عموما¿

- أي فنانة تبدأ مشوارها عبر فيديو كليب على التلفزيون¡ وقد اخطأت في اول اغنيتين صورتهما¡ ما كوّن فكرة خاطئة عني لدى الآخرين. لذلك صار من يعمل في الاشياء الوسخة يقول لي «بتطلعي كذا» بمعنى انني صرت اتلقى دعوات لـ «المصاحبة» بدل دعوات الى حفلات. في احدى المرات نشرت لي صور على غلاف احدى المجلات¡ فاتصل بي احد المعجبين وطلب مني ان اصاحبه. هكذا صار الفن ومن تقل عكس ذلك تكن كاذبة.

• ماذا يكون رد فعلك عندما تتلقين عرضاً من هذا النوع¿

- اقول لصاحب العلاقة «انا لست من هذا النوع». من يطلبني لحفلة للغناء اهلاً وسهلاً¡ ومن يطلبني لاشياء اخرى اقول له «اخطأت في الرقم».

• يبدو ان هناك استسهالا في طلبات من هذا النوع من الفنانات¿

- طبعاً وهذا يدل ان الكل يفعلن ذلك.

• كم يضم رصيدك الفني¿

- 11 اغنية¡ طرحت منها ثلاثة وفي جعبتي ثلاث اغنيات.

• وماذا تنتظرين¿

- شركة الانتاج¡ ان تأخذ الألبوم وتوزعه وتقوم بتسويقه¡ ولا اعتقد انها سترفض ذلك لانها لن تدفع قرشاً واحداً¡ فساقدمه اليها من دون مقابل.

• وكم سيستمر انتظارك¿

- لا اعرف¡ ولكن اذا استمر طويلاً فساقوم بطرح اغنية مستقلة.

• كيف كان صدى الاغنيات الثلاث التي طرحتها من الألبوم¿

- صدى الاغنيتين الاولى والثانية كان عادياً¡ اما اغنية «كان قلبي مطمن» فكان صداها ايجابياً¡ وخصوصاً انني دعمتها اعلامياً عبر لوحات اعلانية ومقابلات¡ عدا عن الدعم الاذاعي. حتى الكليب الخاص بالاغنية دفعت اموالاً لقناة «ميلودي» من اجل بثه. الكل يعرف ان الاذاعات تجارية¡ فاذاعة «صوت الغد» مثلاً تقاضت مني خمسة آلاف دولار من اجل بث الاغنية لشهر واحد. وبعد مرور 30 يوماً توقفت عن بثها.

• وكم كان يتم بثها في اليوم الواحد¿

- ثماني او عشر مرات¡ كأنني نجوى كرم اتقاضى 70 الف دولار او 80 الف دولار عن الحفلة الواحدة. عندما اصبح نجوى كرم سأقول لصاحب الاذاعة خذ عشرة آلاف وعشرين الف دولار وبث اغنيتي.

• حتى النجوم الكبار يدفعون للاذاعات¿

- طبعاً¡ لان شركة «روتانا» لا تدعم سوى اذاعتي «روتانا دلتا» و«صوت الموسيقى». اما الاذاعات الباقية فيدفع الفنان لها من جيبه لتبث اغنياته¡ وهذا ليس خطأ لان على الفنان ان يشارك شركة الانتاج بدل الاعتماد عليها وحدها والجلوس في البيت.