هنيئا للشعب الأردني ملوك بني هاشم


لأن الحق يجب أن يُقال، فلا بد من الإشارة إلى بعض المناسبات التي تبعث على الفخر والبهجة والسرور، في حينها وفي أوانها، وحديثنا هذه المرة يتعلق بأخلاق وسلوكيات ملك هاشمي هو الملك عبد الله بن الملك الحسين بن الملك طلال بن الملك عبد الله بن الشريف حسين، أي أننا نتحدث عن ملك إبن ملوك إبن أشراف إلى الجد الهاشمي.

عبد الله الثاني هذا فيه من صفات والده وأجداده الكثير، ولعل أهم ما ورثه هذا الإنسان النبيل هي صفة التواضع، ولعل "من تواضع لله رفعه"، ومن هنا فالمتابع يرى أن منزلة الملك عبد الله الثاني مرتفعة وعالية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وأن محبته تتزايد يوما بعد آخر في قلوب شعبه الوفي الأمين، الشعب الأردني الكريم.

هذا الملك المتواضع شوهد وهو يحمل الكراتين المعبأة بالوجبات الغذائية الجاهزة وهو يوزعها على أبناء شعبه المحاصرين بفعل الموجبة الثلجية القاسية التي اجتاحت البلاد في ديسمبر/كانون الأول 2013.

هذا الملك الإنسان، أبى أن يجلس أمام المدفأة في مكتبه أو في قصره ويطالع ما تنقله له بعض شاشات التلفزة عن أحوال المواطنين في ظل الموجة الثلجية التي اجتاحت كل أنحاء البلاد، لكنه بدلا من ذلك استقل مروحية عسكرية وزار المناطق التي زارها الثلج أكثر ما يكون، فحط بطائرته في مناطق شتى ومن بينها في ربوع عجلون.

عبد الله الثاني شوهد يمشي على قدميه ببزته العسكرية برفقة نشامى الوطن في المنطقة الشمالية في عجلون، وشوهد وهو يلتقي البواسل الذين بادروا لفتح الطرقات التي أغلقتها الثلوج المتراكمة.

نعم لقد تفقد الملك الإنسان مناطق متعددة من الوطن الغالي، ومن بينها محافظة عجلون وحل ضيفا في مضافة أو ديوان عشيرة القضاة هناك.

هذا الملك المتواضع الذي يهتم لمشاعر شعبه الوفي شوهد في عمان يوقف موكبه وينزل من سيارته ليساعد في إنقاذ سيارة مدنية علقت بالثلوج في شارع وصفي التل رحمه الله ، شوهد عبد الله الثاني وهو يدفع بالسيارة العالقة إلى الخلف، ثم شوهد وهو يدفع بها إلى الأمام، وأبى أن يغادر المكان قبل أن يتأكد أن السيارة التي كانت عالقة وراكبيها باتوا في أمن وأمان.

والان جاء دور الأسئلة الجريئة أو لنقل الصريحة، وأولها: هل كان الملك عبد الله الثاني يفعل هذه الأشياء لمجرد التقاط الصور التاريخية أو سعيا وراء الشهرة؟ والجواب لا وألف لا، حيث كان بإمكان الملك أن يأمر أو بلغة ألطف أن يطلب من قادة القوات المسلحة والأمن العام وقادة بقية الأجهزة الأمنية الأخرى أن يقوموا بالواجب تجاه الشعب الكريم في هكذا أزمات.

وهل كان الملك يبحث عن شعبية في وطنه وبين أفراد شعبه؟ والجواب لا وألف لا، ذلك أن شعبية الملك مرتفعة فوق التصوّر وبعيدا عن التصوير.

وبالمناسبة كان عبد الله الثاني يسير على قدميه فوق طرق ترابية طينية وتحت الثلج المتساقط ودون مظلة في منطقة عجلون.

وتماما كما كانت سيرة وأخلاقيات وسلوكيات آبائه وأجداده من قبله، كابر عن كابر، فإن سيرة وأخلاقيات وسلوكيات الملك عبد الله الثاني تدل على النبالة والشهامة والتواضع والإنسانية.

وتالله إن قلوبنا لتبتهج ونحن نرى ملك البلاد -الذي طالما نعتناه بالقائد المحبوب- ونحن نراه يسير بين الناس ويتفقد أحوالهم ما بين زيارات سرية وأخرى علنية.

أيها الشعب الأردني الكريم، هنيئا لك هذا الملك الطيب المتواضع، والذي كان يشاركك نفس المعاناة إبان الموجة الثلجية، وكان يسير على قدميه وهو يوزع ما تيسر من مساعدات عاجلة.

أيها الملك الإنسان، هنيئا لك هذا الشعب الكريم، بل هنيئا للملك والشعب الكريمين هذه العلاقة القائمة على المحبة الصادقة والاحترام والتقدير المتبادلين.

بقي القول إن حكومتي-حكومة الظل الأردنية- لا تبغي لا ناقة ولا جملا من وراء كلماتها هذه، لكنه الحق الذي يجب أن يُقال في حينه وفي أوانه. فاسلم أيها الملك، ولتسلم أسرتك التي شوهدت برفقة أفرادها تتناولون الطعام في أحد المطاعم الشعبية العامة في عمان قبل أيام.

ولتسلم العائلة الهاشمية الكريمة بكل أفرادها النبلاء الكرام، وليسلم الشعب الكريم بكل أفراده النبلاء الكرام، وإلى موجة ثلجية أخرى تكون أكثر خيرا وبركة ولكن أخف وطأة، ومع استمرار أواصر المحبة والاحترام بين الملك الإنسان وشعبه الكريم، ودوما أيها الوطن الغالي -المملكة الأردنية الهاشمية- دوما إلى الأمام.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات