الرياح السورية والريشة الأردنية ؟


لماذا لم يوجه الرئيس السوري خطابه إلى تركيا ويقول أن حدود سوريا الشمالية هي مسؤولية تركيا وعمم بقية الجهات على بقية دول الجوار لبلده وإكتفى بأن حددنا نحن فقط وألقى بمسؤولية إحدى مدنه على عاتق الدولة الأردنية ؟ ، سؤال كبير واجابته أبسط مما يمكن تخيله وهي أن بقية دول الجوار إتخذت موافق واضحة ومحددة من أحداث سوريا منذ بداية المعركة أو القصة السورية ونحن ما نزال نمارس لعبة تغيير المواقف بناء على ما يقدمه لنا أطراف كثيرين لايعينهم من سوريا سوى رحيل بشار الأسد فقط .

وتغيير المواقف ذلك أدى بنا كدولة أردنية للتقلب على نار معركة سوريا لوحدنا وبتفرد منقطع النظير رغم الصراخ الرسمي الأردني وبشكل شبه يومي عن أثر ما يدور في سوريا على البلد وحجم التبعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي وقعت على كاهلنا ، وليس القصد هنا أن نقول أننا مع بشار أو ضد بشار من بداية المعركة السورية بل يقصد بتحديد الموقف أن نغلق الابواب أمام التوافد السوري بعد مرحلة مبكرة من بداية الأزمة وأن نقوم بتقديم وجهة نظرنا لجميع الأطراف ونحن نمتلك لحظة السيطرة أو القوة في الموقف ، ولكن النهج الذي إتبعته الدولة الأردنية هنا كان مستندا على قاعدة رد الفعل بعد الفعل وهو هنا يمثل جهلا سياسيا فاضح ومعلن لأن القاعدة السياسية تقول فاوض في الربع الأول من المعركة وعندما تكون متأكد أنك تملك ناصية السيطرة على بقية ارباعها الثلاثة .

وتركيا فعلت ذلك وقامت بتحديد اعداد الاجئين لها منذ الشهور الأولى واغلقت الابواب ، وكذلك لبنان التي يربطها علاقات جغرافية واجتماعية واقتصادية أكثر من الأردن مع سوريا ، إلا نحن الأردنيين إستمرينا بتغيير مواقفنا بناء على أفعال تلك الدول وكان البعبع الخليجي " الإقتصادي " هو المتحكم بما سوف نفعل أو لانفعل والنتيجة أن تركنا الخليجين في الساحة لوحدنا وإكتفوا بتقديم خدماتهم الخمسة نجوم للاجئين السورين وبشروطهم الخاصة التي وضعت نزاهة الدولة والشعب ككل في خانة الشك .

وفي تصريح الرئيس بشار الأسد عن درعا والأردن والمسؤولية تأكيد لأن سوريا بنظامها الحالي تفضل تحميل أي طرف مسؤولية ما يدور فيها ، ونحن في الأردن ومنذ البلدية نمثل الطرف الأضعف فليس غريبا على بشار أن يلقي بمسؤولية درعا على رقبة الأردن وأمام أردنيين سمحوا لأنفسهم أن يمثلوا الوجه الأخر للموقف مما يدور في سوريا ومن باب تحقيق المنافع الشخصية البحتة وليس قصة قومية أو عروبية لأنهم يؤمنون أن القومية العربية هي أخر ما يفكر بها بشار الأسد والدول الداعمة له .

ومعركة سوريا الأن أصبحت معركة مصالح سياسية بحته وهنا لايمكن أن يتم تقديم شيء من مثل القومية أو الدين أو العشيرة أو الجغرافيا على السياسة التي تقاد من خلال غرف مغلقة توزع بها الحصص بناءا على حجم الوزن السياسي فقط ونحن في هذه الغرف كوزن الريشة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات