كشكول 2 .. !


 - شيحان...؟
- لا تلم الكافر في هذا الزمن الكافر ، فالجوع أبو الكفار ، مولاي أنا في صف الجوع الكافر ، ما دام الصف الآخر يرزح من ثقل الأوزار...!

- شيحان ، قصة عشق كركية ، بل عربية ، إسلامية ومؤداها الأوسع إنساني ، قصة تُحاكي وتلتحم بكنعان في خليل الرحمن ، وللأشمين شيحان الكرك وكنعان خليل الرحمن مصطبة في القلب النازف ، ينتحب على عتبة الحرم القدسي الشريف ، لا يكف عن نعي أمة ضاع دليلها ، لا تملك إلا العويل على القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية .

- هذه قصة لا يُدرك معانيها ، إلا من آمن بالله العظيم وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأيقن أن عيسى بن مريم عليه السلام في نهر الأردن تعمد ، هي قصة تعود إلى عهد نوح عليه السلام ، ولنبي الله نوحَ مقامان أحدهما في كنف الكرك والآخر في خليل الرحمن ، أما أنا فليَّ ومعي صديقي اللدود فاقد الدهشة ، نعيش في خريف العُمر ، نُمسك بتلاليب نشوة الضمير ، وما يكتنزه القلب ، العقل والوجدان ليبقى موئل الروح ممتداً بين القدس وعمان .

- ربما تكون هبة من الله القدير أن يتقمصني المشاكس فاقد الدهشة ، إذ كلما ضاقت عليَّ الأرض بما رحُبت ، وإشتد الوجع من ضنك العيش يطير بي اللدود بحثا عن العلاج ، نطوف الدنيا ومن ثم نهبط على كتف شيحان ، ليداوي جراحنا المُثخنة بسيوف أمة الخذلان .

- الإمرأة ...!

- كان ما يزال الجدل مُشتعلا بين صديقي فاقد الدهشة "أنا" والحشري  ، حول دور المرأة العربية في السياسة ، المجتمع ، العمل بشتى أنواعه ، في النضال السلمي لإصلاح ما أفسده الحُكام العرب ، جدل يدور حول مدى قدرة المرأة ، هذا المخلوق الشفاف اللطيف على التصدي للعمل العام ، على القيادة ، الإنجاز ، التغيير والإصلاح .

- بينما أوشك المشاكسان الحشري وفاقد الدهشة على أن يشتبكان بالأيدي ، العصي والرصاص كما يحدث في البرلمان ، وإذ بأعرج عمان  يعبر الردهة ، يدك الأرض بعصاه ، يلعن ، يشتم ويبرطم كيدهن عظيم ، عظيم وهُنَّ الأقوى ، لا يثنيهن شيئ عن تنفيذ ما في رؤوسهن وما يعشش في عقولهن ، والويل الويل إن حقدت إحداهن ، فهي عندئذ الوحش الكاسر ، الموت الزؤام بصمت وبدون كلام ، ومن ثم يُخاطب أعرج عمان صديقيه الحشري وفاقد الدهشة قائلا : وفي ذات الوقت هُن الأساس والمُرتكز التربوي والثقافي ، الذي تستند عليه الأجيال ، كيف تكون وما هو شكل ومضمون مستقبلها ،،،،،، وبهذا إن تصدت المرأة لأية مهمة بقناعة كما الإصلاح مثلا لا بد تُنجزها ولو بعد حين ، فقوة الإرادة عند المرأة أضعاف ما هي عند الرجل ، الذي طالما تأخذه العزة بالإثم على خلفية ظن آثم بأنه الأقوى ، ناسيا ومتناسيا أن أسلحة المرأة لا حدود لها ، وأن خيط الحرير الناعم هو أمتن الخيوط .

- موعظة...!

- وتدور الدوائر ، فما طار طير وإرتفع إلا كما طار وقع ، لكن يبقى الله مع العبد ما دام العبد مع أخيه ، ومن دواعي الشعور بالكآبة أن تفرض عليك الأيام ، ضرورة الإنخراط في الثورة على الطغيان ، الفساد ، الظلم والفقر الذي لو كان رجلا لقتله عليٌ بن أبي طالب كرم الله وجهه ، أو ربما كان قضى عليه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه إذ يقول : أعجب من رجل لا يملك قوت يومه ولا يخرج على الناس شاهرا سيفه . وحسب علم الإجتماع النفسي ، فإن ثورة الجياع إن إشتعل أوارها فلا تُبقي ولا تذر ، فويحكم يا ذوي الكروش المُتخمة ، وكانزي الذهب والفضة وحتى القروش ، فبأي مأمن أنتم إن عض الجوع بأنيابه الشعوب...؟ ، ونحن في الأردن على عتبة إستحقاق وطني ، يتمثل بإنتخابات غُرف التجارة والصناعة ، التي عادة ما يتربع على كراسيها ، ذوي الحل والربط والمتحكمون بقوت الشعب ، لا ضير من التذكير أننا نعيش زمن تكسرت خلاله أجنحة الخوف ، وباتت الأيام حبلى بالغضب على قوى الفساد ، وناهبي قوت الفقراء والمعوزين ، ويبقى أن السعيد من إتعظ بغيره.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات