العنف الجامعي


العنف بشكل عام هو تعبير عن القوة الجسدية التي تصدر ضد النفس أو ضد أي شخص آخر بصورة متعمدة أو إرغام الفرد على إتيان هذا الفعل نتيجة لشعوره بالألم بسبب ما تعرض له من أذى وتشير استخدامات مختلفة للمصطلح إلى تدمير الأشياء والجمادات (مثل تدمير الممتلكات). ويستخدم العنف في جميع أنحاء العالم كأداة للتأثير على الآخرين، كما أنه يعتبر من الأمور التي تحظى باهتمام القانون والثقافة حيث يسعى كلاهما إلى قمع ظاهرة العنف ومنع تفشيها،ومن الممكن أن يتخذ العنف صورًا كثيرة تبدو في أي مكان على وجه الأرض.
من المؤسف القول إن العنف الجامعي أصبح ظاهرة متفشية في جامعاتنا الحكومية والخاصة ، ولا تكاد تخلوا جامعة في الأردن بشكل خاص الا وقد مورس فيها هذا العنف.
يستخدم البعض لغة العنف للتحرر من مشاعر الغضب والإحباط التى تدور بداخلهم، لأنهم لا يجدون إجابات علي المشاكل التى يواجهونها وبالتالى يجدون هذا المخرج في إطلاق سراح غضبهم والذي يترجم في صورة العنف.
ويعتقد الشباب الذي يميلون للعنف أنه يحل مشاكلهم بهذه الطريقة بإخافة الآخرين واكتسابه الاحترام … لكنه لا يعرف أن النتيجة تكون عكسية في عدم احترام الآخرين والانعزال ثم كره الناس له والمرحلة النهائية عدم تخلصه من الغضب والإحباط اللذين هما أساس لكل ذلك.
ويعتبر استخدام العنف مع الآخرين دليل ضعف ونقص في تكوين الشخصية فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" فالعنف ما هو إلا حيله دفاعية لا شعورية للتخفيف من الصراع النفسي والأزمات الداخلية والتي غالباً ما تتشكل في سنوات الطفولة الأولى نتيجة أساليب التنشئة الاجتماعية الخاطئة في الأسرة والمدرسة والمجتمع، فاستخدام أسلوب التدليل الزائد مع الطفل يؤدي في الغالب الى تكوين شخصيه أنانية يعتقد صاحبها بأن كل ما يحيط به هو حق مكتسب له و عدم حصوله على الأشياء التي كانت توفرها له الأسرة في الماضي يجعله يشعر بالفشل والإحباط مما يؤدي به في المستقبل الى إتباع سلوكيات منحرفة في سبيل تحقيق الذات كالعنف والعدوان وغيرها من السلوكيات الخاطئة، كما أن الفرد يتأثر بالأسرة التي يعيش فيها ويستمد منها القيم والمعايير المنظمة لسلوكه الإنساني فالأفراد الذين ينشئون في أسر متصدعة تكثر فيها النزاعات والخلافات الأسرية وتستخدم العنف والقمع في معالجة مشكلاتها يتعلمون في ظل غياب القدوة الصحيحة وبشكل لا شعوري أن العنف هو الأسلوب الفعال في التعامل مع المتغيرات ويدعم ذلك ويعززه إذا كان هذا الأسلوب هو المستخدم في المدرسة ومؤسسات المجتمع الأخرى، الأمر الذي يعمل على تشكيل شخصية عنيفة لا تفهم لغة الحوار حيث لم تتعود على البديل.
ويرتبط العنف والسلوك العدواني بشكل عام بعدد من العوامل من أهمها: انخفاض مستوى الذكاء فالشخص الأقل ذكاءً ليس لديه إدراك حقيقي للقواعد المنظمة للمجتمع و إلى عواقب الأفعال والالتزامات القانونية حيالها مما يجعله يقدم على الجريمة أو يصبح صيداً سهلاً في تنفيذها من قبل الآخرين الذين يفوقونه ذكاءً.
ومن العوامل الرئيسة المرتبطة بالعنف والسلوك الإجرامي الأمراض النفسية حيث تؤدي الى تغير واضح في سلوك الفرد كسرعة التهيج والغضب وعدم القدرة على ضبط الانفعالات وغالباً ما ترجع أسباب هذه الأمراض الى أحداث أليمه أو صدمات تعرض لها الفرد أثناء مرحلة الطفولة أو الى الصراعات المستمرة بين رغبات الفرد والعوائق التي يضعها المجتمع أمامه والتي تؤدي الى الإحباط ، الذي يقود غالباً الى السلوك العدواني فعدم تحقيق الفرد لأهدافه يقوده الى الانتقام من كافة الرموز التي حالت دون ذلك خصوصاً عندما يعيش في ثقافة تدعم العنف وتشجع عليه مستمدة من إرث اجتماعي يغلب عليه الجهل وضعف الوازع الديني.
وتلعب وسائل الإعلام دور كبير في ترسيخ ثقافة العنف من خلال إضفاء طابع البطولة على الشخصيات المجرمة والتشويه المعرفي لطبيعة الأحكام والقوانين الموجودة في المجتمع الأمر الذي يؤدي الى تنمية شعور التعاطف مع المجرمين وإعطاء مبررات لما قاموا به من أعمال عنف في كافة مناحي الحياة ومنها الجامعية والتي تضم العديد من الطلاب الذين يعتبرون في فترات المراهقة خصوصاً عند التقاء الجنسين معاً .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات