محكمة خاصة لإصلاحيي مبادرة زمزم


يتندر الشعب الأردني من المحاكمة التي تنوي جماعة الإخوان المسلمين في الأردن نصبها لقيادات زمزم، ذات الحضور السياسي والاجتماعي والشعبي وفي نفوس شباب الإخوان أنفسهم، ويأتي هذا التندر من وجود مثل هكذا محاكم، ويطلق عليها اسم "محكمة خاصة" ونحن نعلم أن المحاكم الخاصة هي بدعة الطغاة في الأرض، فعندما يقرر احد الطغاة إعدام معارضا أو منافساًً سياسيا ً ولا يجد منفذ يفي بالغرض في القوانين المقوننة يلجأ إلى محكمة خاصة ـــ تماما ً كما يطالب الانقلابيون في مصر بضرورة محكمة خاصة لإعدام مرسي.

ونحن نعتقد أن مثل هذا الأمر وان حدث لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام، ونحن كمراقبين ومحللين ننظر إلى جماعة الإخوان على أنها حركة إصلاحية، وننظر إلى زمزم على أنها مبادرة تمكين إصلاحي، وإذا ما حدثت مثل هذه المحاكمة فلن يكون ذالك إلا مزيدا ً من تشتيت الجهد الإصلاحي وتعميق الفجوة في صف الحراك المطالب بنهضة الأمة.

وبالنسبة للإيضاحات المطلوبة من زمزم من قبل الإخوان فكانت على شكل أسئلة تقدر بتسعة وثلاثين سؤالا ،ً تم الرد عليها، علما ً بأن جميع هذه الأسئلة كانت توجه إلى جماعة الإخوان من قبل تيارات وجماعات أخرى، وكان يرد عليها من هم الآن في زمزم ومن خلال وسائل الإعلام .

ومما سبق لا بد من التساؤل التالي : ماهي الدوافع خلف توقيت المحاكمة وبعد مضي ما يقرب من السنة الكاملة ؟ نعتقد أن التبرير الأول وهو الأضعف والأسوأ أن صح: مسؤولي التنظيم الدولي للإخوان أصدروا تعليماتهم بأجراء مثل هذه المحاكمة، وإذا صحت هذه فأن ذلك يعني مركزية شديدة مقيتة وذات مؤشر خطير ألا وهو "تقول مالا تفعل" تطالب باللامركزية وبالديمقراطية وتطبق ديكتاتورية القرار.

أما المؤشر الأقوى والأدق لتوصيف حالت المحاكمة وتوقيتها وبعد عام من انطلاقها فهذا اخطر ما في الموضوع، ومعنى ذلك "أن جماعة الإخوان ومن داخل مطبخها السياسي راهنت على فشل المبادرة وإنها ستضمحل وتتلاشى رويدا ً رويدا " وراهنت على السنة في أحسن الظروف،كما هيئ لها من قبل جماعة الرد السريع، وهذا مالم يحدث بل على العكس كان هنالك اندفاع كبير ومن جميع الأطياف والمستويات باتجاه المبادرة والانخراط في برامجها واخص الشريحة الأعرض؛ شريحة الشباب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات