مؤتمراتنا فائدة يوك


ندعو , نذكر , نوصي ,نشجب , ندين ,نناشد, نستنكر, نطالب, وغيرها من مفردات العجز عن القيام بعمل ما هي محصلة كل مؤتمراتنا حتى أن مؤسسة إقليمية عربية كالجامعة العربية تناشد مؤسسة مشابهة كالأمم المتحدة أن تقوم وتتحمل مسؤوليتها تجاه هذه القضية العربية أو تلك . امة العربان أكثر امة "هذا إن جاز أن تسمى امة وفق المعايير الدولية" تستعمل هذه في مؤتمراتها القممية ومادون ذلك من اجتماعات!!. في نهاية مؤتمراتنا تتكرر هذه العبارات وبشراهة عجيبة!!! كأنما الهدف من هذه المؤتمرات هو الخروج بورقة صفراء تحمل هذه العبارات.
نفتخر في الأردن أننا أكثر دول المنطقة في عقد كل أنواع المؤتمرات حتى مؤتمرات الشفافية التي "لا تشف عن شيء" سوى عجزا متراكما وصدئا في التطبيق العملي مع فقدان إرادة الفعل. تنعقد لدينا مؤتمرات يومية تنتهي ببيان يتضمن عبارات موجهة للغائب "المبني للمجهول" بحيث لا تعرف الجهة الموجه إليها الكلام حيث تبقى في عالم المجهول وهي عبارات متكررة وكأنها أصبحت "كليشيه" متكررة.

وملاحظاتنا على هذه المؤتمرات وبإيجاز ما يلي:
 إن معظمها إن لم تكن كلها مؤتمرات"علاقات عامة وتعارف" تنتهي قيمتها إن كان لها قيمة على طاولة طعام في حفل غداء أو عشاء أو "سهرة بيضاء أو حمراء أو خضراء بعمامة أو دون ذلك لمن أراد قيام الليل" على شرف المشاركين.
 ما تصدره هذه المؤتمرات من بيانات ختامية لا تساوي في قيمتها ثمن الورق الذي تكتب عليه فهو كلام مبنى للمجهول ويخاطب الأشباح المجهولين. .
 ليقل لنا مشارك واحد في هذه لمؤتمرات ماذا تم تنفيذه من توصيات أو قرارات هذه المؤتمرات !!! وهل هناك متابع.!!
 مشاهداتنا المحسوسة أننا كنا نشهد العديد من الوفود تلقي بأوراق المؤتمر في سلة المهملات قبيل مغادرة قاعة الاجتماع في آخر جلسة والأخرى تبقيها في غرف الفندق يتولى أمرها عمال النظافة.
 معظم الوفود تترك الاجتماعات بعد الجلسة الافتتاحية ولا تعود تحضر للاجتماعات وهذا دلالة على عدم قناعتها بأهمية هذه الاجتماعات سوى الأهمية البروتوكولية تحت أضواء الإعلام.
 البيانات الختامية لمؤتمراتنا تخاطب الغائب المجهول ولا نسمي الجهة المكلفة بالتنفيذ!!!
 عندما ينعقد لمؤتمر التالي لا احد يتذكر توصيات أو قرارات المؤتمر السابق حتى لو كان المشارك في المؤتمر السابق مشاركا في المؤتمر اللاحق!!.
 الفائدة الوحيدة لمثل هذه المؤتمرات هو ما يعود على الفندق من عائدات بدل ضيافة وإقامة وتنقلات أما إذا كانت هذه البدلات على الدولة أو القطاع المحلي فهذه سلبية أخرى تضاف لسلبيات هذه المؤتمرات!!!
 مؤتمراتنا تنتهي إلى مضغ الهواء ودمتم سالمين!!!!!!!!!!
نعتقد انه لابد من الوصول إلى الفائدة التي ترتجى من هذه المؤتمرات بإيجاد آلية متابعة وتوجيه الخطاب للمعني بالمسؤولية عن تنفيذ أي توصية أو قرار لهذه المؤتمرات مع تحديد وقت محدد للتنفيذ !!! هذا ما نسطره في اجتماعاتنا من محاضر جلسات توضح فيها مسؤولية كل طرف مشارك مع تحديد توقيت معين للتنفيذ ومن ثم وضع آلية للتنفيذ. بدون ذلك ستبقى توصيات وقرارات مؤتمراتنا حبرا على ورق تتطاير في "زوابع" هوائنا المحمل بالأتربة الرمادية!!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات