انفلونزا الخنازير والسموم في الفضاء


مات اهلي من انفلونزا الخنازير وانا على قيد الحياه اندب اهلي في وحدتي وانفرادي مات احبائي وغمرت الدموع والدماء الملوثه بفيروس الخنازير هضبات بلادي مات اهلي اذل ميته وان ههنا اعيش بانتظار انفلونزا الخنازير وهذه هي الماساه المستتبه على مسرح العالم وبلادي

لو كنت مصابا بالمرض بين اهلي المصابيين مضطهدا بين قومي المصابيين لكانت الايام اخف وطاه على صدري والليالي اقل سوادا اما م عيني لان من يشارك اهله في الاس والشده يشعر بتلك التعزيه العلويه التي يولدها الاستشهاد بل يفتخر بنفسه لانه يموت بريئا مع الابرياء ولكني لست مع قومي المصابيين السائرين في موكب الموت نحو مجد الاستشهاد ولا استطيع ان افتخر بشئ حتى ولا بدموعي وماذا ينفع ندب المصاب بالخنازير ونواحه

لو كنت سنبله من القمح نابته في تربه بلادي لكان المصاب يلتقطني ويزيل بحباتي يد الموت عن نفسه لو كنت ثمره يانعه في بساتين بلادي لكانت المراه المصابه تتناولني وتشربني دواء لو كنت طائرا في فضاء بلادي لكان المريض بمصاب الخنازير يصطادني ويزيل بجسدي ظل القهر عن جسده ولكن واحر قلباه لست بسنبله من القمح في سهول الاردن ولا بثمره يانعه في اودية بلادي وهذه هي نكبتي هذه هي نكبتي الصامته التي تجعلني حقيرا امام نفسي واما شبح الموت هذه هي الماساه الموجعه التي تعقد لساني وتكبل يدي ثم توقفني بلا عزم ولا اراده ولا عمل

يقولون لي ما نكبة بلادك بمرض الخنازير سوى جزء من نكبه العالم وما الدموع والعدوى التي اهرقت في بلادك سوى قطرات من نهر الدماء والدموع المتدفق ليلا ونهارا في مزارع الخنازير وتلوثها نعم ولكن نكبة العالم وبلادي نكبه خرساء نكبه بلادي بالمرض جريمه حبلت بها رؤوس الافاعي والثعابيين نكبه انفلونزا الخنازير ماساه بغير اناشيد ولا مشاهد لو ثار العالم وبلادي على المرض والعدوى وماتوا جميعا متمرديين لقلت ان الموت في سبيل الحريه من المرض لاشرف من الحياه في ظلال الاستسلام ومن يعتنق الابديه والسيف في يده كان خالدا بخلود الحق

لو اشتركت امتي في حرب الخنازير وانقرضت على بكرة ابيها في ساحة القتال لقلت هي العاصفه الهوجاء التي تنقل العدوى والمرض وان الموت تحت اغصان العواصف لاشرف منه بين ذراعي الشيخوخه

ولكن لم يمت المصابين متمردين ولا هلكوا محاربين ولا زعزع المرض الحقير بلادهم فانقرضوا مستسلمين

ماتوا صامتين بانفلونزا الخنازير لان اذان البشريه قد اغلقت دون صراخهم ماتوا لانهم لم يكونوا مجرمين

ماتوا لانهم لم يظلموا الظالمين وماتوا لانهم كانوا مسالمين ماتوا باخطر مرض في الارض التي تدر لبنا وعسلا

ماتوا بانفلونزا الخنازير وقد نفثت السموم في الفضاء الذي كانت تملؤه انفاس المسك وعطور الورد والياسمين .


talal_gerasa@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات