جنيف 2 .. من شعار إسقاط النظام إلى شعار مكافحة الإرهاب


أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أن مؤتمر جنيف 2 سينعقد في الثاني والعشرين من كانون الثاني عام 2014م، وأن الترتيبات تجري بالتوافق مع الأطراف المعنية التي ستشارك بالمؤتمر.

كما اتفق الطرفان الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا الاتحادية - على ضرورة إضافة بند الإرهاب على جدول أعمال المؤتمر بالإضافة لبند الحل السياسي للأزمة السورية.

وينعقد المؤتمر في أعقاب الهزائم المتلاحقة للقوى المسلحة الارهابية ،وفي ظل ثبات الدولة السورية ،وصلابة مواقفها ومتانة وحدتها الوطنية،وفشل محاولات أعدائها من تحقيق أهدافهم في تدمير الدولة ومؤسساتها بتخطيط مبرمج .

كما ينعقد المؤتمر في ظل توافق دولي وتفاهم روسي أمريكي على مختلف قضايا المنطقة،بدأً بالاتفاق الدولي الإيراني ،وانتهاءاً بالتفاهم المشترك على مخاطر الأرهاب وضرورة محاربته ،وتكريس جنيف2 القادم لبحث هذا الموضوع الذي بات يقلق دول العالم ويهدد أمنها واستقرارها ومصالحها.

كان موقف أميركا ومعها حلفاؤها وأتباعها منذ بداية الأزمة موقفاً داعماً للمعارضة التي تحولت إلى عصابات نهب وتدمير ممنهج للدولة السورية.وقامت بتزويدها بكل أسباب القوة بالإضافة إلى الدعم السياسي والإعلامي واللوجستي غير المحدود.وما مخازن الأسلحة التي استولت عليها جبهة النصرة وداعش في باب الهوى وما احتوته من أسلحة فتاكة من صواريخ ضد الطائرات وقذائف خارقة للدبابات إلا تأكيد على موقف أميركا الحازم الداعم لهذه العصابات.

أما التراجع الأخير في إعلانها أنها أوقفت الدعم للقوى"المعتدلة"الممثلة "بالجيش الحر"،فقد جاء بعد إدراكها أنها خُدعت وضُللت بالتقارير التي كانت تصلها من عملائها ،وأن عملية الحسم العسكري التي كانت تروج لها قطر والسعودية وتركيا،ليست إلا جزءاً من حملة الكذب التي لم تنته حتى الآن،فقد زعمت تلك القوى المعادية على أن النظام آيل للسقوط قريباً،وأن الجيش ربما ينقلب على النظام،وهاهو الواقع يكشف زيفهم وكذبهم ،حيث مضى على الحرب العدوانية على سوريا أكثر من ألف يوم، ولا تزال سوريا تلحق الهزائم بهم،وتزداد قوة وتماسكاً، بفضل جيشها الذي حقق وما زال يحقق الانتصارات ،ويوسّع من مناطق نفوذه،ويضيق الخناق على العصابات الإرهابية.

كذلك لا يزال محور المقاومة والممانعة يملك زمام المبادرة في طرح الأفكار والخطط التي تمكنه من تحقيق الانجازات الهامةعلى الصعيد الدبلوماسي .في حين يبدو المحور الآخر المعادي لسوريا يسير في تراجع سريع؛فالخلاف وأزمة الثقة بين أعضائه أصبحت ظاهرة للعيان ،عدا عن الانكسار في الميدان الذي انعكس بشكل هستيري عليه،وبخاصة بعد الانتصارات في الغوطة الشرقية وهزيمته اقليم القلمون.

ولأن الواقع الرسمي العربي شريك بمعظم مكوّناته في حالة التردي والضعف والانقسام التي وصل إليها،فقد أصبح على هامش الأحداث ،وملحقاً بالمواقف الخارجية ،فاقداً للتأثير والحضور على مجمل الوضع الذي يعنيه أولاً قبل غيره.

فمؤسسات القمة معطلة برغم هذا الاعصار الذي يلف المنطقة،والحروب التي تنتقل من بلد إلى آخر ولا تثير دهشة واحد من الزعماء العرب،والتفاهمات الدولية على أمور المنطقة العربية تتم بمعزل عنهم،فلا يستشارون ،ولا يستأنس برأيهم ،ويتم إعلامهم بما اتفق عليه لاحقاً من قبيل رفع العتب ليس إلا. ولكن يبقى دورهم في تسديد الفواتير ودفع نفقات الحروب المشتعلة .

فما هو مستقبل العرب في ظل المتغيرات والمستجدات؟ وهل سيظلون يعيشون على الهامش؟ ولماذا هذا التراجع المهين مع أنهم يملكون الموقع الاستراتيجي والثروة النفطية التي يبني عليها الغرب قوته العسكرية والاقتصادية؟

أما مواقف الأنظمة العربية من مؤتمر جنيف2 فلا تزال بعض الدول في المنطقة تقف موقف المعارض لانعقاده،لأنها لا تزال تراهن على الحل العسكري وتعديل ميزان القوى على الأرض بعد أن مال لصالح سوريا،كما إنها لاتزال تعارض الحضور الإيراني في المؤتمر،بعد أن أدركت دول العالم أهمية الدور الإيراني في المنطقة كدولة إقليمية عُظمى أثبتت بجدارة أنها منافس قوي للعديد من الدول الكبرى،بإنجازاتها العلمية والعسكرية برغم الحصار الذي لا يزال مفروضاً عليها .أليس الأجدر بالعرب أن يلتقوا مع إيران ويتفقوا على أمن المنطقة واستقرارها،وبناء المشاريع الاستراتيجية التي تزيد من تنمية ورفاهية المنطقة؟.

إننا نعتقد أن معارضة هذه الدول لجنيف2 سببه أنها أصبحت مكشوفة بدعمها للإرهاب الذي سيكون محاربته العنوان الأبرز في المؤتمر ،وأن المؤتمر سيكشف كل الدول الضالعة بدعم الإرهاب والمشاركة به بشكل مباشر.

وبرغم هذه المواقف من بعض الأطراف المعارضة لعقد مؤتمر جنيف2 فإن الوقت لا يزال متاحاً للذين خرجوا عن سكة الحل السياسي ،كما إن الفرصة لا تزال مواتية للجميع من معارضين وطنيين و موالين للجلوس على طاولة سورية للحوار،والوصول إلى الحل الذي يضمن وحدة سوريا وسيادتها واستقرارها ،على قاعدة المساواة التامة وبناء الدولة السورية الديمقراطية التعددية التي يسودها العدل والقانون.

ويظل السؤال مطروحاً : هل سينعقد مؤتمر جنيف بموعده المحدد أم سيُعلن عن تأجيله لموعد لاحق ؟ . إن التطورات و المستجدات هي التي ستجيب على ذلك . ونحن بالانتظار.



تعليقات القراء

mimi
صدمني وصف سعادة النائب بقوى النظام السور بمحور المقاومة والممانعة... على كل بعد مرور هذه الفترة على الاقتتال في سوريا وتناحر جميع الاطراف فيها من معتدل ومقاوم ارى ان جميع هذه الاطراف مذنية في تدمير وطن.مذنبة في تشريد الملايين من ايناء شعبه وفي رايي ان هذه الاطراف بجميع مكوناتها يجب ان لا تشارك في جنيف2 لان مصلحة سوريا ومستقبل سوريا ليس في اولويات بنودها.......
24-12-2013 08:11 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات