هدم المساجد في انغولا وخلفية القرار ..


... انغولا ،دولة افريقية تقع في جنوب وسط أفريقيا مساحتها لاتزيد عن 200 ألف كم2 وسكانها يربو على 20 مليون ..
المسلمون فيها يشكلون أقلية لايتجاوز عددهم أل 150 ألف مسلم من أصول عربية وافريقية وفيها أكثر من 90 مسجدا موزعه على المدن ..وغالبية سكانها من الكاثوليك والبروتستانت ،وتعتبر احد اكبر البلدان انتشارا لمظاهر الفساد وأكثرها فقرا ..
رغم نفي الحكومة اليوم هدم مساجد في مدن انغوليه وعدم نيتها محاربة الإسلام ، لكنها تذرعت بوجود إسلاميين متشددين قاموا ببناء مسجد غير مرخص يمارسون فيه شعائرهم وأفكارهم المخالفة للديمقراطية على حد تعبير وزيرة الثقافة وبالتالي جرى هدمه .
غير أن هذا كلّه لا يستقيم ولا يُفهم من دون ملاحظة الغطاء الشرعي للاضطهاد هذا والذي تقدمه دول تحمل راية الإسلام في العالم مثل السعودية ومصر، واللتين تقومان بتوصيف أحزاب الإسلام السياسي بالإرهاب والضلال والفتنة بشكل يخلط الأوراق بين الإيديولوجي والديني ويسمح لكل من يرغب في تشويه الإسلام والإساءة له باعتماد هذه التوصيفات الديماغوجية وتعميمها على كل المسلمين في العالم.
مثل هذه القرارات العنصرية، هي التي تصنع التطرف والتشدد والإرهاب، في حين أن احترام الآخر وثقافته والتسامح الديني من شأنه مكافحة التطرف والتشدد والإرهاب، في انغولا وحتى في أفريقيا التي يشكل المسلمون نصف سكانها وفي العالم حيث يعيش أكثر من مليار ونصف المليار مسلم.
قرار محاربة الإسلام في انغولا يمثل استفزازا كبير للمسلمين، ولا يخدم التعايش ،والأخطر انه يمثل تحريضا ضد شريحة في المجتمع اختارت ديانة الإسلام ،وكما فعلت انغولا اليوم ،فقد فعلتها دولا أوروبية أخرى هاجمت الإسلام ووصفت النبي عليه السلام أوصافا لا تليق ورسم أطفال الدانمرك صورا مسيئة للنبي علية الصلاة والسلام ، أقمنا الدنيا ولم نقعدها ،والسبب يعود لما نشرناه نحن ونقلناه حول صورة الإسلام ، فكل مقدرات العرب والمسلمين عامة وثروات النفط لم تحقق ولو خطوة واحده باتجاه تعديل صورة الإسلام والمسلمين في أذهان الناس في أفريقيا وأوروبا ، ولم تكلف دولة او منظمة إسلامية نفسها بتأسيس إذاعة او محطة تلفاز في وسط أوروبا او أفريقيا لشرح وإظهار الإسلام الحقيقي ، وانشغلنا بشراء الأندية والجزر واللوحات التي كان أخرها لوحة ب 124 مليون دولار اشترتها شقيقة أمير قطر ، فيما لا تكلف محطة تلفزيون واحده نصف مليون دولار تبث برامجها للناس هناك أو حتى نؤسس لدار نشر إسلامية تدافع عن رسولنا العظيم وتبرز خصائله وعظمته وتسامح الإسلام وعدالته ،فالناس لا تعرف الإسلام إلا ما وصل إليها من " بطولات " ابن لادن والقاعدة والجهاديين ! وما نقوم به شكلا يتمثل بمظاهرات وانتفاضات وإدانات فارغة ونمارس أعمال الحرق والقتل والاعتداء على مؤسسات دولية وكلها ممارسات لا تسمن ولاتحل المشكلة سرعان ما تهدأ بعد عدة أيام .
لم نقف نحن كمسلمين وقفة قراءة الأسباب التي تدفع الدول والمنظمات وحتى الأطفال محاربة ديننا الحنيف وتصوير رجاله ونبيه عليه السلام أنهم متطرفون قتلة مصاصو دماء ، وننتظر دوما أن يجري الحدث المسيء للإسلام لنتحرك بعدها تحركا عشوائيا غير منظم وغير حضاري كردة فعل ، نتوقف عندها دون إيجاد الحلول لوقف تلك التشويهات التي تجري والتي نتحمل نحن جزءا كبيرا منها في معالجتنا وتعاطينا مع فكر المعارضين والمخالفين لفكرنا .
ستستمر المعركة في كل موقع ، وسيزداد التشويه وتتسع الحرب ضد ديننا ونبينا عليه السلام ما لم نتخذ الإجراءات العملية والعلمية والفكرية والإعلامية والحضارية الكفيلة بتعديل تلك التشوهات الراسخة في عقول الآخرين .





تعليقات القراء

عمر جبارة
الله يجزيك الخير على هالمقال
28-11-2013 08:47 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات