وتجاهل اوباما هولوكوست أمريكا وإسرائيل في المنطقة العربية


في خطاب العلاقات العامة الذي ألقاه الرئيس الأمريكي اوباما في القاهرة ، حدد ضحايا الهولوكوست ب (6 ) ملايين يهودي وهو رقم لم يذكره حتى بابا الفاتيكان نفسه خلال زيارته إسرائيل ، رقم مبالغ في كثيرا ولكنه يذكر لاستدرار العطف واستحصال اكبر مبلغ من التعويضات من الجاني .

ولكن ماد ليل اوباما على ذلك ؟ وكيف توصل إلى هذا الرقم بالتحديد ؟ ليس هذا موضوعنا ولكننا من حقنا أيضا أن نتساءل لماذا اغفل الرئيس اوباما الهولوكوست الأمريكي الإسرائيلي الذي ذهب ضحاياه من العرب والمسلمين في فلسطين ولبنان والعراق أضعاف هذا الرقم ؟

يبدو أن التحالف الإستراتيجي الشرير بين إسرائيل وأمريكا حال دون ذلك من اجل سعي الرجل كما تعهد بإقامة دولتين على الأرض الفلسطينية كما تعهد بعض الذين سبقوه من رؤساء أمريكا ، وهو تعهد لايمكن تحقيقه على ارض الواقع المحتلة من دون موافقة إسرائيل نفسها .

وكنت أتمنى أن يتذكر الرئيس اوباما أولئك الضحايا من العرب والمسلمين وهو يؤكد في خطابه أن الإسلام دين التسامح والمحبة والسلام .

أوليس من حق ذوي ضحايا الهولوكوست الأمريكي الإسرائيلي في فلسطين ولبنان والعراق المطالبة بالتعويضات ، وان نتذكرهم في خطابنا إن كانت رسالتنا إنسانية حقا وليست قائمة على الكيل بمكيالين أيها الرئيس اوباما ؟ أم أن الحق اليهودي مضمون والحق العربي الإسلامي مهدور كدم أبنائه ؟

لقد حدثت في غزة ودير ياسين وصبرا وشاتيلا وغيرها في فلسطين ولبنان وحروب صدام ومقابره الجماعية وأنفاله والغزو الأمريكي للعراق الكثير من المجازر البشرية التي كان وراءها الثنائي الدموي إسرائيل وأمريكا ، وما ذكرناه وما سيحصل لاحقا هو سلسلة عريضة وطويلة لجرائم الإبادة بحق الإنسانية .

فإذا كان من حق إسرائيل المطالبة بتعويضات عن ضحاياها، فمن حقنا نحن العرب والمسلمون في البلدان التي ذكرناها وفي أي مكان على الكرة الأرضية المطالبة بالتعويضات عن ضحايانا على أساس أن الناس سواء أمام القانون ؟

فلماذا يتذكر اوباما ضحايا إسرائيل ولا يتذكر ضحايا العراق وفلسطين ولبنان ؟ ألهذا الحد أصبح الدم العربي رخيصا لاقيمة له تذكر في سوق السياسة ؟ أم أن التعبير عن عمق العلاقة الإستراتيجية بين الطرفين يقتضي ذلك ؟

إن المتفائلين بوصول اوباما إلى البيت الأبيض يراهنون على حصول تغيير في السياسة الأمريكية إزاء الحق العربي مادام الرجل قد رفع شعار التغيير خلال حملته الانتخابية ، وهم بذلك يسقطون في الوهم الذي جعلهم يركضون خلف السراب ، فلاتغيير ولاهم يفرحون ، لان التغيير يجب أن يبدأ من داخلنا في تعاملنا مع بعض كعرب وكمسلمين أولا وفي امتلاكنا زمام التفاوض مع الخصم .

إن التغيير الذين يتحدث عنه المتفائلون لن يكون في خطاب يلقيه الرئيس الأمريكي في القاهرة ، إنما عبر الكونغرس الأمريكي الذي يقرر السياسة الأمريكية والأغلبية فيه لليهود الذين يصنعون القرار السياسي والعسكري الأمريكي ، وإذا ما أراد أي رئيس أمريكي حل القضية الفلسطينية فعليه أولا أن يضمن الموقف الإسرائيلي إلى جانبه في تعهده والتزامه تجاه العرب عامة والفلسطينيين خاصة .

إن خطاب اوباما كما اشرنا جاء ضمن حملة علاقات عامة تستهدف تلميع صورة أمريكا القبيحة لدى العرب والمسلمين عبر سلسلة جرائمها التي يندى لها جبين الإنسانية.

ختاما هل سيأتي اليوم الذي يستذكر فيه رئيس امريكي ضحايا العرب والمسلمين في الهولوكوست الامريكي الاسرائيلي هنا وهناك ؟ أشك في ذلك لان الوضع العربي والاسلامي لايشجع على ذلك وان كان من باب المجاملة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات