مكافحة الفساد لن تتحقق إلا ..


إن نجاح المرء في الحياة مرهونٌ بقدرته على الاتِّصال الفعَّال؛ إذ أثبتتِ الدراسات أنَّ 85 % من النجاح يُعزَى إلى مهارات الاتصال، و15 % منه فقط تعزى إلى إتقان مهارات العمل، ولكي نتواصلَ مع الآخرين ببراعة لا بدَّ لنا من إتقان أساسيات التواصُل، والقيام ببناء المكوِّن الرئيس للاتصال الفعَّال، وهو كسْب المصداقية والثِّقة لدَى الآخرين، إذ لن يتواصلَ المستمع أبدًا مع المتكلم إذا لم يَثقْ به، ويعتقد أنَّ لكلامه مصداقية، ولن يكون الشخص ناجحًا في حديثه حتى يستطيعَ باستمرار بناءَ الثقة والمصداقية بما يقول، ولعلَّ من أبرز مهارات الاتصال التي تعطيك قوةً في هذا المجال ما يلي:

الصدق في القول والفعل والعمل ، لقد انتشرت الديانة الإسلامية من قِبل التجار العرب المسلمين في افريقيا والفلبين وسنغافورا إذ كان يسائل الناس من هؤلاء التجار فيقولن إنهمم مسلمين وذلك لما انطبع في عقولهم من صدقهم في التعامل وتباين مساوء أو حسنات البضاعة التي يبعونها للناس من هنا بدأ البحث عن الدين الإسلامي الحنيف وانتشر الناس في دين الله أفوجا فحقيقة المسلمين الصدق مع النفس ومع الله ومع الأخرين بهذه الحالة ستكون مهارات الأتصال مع الناس فعالة ، كونهم أدركوا أن المتحدث رصيده التراكمي الصدق في الأقوال والأعمال والأفعال وفي هذا الصدد أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان, ومن المعروف بأن النفاق بعيد كل البعد عن الصدق والأمانة ، وهذا الطريق يوصلنا إلى مزيد من الفشل والتخبط في جميع مناحي الحياة خصوصاً إذا صدرت هذه الأفعال من رجال الدولة الذين يتحكمون بمصائر الرعية .

فكلكم راعي ومسؤول وكلكم مسؤول عن رعيته المطلوب منا الأن محاربة النفس الأمارة بالسواء فمغريات الحياة كثيرة وقد أخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم أنه قال: (حُفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره)، قد يتذرع فلان أو علان بقبول الرشوة ويسميها تسليك أحوال لكي أفيد وأستفيد كون الله أعلم بحالي وأحوالي، وربما المزور أيضاً قد يلتمس لنفسه عذراً و يزين له الشيطان سوء عمله ، بل قد يستهين الفرد منا بصغائر الأمور ويحدث نفسه بأن الله غفور رحيم وينسى بأن الله شديد العقاب ، إن آفة الكذب منتشرة في مجتمعنا الأردني وحدث بلا حرج فمن منا يراجع نفسه قبل النوم ويستعرض أحداث يومه فيما أصاب وفيما أخطاء يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( الكيس من دان نفسه قبل الموت والعاجز من تبع نفسه وتمنى على الله الأماني ).

إذا أردنا بأن تكون لغة الحوار جادة وفاعلة بين أقطاب المجتمع المحلي فيجب علينا أن لا نداهن أو نلاسن أياً من كان ، وأن نتقي الله عز وجل في كل حرف يخرج من فمنا وأن نتحرى به الصدق
على أن يكون خالصاً لوجه الله ، فما نعيشه اليوم من ضنك الحياة إنما هو ناجم بحقيقة الأمر من أنفسنا يقول الحق سبحانه وتعالى (وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ * فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ.

(أعتقد جازماً بأن عملية مكافحة الفساد لن تؤتي ثمارها إلا إذا بدأنا بأصلاح النفس وبعدها نصلح من حولنا وبذلك نكون قد حققنا أمرين مهمين الفلاح والنجاح في الدنيا والأخرة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات