الأجهزة المعنية (إعادة) .. !


هذا المقال تم نشره بتاريخ 12/1/2013 أي قبل حوالي سنة من الآن ، ونظرا لإعادة تكرار الحالة في تعامل (الأجهزة المعنية) في حالات الطوارئ ، وتكرار تردي الخدمات (حينما نحتاجها) فرأيت إعادة نشر المقال لما فيه من شرح عن من هي ( الأجهزة المعنية) .

السؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذه الظروف المضحكة المبكية ، هل يوجد في قاموس الأردن أي شيئ يسمى بغير ( الأجهزة المعنية أوالجهات المعنية ) يا ناس بات هذا المصطلح هو أساس إستجابة أصحاب المعالي والفئات العليا من الموظفين لصرخات وإستغاثات العباد في شتى أنحاء البلد ..!

فنحن لا نسمع سوى : تحركت الاجهزة المعنية! تصرفت الاجهزة المعنية! قامت الاجهزة المعنية! عالجت الاجهزة المعنية! ، ( يا جماعة كلنا كم مليون وحارس ) فالذي يرى النشرات والتقاريرالإخبارية يعتقد أننا نعالج أوضاع الجزيرة العربية بكاملها ، على ايش ؟ كلها نفقين وجسر ! وإحترنا فيهم ، كلفونا مئات الملايين من العملة الصعبة ، طيب بسيطة!! مش كثير بالمقارنة بباقي الّلفلفات ، ولكن صيانتها وإدامة عملها والذي يستهلك المئات من الوظائف كيف يتم ؟ ومن يقوم عليه ؟ وعلى من تقع المسؤولية ؟ انا أجيب....على الاجهزة المعنية !.

فيا جماعة الخير إن الأجهزة المعنية في الوزارات الأردنية مجتمعة هي عبارة عن كم وافد مصري ، يُشرف عليهم مئات المراقبين ومئات موظفي المكاتب وعليهم عشرات المهندسين وعشرات المدراء التنفيذيين والإداريين والأهم مدراء العلاقات العامة والمتحدثون بأسمهم ، وعلى رأسهم كل كم شهر وزير مختلف ، تلك هي كل الأجهزة المعنية التي تقوم على صيانة الطرقات والجسور والأنفاق والعبّارات ....! وبالتالي سلامة وحياة الناس .

زارنا منخفض جوي كنا نصلي وندعوا الله لقدومه ، وبعد أن إستجاب الله لدعائنا ، غرقت عمان ؛ أما (البونص) الذي حصلنا عليه كان الكشف عن سوء البنية التحتية لمشاريع المملكة التجميلية وبخاصة العاصمة عمان ، حيث تحولت عمان الى شبه جزيرة ، فلم نعد بحاجة إلى سيارات بل إلى قوارب وغواصات للتنقل !! الشوارع والأنفاق تحولت إلى بحيرات بسبب عدم جاهزيتها وسوء تصميمها وقلة صيانتها . //وما زاد (الطين بلّة) تجبر شركة الكهرباء التي (قطعت الناس في عز الحاجة) وتركت كثير من المناطق بلا كهرباء لفترات إمتدت لأربعة أيام .

إن إعادة (تدوير) الفساد الإداري لأصحاب المعالي المسؤولين عن (رداءة) الخدمات يذكرنا بأن الفاسدين الذين ما زالوا على رأس عملهم يجب أن ينالوا ( من الناس على الأقل ) الإهتمام بأمرهم وكشف فسادهم وعدم أهليتهم لوظائفهم التي وصلوا لها وبقوا فيها بغير وجه حق .

فإن عواصف الفساد التي إجتاحت أمانة عمان وباقي الوزارات على مدى سنوات والتي دمرت العاصمة ، قد كشفها هذا المنخفض على حقيقتها ، وعلى عكس ما حاولوا من ( مكيجة ) وتجميل لعمان على مبدأ ( من برا رخام ومن جوا سخام ) ولكنها الآن قد بانت حقيقتها فهي عجوز مهلهلة ، بعد أن أسقط الخير والثلج القناع الظاهري والذي كانت الأمانة تنفق عليه مئات الملايين حتى باتت مديونة ومكسورة ، وتجلت صورتها الحقيقية كما رأيناها جميعا ، ولم يعد أحد يستطيع إخفائها أو إنكارها ( حتى بالقشاطة ) .

وكذلك هو الحال في باقي الوزارات ، كل شيئ له جهازه أو جهته المعنية ، ولما نستفسر عن ماهية هذه الأجهزة لا نرى فيها سوى بضع عمال وموظفين بسيطين والباقي : إما رؤساء أو وزراء أومدراء أومستشارين أو نواب أو مدراء مكاتب أوناطقين أو مخروسين والباقي أسخم ...!

حمدا لله على أجهزة الأمن العام ، حمدا لله على قوات الجيش ، حمدا لله على الدفاع المدني ، تلك هي الأجهزة الفعلية ، وحمدا لله على الفعاليات الشبابية والمجتمعية والحراكية والذين لولاهم جميعا بعد ستر الله لكنّا ما زلنا نعوم في مستنقع إسمه عمان من فضل أجهزة الأمانة المعنية .



تعليقات القراء

كاتب سطر
بج لا يك
17-12-2013 01:20 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات