المُندهش وأعور الدجال .. !


- حين يندهش فاقد الدهشة ، فهو يعني أنه في حالة من غير ، وهي الحالة التي سبق أن حذرنا من محاولة تفسيرها ، كونها خارج سياق الوعي وعصية على التفسير والفهم ، لكنها تمثل وكما ورد في سفر صديقي اللدود فاقد الدهشة الذي يتقمصني ، الحقيقة الغائبة أو المُغيبة ، التي يراها الكثيرون بأعيُن حولاء فيحملهم التوهان إلى عوالم المجهول ، كما هو حال بعض الكُتّاب ،الساسة ، المحللين وأدعياء المعرفة الذين يُبحرون في غياهب الوهم ، فتُهيّئ لهم خيالاتهم أن أمريكا ، الصهيوأمريكي أو بلغة أوضح سدنة وعبيد اليهودية العالمية، يعيشون في حالة تخبط وإرباك ، في تعاطيهم مع أحداث الإقليم الشرق أوسطي عامة والعربي تحديدا، إن في سورية ، مصر ، لبنان ، العراق ، اليمن ، السودان ، الخليج وغيرها ، حتى أن بعضا من جهابذة السياسة والإعلام المُفترضين ، ذهبوا بعيدا حتى إقتربوا من الظن أن أمريكا "الصهيوأمريكي" تُعاني من الضعف وغير واعية على ما تفعل وتتخذ من مواقف ، تجاه التناقضات التي تعكسها مرآة الصراع في سورية وعليها .

- كما هي العادة ، فحيثما حط الحشري "ماجد الحسنات" رحاله ، يحدث الإشتباك مع من حضر في مجلس فاقد الدهشة ، فبينما تحمس الحشري للنظرية التي تقول أن أمريكا مُربكة وتتخبط ، تجاه الحالة السورية التي وصفها البعض بأنها معضلة العصر ، وأن شبح أفغانستان يُطارد أمريكا في سورية ، التي ولا شك أنها جغرافيا وديموغرافيا ذات حساسية ، أهمية ومخاطر تفوق بجدارة حالة أفغانستان كما يظن الحشري ، لهذا يعتقد أن أمريكا تسعى لفتح قنوات إتصال مع الجبهة الإسلامية في سورية.

- غمز فاقد الدهشة بعينه ، رسم على شفتيه إبتسامته الصفراء ووجه الكلام لأعرج عمان قائلا: هذا نموذج من مُفكرينا ، وكأن هذه الجبهة حالة مُغايرة عن بقية تفريخات القاعدة ، والتي منها داعش ، جيش محمد ، فتح الإسلام ، النُصرة وغيرها الكثير من القوى الظلامية ، والتي هي في مجموعها صناعة أمريكية بإمتياز ، وعلامة تجارية حصرية لليهودية العالمية ، التي كانت وراء تفجيرات 11 سبتمبر "أيلول" 2001، وغيرها من الغزوات ، التي مهدت لتأطير الإرهاب بإطار الإسلام ، كي يستمر الصراع ، القتال ، الحروب والفوضى الخلاقة...!

- فيما فاقد الدهشة "أنا" كنت منشغلا في تبدير أمور القهوة ، الشاي والسجائر لمجمع الخلان ، تنطح للأمر أعرج عمان "هلال الحنيطي" ، الذي دك الأرض بعصاه وعدّل رجله الحديدية ، وصرخ بقوة قائلا : نعم ، نعم هنا مربط الفرس ، إنها الفوضى الخلاقة التي تضحد نظرية الإرباك والتخبط الصهيوأمريكي ، التي ليست سوى أمنية وحلم يتمناه ويحلم به البسطاء ، من أدعياء الوعي السياسي ، القدرة على التحليل والخوض في الإستراتيجيات ، وهم هؤلاء العربويين والمُتأسلمين ، الذين في أغلب الظن وليس كل ظن إثم ، يعملون لحساب الصيوأمريكي بوعي أو بغير بوعي ، للتمويه ولتضليل الشعوب العربية والإسلامية ، وتعمية أعينهم عن حقيقة ما تقوم وتفعله أمريكا في المنطقة الشرق أوسطية ، ولو كان هؤلاء الأدعاء يرون أبعد من أنوفهم ، لأدركوا أن الصهيوأمريكي آخر من يريد تهدأة الوضع في هذه المنطقة وفي هذه المرحلة على أقل تقدير ، لأن هذه المنطقة ما تزال وستبقى برسم الفوضى الخلاقة ، التي مضمونها الأساس ، هو تفكيك دول الإقليم وإعادة ترسيمها كدويلات ، ولايات ، مشيخات وإمارات ، فالمملكة السعودية ربما تصبح خمس إمارات ، اليمن يمنات ، العراق عراقات ، سورية سوريات ، ليبيا ليبيات ، السودان سودانات وهات تقسيمات هات ومن ثم تفتيتات ، بعناوين طائفية ، مذهبية ، عرقية ، قومية وربما عشائرية ، وكل ذلك من أجل عيون يهود.

- يا سادة يا كرام ، إستمعوا للفقير إلى الله فاقد الدهشة إذ يقول : إن كان في الأمر تخبطا فإن الصهيوأمريكي آخر المُتخبطين ، ويكمن السّر هنا أن الصهيوأمريكي هو الأعور بين العِميان ، يقودهم حيث يشاء ويُصوِّر لهم الأرنب أسدا والنبعة محيطا ، والدليل على ذلك هو مناقلة بؤر الصراع والموت في أرجاء الإقليم الشرق أوسطي عامة والوطن العربي خاصة ، فإن هدأت جبهة اليمن مثلا تفجر السودان ، وإن توقف الصراع هُنيّهة في ليبيا إزداد الفجور في مصر ، ولحظة يتراجع الموت في سورية ليوم أو يومين ، تزايدت التفجيرات في لبنان ، وإن حدث تخاذلا في مفخخات العراق ، إشتعلت النيران في حلب ، وإذا حركت تركيا ذيلها تحرك الكورد ، وإن ظهرت بوادر تفاهم بين شقيقين إستل ثالث سيفه ، وهكذا دواليك سيستمر الأعور الدجال الصهيوأمريكي ، يتلاعب بِحكام هذه الأمة التي فقدت رجولتها منذ ركعت ، "طوبزت" ، في مطلع القرن العشرين ، حين سلم قادتها "مشايخها" لحاهم لبريطانية وفرنسا ، سايكس وبيكو ومن ثم وعد بلفور وما تبعهما من خذلان حتى يومنا هذا ، لذا سيستمر الأعور الدجال يُمارس ألاعيبه وسحره ، حتى يتمكن من تحويل المسجد الأقصى المبارك ، إلى كنيس يهودي أو تقسيمه بين المسلمين واليهود على أقل تقدير .
- تنهد الأعرج ، دمعت عيناه وهو يتساءَل : متى سندرك كعرب ومسلمين ، أن أمريكا ، أوروبا وربما معظم دول العالم باتت رهينة لليهودية العالمية ، وإن كانت أم نبيل يرحمها الله تردد "لا يتحرك قدم عن قدم إلا بأمر حكم" ، وتعني بمشيئة الله سبحانه ، فنحن الآن في زمن لا تتحرك فيه قشة عن موضعها بدون إرادة يهود ، الذين يتحكمون بالمفاصل الحيوية لمراكز صنع القرار الدولي ، ولو كنا نفهم الحقيقة لتبصَّرنا في توقيت عودة الإبن الإيراني "الفارسي" الضال لحضن أمه "الصهيوأمريكي" الذي سيدفع بالفيتو في مجلس الأمن إن أقدم على تبني قرارا يفرض عقوبات على قورش الفارسي ، الذي عاد من جديد يحمل الذهب والفضة على رأسه لليهود ،،،أفيقوا يا قادة أمة الخذلان ، أفيقوا وكفاكم هذيان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات