عوالق وأخواتها


' تطهير أنفسنا من العوالق ' ولكنه لم يكمل ويوضح دولته ما هي نوعية هذه العوالق التي ترتكز وتلتصق بجسم الوطن وتقوم بمص دمه ومن ثم تغادره إلى أوطان أخرى كي تحاول أن تلتصق بجسدها وتبدأ بمص دمها ولكنها تكتشف أن أجساد تلك الأوطان أقسى من جسد وطننا على أسنانها وتكتفي بأن تغير من جلدها وتنقلب بيوم وليله من عوالق إلى جرذان كي تتمكن من العيش في مجارير ومناهل تلك الأوطان وكي لاتشاهد الشمس إلا من خلال ' خزوق ' صغيرة .
وحكاية العوالق التي تلتصق بجسد الوطن ويريد دولته أن يتخلص منها فهي عوالق غير قابله للتحول أو التطور بل تبقى عوالق وإن ماتت فهي تترك بيوضها في جسد الوطن على شكل ' عواليق ' صغيرة ولا تكبر إلا على دم الوطن ، وتكتفي العوالق الكبيرة والهرمة منها أن تظهر للملاء بين الحين والأخر وهي تبتسم من خلف أجساد محنطة وقد غطى وجهها المكياج فقط من أجل أن تذكرنا نحن كجسد لها أنها مازالت تتنفس وتعيش وانها تركت مهمة مص دماء الوطن لصغارها .
ولو أن دولته يبتعد عن لغة الوصف تلك لأنحى بنفسه عن التعليق على ما يقول ، ولو أنه إكتفى بقول الحقيقة دون مواربة لإستطاع أن يقنع الشعب ' الجسد ' أنه يقول الحقيقة ولاشيء غير الحقيقة .
وهذه ليست نظرة تشاؤوم أو فقدان للأمل بما يطرح ولكن واقع ما يطرح ويكتب ويوزع منذ سنوات في هذا الوطن هو الذي يؤكد تلك الحقائق ، وعلينا فقط أن نسترجع ذاكرتنا قليلا للوراء ونعيد تذكر ما طرح في الوطن من أجندات وبرامج ومقدمات ويرافقها لجان جلست ليل نهارا في فنادق خمسة نجوم تحاور نفسها كحوار الطرشان لتنتهي القصة بجملة واحد فقط وهي أن أفلاطوينتهم تلك لايمكنها أن تتغلب على تلك العوالق لأنها عوالق والجيمع يعلم أن العوالق لايمكن التخلص منها إلا بالسم أو القتل أو إلقاءها بعيدا جدا عن الجسد الذي علق به وهو هنا جسد الوطن .
ولن نعلق كثيرا على تصريحة الثاني والذي يتحدث فيه دولته عن ' نجاح واخواتها ' وان نجاح واخواتها مسؤولية الجميع إلى أن تصل هذه ' النجاح ' لبيت الزوجية وتكون النهاية كما يقول المثل ' العروس للعريس والجري للمتاعيس ' ، ونذكر دولته هنا كم من ' نجاح ' وصلت لبيت زوجها والوطن كان مشاركا بكل أبناءه في عرسها وكان نصيبهم ' جري المتاعيس ' ؟ .



تعليقات القراء

العنوان : ( تطهير ) أنفسنا من العوالق
ليش ركزت على الكلمة الثانية وأغفلت الأولى ؟ الجواب لإنك داخليا مهزوم من الموضوع ( التطهير ) لأنك لا تملك ما يمكن أن ( يطهر ) . طار الحمام كش
01-12-2013 01:23 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات