أردن بلا فساد .. أمل الجميع


الشفافية والنزاهة مفردات ومصطلحات ذات دلالات تعني الوضوح والصدق والأمانة والإخلاص، تسمو بها مكارم الأخلاق عالياً ويترفع المرء عن كل ما يسيء إلى السمعة ،وتترسخ المفاهيم الثقافية لدى الفرد وتمثل السلاح القوي للضمير وللأخلاق التي تصنع التوازن في النهج السلوكي الذي يحقق العدل الاجتماعي والاقتصادي و السياسي.... الخ. بالإضافة إلى الجهود التي تسهم بإزالة معاني التعتيم و الضبابية و التستر، وكردة فعل ايجابية من قادة الفكر والرأي من المهتمين بالشأن العام عملوا على إيجاد أساليب ووسائل جديدة تصلح ما أفسدته الأجندة الخاوية، بالإضافة إلى تصويب المفاهيم الخاطئة سواء عن طريق الثقافة والتوعية والتأهيل أو إيجاد تشريعات وقوانين ردعية حينما يتطلب الأمر، لكن تفعيل دورالرقابة الإدارية الذاتية داخل مؤسسات الدولة أوغيرها هو الحل الأمثل للخروج بقرارات صائبة توصل الحقوق لمستحقيها، وإذا تعذر ذلك فإن اللجوء إلى القضاء هو الطريق الصحيح الذي يفصل بين الحق والباطل.

فالنزاهة تعني سمو الأخلاق و رفعتها بالنظر إلى الأمور بموضوعية دون تحيز يتعلق بإصدار حكم ما، و ذلك بالترفع عما يذم من الأعمال، وقالوا في هذا السياق أن النزاهة اكتساب المال من غير إكراه و ظلم أو تجني، وإنفاقه في الطرق الصحيحة .

أما الشفافية فتعني الشيء الشفاف والنافذ للضوء الذي لا يحجب ما وراءه، وهي عكس التعتيم والسرية بمعنى أن يكون الوجه واللسان مرآة للقلب وتنويرا للعقل .

إن ظاهرة الفساد من ابرز المشاكل التي تواجه خطط التنمية في المجتمعات والدول النامية ،ويعد الفساد من العوامل الهادمة للاقتصاد ويبدد ثروات الأوطان، وعليه فإنه لا بد من إيجاد طرق عصرية لمكافحة الفساد و تجفيف منابعه واجتثاثه، فالفساد يعرف كما حددته منظمة الشفافية الدولية على أنه ( كل عمل يتضمن سوء إستخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة أي أن يستغل المسؤول منصبه و سلطته من اجل تحقيق منفعة شخصية لنفسه أو لجماعته.

والأردن من الدول التي تسعى للعمل بمنظومة النزاهة الوطنية التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني وتبنها، وانبثق عنها تشكيل لجنة وطنية أصدرت مسودة وثيقة من عدة نقاط بعد أن التقت مع عدة فعاليات رسمية وشعبية ورؤساء الجامعات والهيئات التدريسية ورؤساء اتحادات الطلبة وممثلي الأحزاب والنقابات المهنية والعمالية والقوى السياسية وأعضاء مجلس الأمة، ونعتبرها استطلاعات شعبية تعتمد على تفعيل دور الفرد في صنع القرار بالتعاون والتنسيق مع وسائل الإعلام وأجهزة الدولة لاتخاذ القرارات اللامركزية .

وهنا نتساءل هل هذه النشاطات والفعاليات تعتبر تفويضا شعبيا يعزز الرقابة والمحاسبة جنبا إلى جنب مع السلطة التشريعية أو أنها تعطي صلاحيات للجهات المعنية بتفعيل القوانين الردعية للمخالفين والفاسدين.....؟

أم لها صلاحية بتقديم اقتراحات لسن القوانين اللازمة في حال ارتأت الحاجة لذلك....؟

أم أنها ستعمل على تغييب دور مؤسسات الدولة أم تعزيزها باتخاذ القرارات الشجاعة والجريئة....؟
كديوان المحاسبة وهيئة مكافحة الفساد ودائرة مكافحة الفساد وديوان المظالم بالإضافة إلى دعم قرارات مؤسسات الدولة .

أم أن هذه المنظومة ستلحق بما سبقها من هيئات ومؤسسات رقابة وطنية ...؟

أم أن هذه المنظومة لا تملك إلا التوصيات والنصح والوعظ والإرشاد مثل بعض الدوائر التي تم استحداثها والتي لا تقدم أي فائدة سوى إصدار التوصيات؟

إلا أنها في الحقيقة وجدت لتغطية المنطقة الرمادية الواقعة بين القرار الإداري والحكم القضائي الذي يحقق العدالة والنزاهة الوطنية .

ولا نغفل أن الثورة التقنية و المعلوماتية والاتصالات بصرت الجميع ولم يعد هناك شيء خفي، بالإضافة إلى ما يواكبها من انفتاح على الوسائل الإعلامية والمواثيق الدولية التي لعبت دورا في عملية التغيير في أنماط الحياة ،كما أنها أسهمت في إعادة النظر في المفاهيم والقيم والأعراف وسرعت في إعادة تنظيمها وترتيبها بما يتواكب مع متطلبات العصر وإستطاعت أن تصل إلى ما خلف الأبواب المغلقة وتكشف الاسراروتفضح منظومة الفساد.

وعلى المستوى الإجتماعي فان غياب ثقافة الحوار الديمقراطي والشفافية والنزاهة والوضوح في مجتمعاتنا فان هناك من نعرفهم ولا نعرف حقيقة سلوكهم الأخلاقي والفكري والثقافي ،إنما تكون معرفتهم في الغالب سطحية نتيجة التعامل مع المظاهر في كثير من الحالات، فكلامهم منمق ومموه لكنهم في الحقيقة رفقاء سوء أشاروا على رؤسائهم وقادتهم بإشارات التضليل وأوقعوهم في التيه، وبالتالي لايمكننا أن نخرج عنهم بفكرة واضحة تعبرعن الوعي الناضج بسبب قدرتهم على التضليل والتهريج وخداعنا بالقضايا الفاشلة التي نشترك معهم فيها بحسن النية، فالأقنعة والغموض والضبابية والتستر كثيرا ما تحجب عنا أصحاب القلوب الطيبة والأخلاق الكريمة الذين يستحقون منا كل الاحترام والتقدير، وفي المقابل فان هذه الأقنعة تجعلنا نتورط أحيانا في التقرب إليهم والتودد لهم وتقديم العطاء والإكرام بسخاء لمن لا يستحقون ذلك،مما يجعلنا أحيانا ضحايا لهؤلاء اللئام الذين يجيدون التخفي ويستغلوننا في البداية وحينما يتمكنون منا يردون الإحسان بالإساءة ويقابلون الطيب باللؤم والشر .

والحكمة تقول إن الاختلاف يولد الائتلاف ويزيد الود بين العقلاء.

فالنزاهة والشفافية والوضوح تستحق كل الاهتمام بحشد الرأي العام من جميع شرائح ومكونات الشعب ليصبح واقعا ومنهجا يشكل نبراسا منيرا نهتدي به إلى طريق الصواب ليعم الخير على الجميع و يوطد الوئام و الود و الإخاء ويصبح الأردن وطنا يخلو من الفساد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات