دولة أم كرسي؟ .


محاولة سريعة للتعرف على رجل تركيا "طيب رجب أوردوغان " قبل البدء في البحث عن أسباب تصدره للمعركة ضد حكم العسكر في مصر دون غيره من بقية زعماء العالم وخصوصا العرب ، والبحث سهل جدا وليس بحاجة للذهاب الى المكتبات أو ارشيف الصحف الورقية أو دائرة الوثائق البريطانية أو دار االمخطوطات في انقرة ونتيجة هذا البحث تقول أن اوردوغان عرف من اين تؤكل الكتف بالنسبة للعشب التركي والعربي معا .
وعو من فهم السر في أن يبقى في الساحة السياسية بعيد عن تطرف اربكان في تغييره للنهج الحزبي من خلال حزب العدالة والتنمية الذي وضع بين عينيه الحفاظ على علمانية الدولة التركية بأغلبية سكانها من الملسمين ، وهو كذلك من أغلق عجز وديون بلدية اسطنبول ذات الارقام الفلكية ووضعها مدينة منتجة وفي صدارة المدن السياحية في العالم خلال ترأسه لبلدية اسطنبول ومن ثم إعتلى رئاسة الحزب ليصل إلى رئاسة الحكومة التركية خلال عشرة سنوات .
واليوم هو من يقود معركة الاسلاميين ضد العسكر وممالك وإمارات النفط من الخليج إلى المحيط وهو صاحب شعار رابعة الذي أصبح مرادفا وعلامة تجارية لحركات الربيع العربي ، ويمسك بزمام الملف السوري المعارض بقوة ويقود كذلك المعركة الاعلامية ضد الانقلاب المصري على حكم الاخوان بإطلاق قناة تحت أسم " رابعة " متحديا بذلك كل الإطروحات السياسية التي تقودها دول الخليج وبعض الممالك العربية بأن الإخوان قد غابت شمسهم قبل أن تشرق .
وفي جانب أخر من علاقة اوردغان بالسياسة أن هناك ستون صحفيا معتقلين بسبب أراءهم في السجون التركية واحدهم فاز بجائزة حرية الصحافة مع باسم يوسف ، وهو أي اوردوغان الذي أصر على التعامل بعنف مع ملف الاحتجاجات التركية في وسط العاصمة إسطنبول وهو القائد التركي الذي وجد في العلمانية التركية مطيته كي يخرج من عباءة الاسلامين الاتراك الذين حرقت أوراقهم في فترة الانقلاب العسكري ووجد في الانشقاق عنهم مخرجا له كي يعود للحياة السياسية التركية من اوسع ابوابها .
وليس بعيدا عن الاستعراض الاعلامي الذي قام به في فترة تلك الاعتصامات وهو يتصدر المنصة لمؤيديه تجد تشابه كبيرا بين الاداء الاعلامي له ولحسن نصر الله في لبنان نجد أن طيب رجب اوردوغان قد وجد في لغة الخطاب الديني المتطرف بابا مغلق للدخول من خلال الى عالمية الدولة الاسلامية وهنا له مقولة إتهم بعدها بالتحريض على الكراهية الدينية تقول كلمات الشعر فيها " مساجدنا ثكناتنا ، قبابنا خوذاتنا ، مآذننا حرابنا ، والمصلون جنودنا ، هذا الجيش المقدس يحرس ديننا " وسقطت عنه التهمة بالتقادم الزمني وعاد للحياة السياسية من اوسع ابوابها متصدرا المشهد في الربيع العربي .
وعلى جانب أخر نجد حجم الاشكالية الفكرية التي يعيشها" إخوان الأردن " وتيار "الوسط الاسلامي" في علاقتهم مع الشارع الأردني الذي ما يزال يؤمن إيمان كاملا أن كلا التيارين خرجا من رحم النظام وإن كانا يمارسان دورين مختلفين إلا أنهما وجهان لعملة واحدة فقدت قيمتها السوقية أردنيا نتيجة للتخبط الفكري والسياسي الذي يمارسوه ومن اسلوب التلقيد الأعمى للنهج الأوردوغاني الاسلامي ، لأن كلاهما غاب عن ذهنهما أن ما يريده أوردوغان هو أمبراطورية " عثمانية " وليس مقعدا في مجلس سياسي " تشريعي أو تنفيذي " يقيه حاجة السؤال السياسي وقت الفقر الفكري والمنهجي ، وعندما يسيطر على الشارع الأردني فكر أخر يدعوا للخروج من أزمته بفتح ابواب الحوار معا وتحت إيجاد فكرة الدولة الأردنية مقابل فكرة الامبراطوية العثمانية يصبح إخواننا ووسطنا الاسلاميين لهم حظوة في الشارع الأردني .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات