السيسي وأحلام الرئاسة


بالأمس القريب كنت من اشد المدافعين عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وذلك من تصوري وبناء على ما كنت اسمعه من الذين كانوا يتناولون سيرته بالخير, وبأنه كان داعما وسندا لقضايا الأمة العربية وانه كان عدوا لدود لإسرائيل, وكل من يدعمها وكان وكان حتى أصبحت لدي قناعه تامة بأن هذا الرجل كان المنقذ لهذه الأمة ,وبقيت هذه القناعة حتى حدوث الانقلاب الدموي الذي قاده وزير الدفاع المعين من قبل الرئيس المنتخب محمد مرسي.

تغيرت القناعة بعد أن رأيت هذا الشخص يقول بأنه يسير على نهج الرئيس عبد الناصر, وانه يحتفظ بصوره الرئيس الرحل في مكتبه, وانه من الناس المعجبين به ,ومما زاد الأمر سوءا هو تأييد الحزب الناصري إلي تم تأسيسه وارتباطه بعبد الناصر, وللأسف الشديد سمعنا أن أبناء الرئيس عبد الناصر يؤيدون السيسي في هذا الانقلاب عندها فقط, راجعت موقفي كله وشعرت بأنني لم أكن على صواب في دفاعي عن مواقف الرئيس عبد الناصر وانه من الواجب أن اربط الأحداث مع بعضها البعض واخرج برأي صواب يستقيم مع من نراه من تناقضات في الأقوال والمواقف وأن لا أكون تبعا لأحد فيما يقول أو يدلي بدلوه.

إن إصرار قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي على انه خليفة عبد الناصر هي أساءه للأخير, وان تأييد الحزب الناصري لكل ما قام به السيسي من مجازر ومذابح تقشعر لها الأبدان هو بمثابة تشويه حقيقي لصوره الزعيم الراحل, وان موافقة أبناء الرئيس الراحل على أفعال السيسي هو تدمير لتاريخ والدهم ووضعه بصوره الإنسان المجرم الذي يعكس الصورة الجميلة التي في أذهاننا.

ولكن من باب الأمانة لابد لنا من التذكير أن هناك فرق شاسع بين عبد الناصر والسيسي على الرغم من اختلافي مع من ذكرت من أصحاب المواقف المرفوضة من قبل من كان وما زال من معجبين الرئيس الراحل.

وأوجه الاختلاف تكمن في أن الرئيس عبد الناصر لم يلتقي بأي قائد عسكري أو مدني أو امني إسرائيلي في حياته على الأقل طيلة مده حكمه وهذا ما نعرفه ويعرفه كل من تناول سيره الرئيس, ولكن السيسي كان زائرا ومنسقا مع الجانب الإسرائيلي قبل عمليه الانقلاب وهذا ما كشفته وسائل الإعلام الاسرائيليه المختلفة من إعلام مرئي أو مكتوب, يظهر فيه السيسي في زيارة سريه لإسرائيل قبل الانقلاب بعده أيام, وهذا ما يؤكد أن الانقلاب برعاية إسرائيليه أمريكية وبدعم عربي بالمال وبالتنسيق الأمني من أكثر من دوله عربيه وهذا لن يقبله الرئيس الراحل وبذلك نكون أمام اختلاف جوهري بين الاثنين وهذا أولا.

ثانيا :أن الرئيس عبد الناصر لا يقبل بالا ساءه لبنات ونساء مصر كما رأيناه وتم تداوله عبر وسائل الإعلام المختلفة, بينما ما قام به السيسي من أساءه لبنات مصر لا يمكن أن يقبله مصري شريف ولا عربي ولا حتى أجنبي لا تربطنا به لغة ولا دين.

ثالثا :السيسي من المؤيدين للسادات ولو كان الرئيس عبد الناصر حيا لن يقبل ما فعله السادات من أهانه للشعب المصري وللأمتين العربية والاسلاميه من زيارته إلى تل أبيب وخطابه في الكنيست وظهوره بصوره الإنسان الذليل الذي يستجدي السلام ثم لا يحصل عليه إلا بشروط مهينه.

رابعا : أن الرئيس عبد الناصر لم يعتمد في يوم من الأيام على البلطجيه ولصوص الطرق من اجل ضبط الأمن أو استخدامهم لانتهاك كرامه بناء وبنات الشعب المصري, بيمنا كان السيسي يستخدم هؤلاء البلطجيه حرسا له وأداه لتنفيذ ما يريد.

خامسا :أن المواطن العربي كان في عهد عبدا لناصر يجد كل احترام ورعاية ,أما في عهد السيسي فان التقارير تقول أن أبناء وبنات سوريا الذين ذهبوا إلى مصر هربا من الحرب الدائرة في بلادهم قد تعرضوا لكل أصناف العذاب والأهانه وتم اعتقالهم وزجهم في السجون, أضافه لأبناء وبنات فلسطين الهاربين من الحرب في سوريا فقد تعرضوا أيضا للمضايقات وللإساءات التي يتعرض لها الأخوة السوريون وغيرهم من أبناء الدول العربية.

سادسا :أن الرئيس عبد الناصر لم يستولي على أموال الفقراء والمساكين من أبناء مصر من اجل بناء القصور والعمارات الشاهقة وإيداع الملايين في بنوك سويسرا,على نحو ما فعل السيسي ويفعل أعوانه فقد توفي الرئيس عبدا لناصر وكان يسكن في بيت متواضع جدا ,ولم يجدوا له أموالا في البنوك ولم يكن له أراضي أو عمارت أو قصور.



تعليقات القراء

شهين
نعم مدح السيسي هي اساءه لعبد الناصر
25-12-2013 08:10 PM
ابو فارس
شكرا للكاتب الربابعه على هذا التحليل وكلامك في محله
25-12-2013 08:11 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات