ألسياسة التربوية ما بعد التسعينات واثرها السلبي بتدمير الشباب وخلق العنف بالجامعات !


ما قبل تسعينات القرن الماضي كنا كأردنيين من الشمال الى الجنوب نتغنى بدرجة عالية من الاستقرار وخاصة على الصعيد المختص بامننا الشبابي , كانت العادات والتقاليد والارث الاسلامي العتيد هو المحرك الرئيسي لسلوك وعادات الشباب بشكل عام حيث كانت هناك سمات تميز الشباب وبالذات الطالب الاردني في المدرسة والجامعة من حيث درجة الالتزام بالاخلاق الحميدة واحترام الطرف الاخر , ففي مرحلة حقبة الحرب الباردة بين الشرق والغرب وبين مرحلة القطب الواحد تغيرت السياسة التربوية ببلداننا العربية على حد سواء وبلدنا الاردن هو دليل واضح على ذلك التغيير , فعند اشتعال نار الحرب الباردة كنا كعرب نمني النفس بظهور جيل مستقبلي يحافظ على الارث القديم لحضارتنا العربية والاسلامية ولذلك كانت هناك ضوابط للسياسة التربوية تعتمد على عدة اسس اظهرت جيل مميز من حيث الامكانات ملتزم اخلاقيا نتيجة لتغنيه المستمر بتراثه العريق وعادات شعبه النبيلة , فكانت السياسة التربوية قبل التسعينات ترتكز على عدة اسس مهمة كانت المدرسة بها هي صاحبة السلطة بتنشئة الاجيال وتربيتهم بعيدا عن اي مؤثرات خارجية كما نراه اليوم من تبني قوانين غربية لاتتناسق مع النشىء والتربية العربية لابنائها , فكانت التربية بوقتها تعتبر المعلم والمدرسة هو صاحب الريادة والسلطة التربوية بعيد عن اي حسابات اخرى , لذلك كان حجم المسئولية الواقعة على عاتق المدرسة كبيرا جدا فكانت سياسة الدولة التربوية تتناغم بدرجة كبيرة جدا مع متطلبات المدارس بالتربية كأولوية قصوى يتبعها بنفس الدرجة السياسة التعليمية , فكانت هنالك مساحات وصلاحيات تميز المعلم كمنتج تربوي للاجيال , ففي تلك الفترة كان الطالب بالمدرسة والجامعة على حد سواء مرتبط بتراثة وتاريخة وعادات مجتمعنا السمحة ارتباطا عضويا لايقبل القسمة او التجزئة و لذلك كانت معدلات الانفلات الاخلاقي بمعاهدنا التعليمية شبه معدوم , اما ما بعد التسعينات ولغاية الان وللاسف الشديد اصبح الاسلوب التربوي مستورد من الغرب تحت مسميات لاتخدم مجتمعاتنا باي شكل كان , فالتربية اليوم هي تربية معتمدة على نظرية العولمة المزعومة التي تنادي بتطبيق سياسات تربوية دخيلة على مجتمعاتنا ولاتتناسب مع حقيقة تاريخنا وارثنا الديني والعقائدي , فالاسلوب المتبع ما بعد التسعينات يقربنا لنظام التربية الغربي ويبعدنا عن اساسيات التربية الحميدة التي تربت عليها اجيالنا بالماضي , فما نلحظه اليوم من نظريات تربوية تسمى عصرية معتمدة على ابراز الطالب على انه معصوم عن الاخطاء تحت ما يسمى الحرية الشخصية للطالب ماهو الا وسيلة لتفكك المؤسسات التربوية العصرية صاحبة اليد الطولى بتربية الاجيال بالماضي , وما اساليب التربية الحديثة التي غزت مجتمعنا ما بعد تسعينيات القرن الماضي كأبراز الطالب على انه الحلقة الاهم بمعزل عن جيل المربيين من معلمين واباء واسر الا عبارة عن اسلوب غير تربوي ادى لتفسخ المجتمع الحالي وادى لتباعد المسافة ما بين الطالب من جهة وبين الاسرة من جهة اخرى , واسس لجيل جديد تغيب عنه العادات الاصيلة والتقاليد العريقة لمجتمعاتنا مستلهما اسلوب تربيته من عادات الغرب ونمط عيشهم , ففي فترة ما قبل التسعينات كان معدل العنف الجامعي والمدرسي على حد سواء شبه معدوم ويكاد لايذكر نتيجة لاعتماد السياسة التربوية بوقتها على التاريخ والعادات الحميدة والتربية المبنية على الارث الديني والمعتقدات العربية الاصيلة بمعزل عن سياسات الغرب التربوية التي بنيت على تاريخهم ومعتقداتهم , فما نأمله اليوم من القائمين على تسيير العملية التربوية بالبلاد من اعادة صياغة اسلوب تربوي حديث يستنبط من ماضينا المشرف وعاداتنا الحميدة ومعتقداتنا الراسخة الهيكل العام لتربية الاجيال اللاحقة واعطاء المدرسة والاسرة دورها الريادي بالتربية بعيدا عن التداخل بجملة القوانين والنظريات الحديثة التي اصبحت حاجزا وعنصرا فعالا بتدخل باقي مؤسسات الدولة بتربية الاجيال, ولذلك تقع اليوم على عاتق مجلس النواب مسئولية كبيرة لخدمة الاجيال القادمة من خلال مناقشة ووضع مشاريع القوانين الناظمة لاعادة المسيرة التربوية لمسارها الصحيح وذلك من اظهار دور التربية والتركيز عليها بعيدا عن اي مؤثرات ومسميات جاءت من الغرب واعطاء التربية الحديثة الصبغة العربية الاصيلة المبنية على العادات والتقاليد ونبذ الاساليب المبنية على تدمير الاجيال المستقبلية , فما نشهده اليوم من عنف متزايد بالجامعات ما هو الا دليل واضح على ضعف السياسة التربوية الحديثة التي باعدت بين الطالب والمجتمع من جهة وبين الطالب والانتماء الحقيقي من جهة اخرى .......... والسلام



تعليقات القراء

نسرين
"فالاسلوب المتبع ما بعد التسعينات يقربنا لنظام التربية الغربي ويبعدنا عن اساسيات التربية الحميدة التي تربت عليها اجيالنا بالماضي , فما نلحظه اليوم من نظريات تربوية تسمى عصرية معتمدة على ابراز الطالب على انه معصوم عن الاخطاء تحت ما يسمى الحرية الشخصية للطالب ماهو الا وسيلة لتفكك المؤسسات التربوية العصرية صاحبة اليد الطولى بتربية الاجيال بالماضي , وما اساليب التربية الحديثة التي غزت مجتمعنا ما بعد تسعينيات القرن الماضي كأبراز الطالب على انه الحلقة الاهم بمعزل عن جيل المربيين من معلمين واباء واسر الا عبارة عن اسلوب غير تربوي ادى لتفسخ المجتمع الحالي وادى لتباعد المسافة ما بين الطالب من جهة وبين الاسرة من جهة اخرى , واسس لجيل جديد تغيب عنه العادات الاصيلة والتقاليد العريقة لمجتمعاتنا مستلهما اسلوب تربيته من عادات الغرب ونمط عيشهم " لقد أصبت كبد الحقيقة ووضعت يدك على الجرح. مقال ممتاز شكرا لك.
09-12-2013 10:53 AM
راعي غنم
يا اخ شنيكات كلامك صح ما دمر الاردن الا تجارب الفاشلين المناهج

وزارة التربيه تتامر على الوطن

واذا يجي وزير محترم بده يصلح يترمج

قبل ما يطبق الفكره الصحيحه

الحق على كرمه العلي
09-12-2013 12:18 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات