1921


عندما نتحدث عن الوطن والمواطنة يتملكني شعور جميل ، بأن هذا الوطن أصبح مجمعاً للبلدان العربية من شتى الأصول والمنابت ، وكان لزاماً على جميع الدول العربية أن ترفد خزينة الوطن بالمال والعتاد ... ليس لشيء بل لأن هذا الوطن العربي الوحيد الذي يجمع جميع الأقطاب العربية في بقعة واحدة وبأن هذا الوطن هو أرض الحشد والرباط ومنه وبأذن الله عز وجل سيتحرر المسجد الأقصى كما جاء في السير والأحاديث النبوية المكرمة .

ربما يشعر اليوم المتفيقهون أو المنظرون الذين راهنوا على صمود الأردن في وسط هذه الأمواج العاتية، بأن الأردن واقع لا محالة بصرف النظر عن السياسات الكبرى التي مازالت مهيمنة على اقتصادنا وغذائنا وفي تحديد نسلنا، إلا أنهم الأن قد خسروا الرهان وبأن هذه البقعة الطيبة المباركة من أرض الشام قد حباها الله بخصائص منفردة منها الجغرافية و السيكولجية ومنها......

تأسست إمارة شرقي الأردن عام 1921م ، ومنذ هذا التاريخ ولغاية اللحظة وهي تواكب التحديات الجسيمة، وتخرج منها أقوى شكيمةً وأقوى عزما، لم يلحظ من زارها أو داس ترابها بأنها بلاد بعيدة عن هموم العرب أو بعيدة عن مصائب العرب بل سمحت لنفسها أن تلعب دور المراقب والمدافع وكانت صمام الأمن والآمان لكل من تعثرت خطاه وألفت بين قلوب الميؤس والمؤملا ليس لشيء إنما هي لحكمة ربانية ... يرى الأردنيون المؤامرات والمظاهرات التي حيكت وما زالت تحاك من حولها ..... ولكنها أبت أن لا تكون إلا أرض الرحمة والغفران ، وبلاد الأحرار الذين لم يصمتوا على نزفهم هروباً اعتذارت أمنية وجدان .

بل كان عجزهم أو صبرهم من أجل الحكمة بجميع مشتقاتها ، ولكي لا تفرض علينا الإملائات من أي دولة كانت أو ستكون ، وبأن هذا الوطن جُبل بدماء الشهداء وبأنه اشتق طريقه مُنذ زمن بعيد في حرية الفكر والتعبير كما نصها الدستور الأردني .

لم يبقى في وطني إلا هم واحد لو استطعنا علاجه سوف نسمو به إلى العلياء وسوف نبدد هذه الغيوم المتلبدة السوداء وسيكون دورنا أكبر واجمل وأقوى من الرصاص لو استطعنا معالجة الفساد المالي والسياسي والإداري .

Abosaif_68@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات