الملك ينصف شركة الكهرباء


وضع جلالة الملك حدا لحالة الاندفاع الانفعالي التي شابت رد فعل الحكومة الانتقامي على انقطاع التيار الكهربائي خلال أزمة الثلج ،وأمر جلالته خلال رسالته الموجهة لرئيس الوزراء بمحاسبة المقصرين في مسؤولياتهم، وفقا للقانون وبتوخّي أعلى درجات العدالة، آخذين بعين الاعتبار واقع الموارد والإمكانات، وحدّة الظروف الجوية وصعوبتها، وفي ضوء الأمثلة العالمية في كيفية التعاطي مع هذه الأزمات والمدد الزمنية للتجاوب مع تداعياتها وتجاوزها، وذلك لغايات الإنصاف وموضوعية التقييم.

يمكن بسهولة استخلاص صفاء الحكمة الهاشمية ونقائها في أحلك الظروف وأصعبها ، وتجلياتها الواسعة في اليقظة الهاشمية من خلال الرسالة الملكية ،التي التقطت شارة غضب لا تتفق إطلاقا مع أصول الحكم الرشيد ، كشفت عنها رغبة الحكومة في إنزال العقاب السريع بالشركة، وخشية جلالته من الإساءة لهذه المؤسسة الوطنية العظيمة ،وتدخله المباشر لتحقيق العدالة والإنصاف ،وعدم التأثر بظروف التوتر والاضطراب التي رافقت إحالة مسئولي الشركة إلى القضاء.

لماذا شركة الكهرباء دون غيرها ؟، مع ان حالات التقصير والإهمال في أداء الأجهزة الحكومية لا تعد ولا تحصى ، واغلب المدارس والجامعات مغلقة بسبب فشل المؤسسات الرسمية المختصة في مهام فتح الطرق الموصلة إليها .

لقد فقدت الحكومة اتزانها وتضخّمت أخطائها سريعا ، وتركت واجب خدمة المواطنين وانشغلت في البحث عن ضحايا ،و كيل التهم للغير ،وبرأت نفسها من أي خلل ،وأخلت مسؤوليتها عن كل عيب او قصور.

ما حدث من انقطاع كهربائي ليس مستغربا ولا شاذا في أزمات الثلوج حتى في أكثر دول العالم تقدما وخبرة وتوفرا للإمكانيات ، وموارد وإمكانيات شركة الكهرباء لم تتناسب مع حدة الظروف الجوية وصعوبتها غير المسبوقة، مثلها مثل بقية موارد وإمكانيات دوائر الدولة التي أخفقت في التعامل مع الأزمة ولم يأمر رئيس الوزراء بمحاسبتها وتقديمها إلى القضاء ، ما يخالف قواعد الإنصاف وموضوعية التقييم التي تتحدث عنها الرسالة الملكية .

ما شاء الله عليك يا جلالة الملك ،وأنت القائد والمعلم والقدوة والموجه ، فلا تفوتك شاردة ولا واردة ، وما أروع بعد نظرك وأنت توجه الحكومة للاستفادة من الأمثلة العالمية في كيفية التعاطي مع هذه الأزمات ، والمدد الزمنية للتجاوب مع تداعياتها وتجاوزها



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات