ايران ستتخلى عن سوريا .. نتيجه متوقعه


التقارب الامريكي الايراني هو تقارب مبني اساسا على ( الازمه السوريه ) ... المرونه بالمحادثات التي استجدت حديثا بين الاطراف المعنيه لها ابعاد سياسيه الازمه السوريه كانت المحرك الرئيسي لهذه العمليه التوافقيه... ومن هنا ...

1- ايران واميركا هم احد اللاعبين الرئيسين على الارض السوريه وازمتها على ارض الواقع .. تأجج الصراع واطالة مدته ناتج عن التدخل الخارجي بلا شك هذه حقيقه ثابته .

2- عندما تصعدت المشكله ووصلت الى اوجها وخاصة بعد حادثة الكيماوي والتي اسفرت عن غضب اميركا وتهديدها بالتدخل العسكري من هنا بدأت ( ايران ) بأعادة ترتيب اوراقها عالميا .

3- شعرت ايران ( بالخطر) لأنها كات مستهدفه بهذه العمليه العسكريه وبدعم قوى غربيه ومنها اسرائيل .فأدركت ايران بأنها بوضع خطير ومهما تملك من اسلحه لكنها لا تستطيع الصمود حتى النهايه .. وهذا يعني بالنسبة لها انتهاء تحالفاتها ونفوذها ( بسوريا /العراق / لبنان ) وقصر او قطع يدها بمنطقة الخليج ناهيك عن الدمار الشامل التي سيلحق بها من دمار لبنية ايران التحتيه والعسكريه وانهيار الاقتصاد ( هذه هي حالة ونتائج الحرب ) اطراف النزاع ستقدم تضحيات وخسارات هذه هي الحرب.

4- منذ لحظتها أجريت محادثات من ( تحت الطاوله ) هي سريه بلا شك وسيكشف التاريخ موضوعها .. اجريت هذه المحادثات واللقاءات بين قيادات عالميه عليا عن طريق اجهزتها الدبلوماسيه والامنيه والتي تمت بين الاطراف جميعها ومنها ( اميركا / دول غربيه / اسرائيل / روسيا / ايران / سوريا / وبعض الدول العربيه ) وكانت لهجة اللقاءات تقع بين ( التهديد او التسويه ) ( تهديد عسكري / تسويه النوويه).

5- مالت ايران ونصحها حلفائها بضرورة الميل الى جانب التسويه وعدم التصعيد .. لأن ايران ستخسر الكثير اذا تم الهجوم الامريكي على سوريا وحلفائها ومنها ايران .. ففتحت المفاوضات بينهما على اساس التسويه.

6- تم الافصاح والاعلان عن اللقاءات والمفاوضات وهو بمراحله الاخيره .. في حين كانت الاطراف جميعها قطعت شوط طويل بالمحادثات السريه فيما بينهما وتم الاتفاق فيما بينهما على الخطوط العريضه.. اي بمعنى كان الافصاح عن المفاوضات الاخيره التي ظهرت للعلن ما هي الا ( بروتوكول ) وشكلي .

7- على ماذا تم الاتفاق ؟ ... تجنيب ايران من ( الضربه العسكريه ) التي كان الغرب يلوح بها بأستمرار حتى ما قبل ( الكيماوي ) واشتد ظهورها بعد ( الكيماوي ) ومن هنا ضمنت ايران على الأقل عدم استخدام هذه اللغه معها مره اخرى وهي التهديد المستمر .. والذي بدوره كان يربك ايران بأستمرار سياسا واقتصاديا .... . بالأضافة الى رفع الحظر الاقتصادي ( العقوبات الاقتصاديه ) عنها بالتدريج .. والسماح لها بتخصيب اليورانيوم بنسبه تبقى ضمن ( المعدل السلمي ) دون الوصول الى قوه نوويه اي الاستمرار ( بالعمل النووي ) السلمي وضمنت عدم الغائه كليا او تدميره ... بالاضافة الى ضمان ايران عدم التدخل بالشؤون الداخليه لدولتها او زعزعة الامن بها ... وضمان عدم التعرض ( لحزب الله ) لاعتباره حليف قوي وامتداد للدوله الايرانيه ...هذه الامور التي فسرت لأيران على انها ستكون ( مكاسب ) لها تقدم من قبل الغرب وبعض العرب لها افضل من التصعيد والضربه العسكريه فوافقت ايران .

8- ماذا ستقدم ايران بالمقابل ؟ ... التعهد بعدم تطور عملها النووي الى ( سلاح نووي ) او ان يستغل او يستخدم لغايات عسكريه ... عدم التعرض لأسرائيل او تهديدها ... قصر اليد عن التدخل ( بمنطقة الخليج ) .... والنقطه الأهم هو ( الانسحاب ) التدريجي من الاراضي السوريه وعدم التدخل المؤثر بالأزمه السوريه وقلب الموازين مع الايعاز الى حليفها او الذي يعتبر جزء من امتدادها وهو ( حزب الله ) بضرورة كف اليد والتدخل بالازمه السوريه وانسحاب عناصرها تدريجيا من الاراضي السوريه بالتزامن مع انسحاب عناصر ايران .. على ايران ان تقدم هذا التنازل ( للنجاه بنفسها ) فضحت ايران ( بالنظام السوري ) بشكل كامل مقرون بتعهد غربي ان يتم حل الازمه السوريه سلميا وجر الجميع الى مؤتمر ( جنيف 2 ) بدون مشاركتها لعدم اثارة الحساسيه او ان تكون هي معرقل لعقد مثل هذا المؤتمر .

9- ( النظام السوري ) على اطلاع على هذا الاتفاق وهذا الأمر كان ضده بكل معنى الكلمه .. هو باطنيا ضده وغدا ظاهريا سيفصح عن استياءه وغضبه من هذا الاتفاق ومن هذا التقارب الغربي الايراني والذي بالنهايه سيصب ضد مصلحة النظام السوري .. فهو بهذا الوقت لا يحتاج الى مثل هذه التسويات فقد خسر حليف استراتيجي وقوي وبالتالي تبين ( للنظام السوري ) انه لا يمكن التعويل على نظام شبه غريب عن الطابع العربي الاكثر قربا ودفئا وتعاطفا لأن ايران تعتبر دوله اجنبيه لها مصالح واطماع تسعى لتحقيقها بدون النظر الى القيم العربيه التي هي بالاساس لا تعتبر جزء منه .

10- ايران ضحت بالنظام السوري وأبقت على تحالفين رئيسين فقط هما ( حزب الله / العراق ) وقد سمح لها بذلك وسمح لها بالتعامل معهما بكل اريحيه والتدخل والهيمنه والتنسيق فيما بينهما بدون تدخل اجنبي ما دام لا يؤثر على مصالح الغرب ولا على مصالح اصدقاء الغرب .

11- (السعوديه ) رحبت بهذا الاتفاق وكذلك دول عربيه كثيره لانها ضمنيا تحقق لها مكاسب جيده ... وهو اقله ( ثبط ) همة ايران ونشاطها الحالي والمتوقع مستقبلا والذي لا يعرف الى اين ممكن ان يصل أوجه او نتائجه وقد تكون مدمره لمنطقة الخليج ودول الشرق الاوسط وخاصة مع وجود المقوله المتكرره وهي ( الهلال الشيعي ) .

12- ( اسرائيل ) ... اسرائيل دوله خبيثه وسياسيه ودبلوماسيه من الدرجه الأولى ... لا يوجد اتفاق على الكره الارضيه بما يخص مصالحها الا وتكون طرف به .. ويحترم رأيها ويؤخذ به ... لم يتم الاتفاق الايراني الغربي بهذه السهوله بدون المرور على ( الدبلوماسية الاسرائيليه ) هي جزء من الاتفاق .. ولكن من الدهاء السياسي لأسرائيل انها تشيع وتصرح بأن هذا الاتفاق ( خطأ تاريخي ) ..هذا شيء متوقع لأنها تريد ان تمرر رساله للعالم بأنها ( ليست ضعيفه ) للقبول بمثل هذا الاتفاق لانها اعطت انطباع للعالم كله انها ضد المفاعل النووي الايراني وانها تعتبر ايران عدوها الاول وانها بصدد ضربها عسكريا وقد كررت ذلك كثيرا فليس من المعقول بعد هذا التصعيد والتهديد كله ان تقبل ( اسرائيل ) بهذا الاتفاق التي تعتبره ( هشا ) بالنسبة لطموحاتها واهدافها وخططها ولكنها لا تستطيع ان تقول للعالم انني كنت ( مضطره ) لهذا الأمر .. اسرائيل ترى بهذا الاتفاق نوعا ما فيه مكسب لها وهو على الأقل لجم ايران من تطورها النووي والمكسب الاكبر هو الاسراع من الانتهاء من الازمه السوريه والتي اصبحت تشكل لاسرائيل هاجس خوف كبير وخاصة بعض تنامي وزياده اعداد ( المعارضه / الجهاديين /...) بالاراضي السوريه والتي تعتبره اسرائيل هذا هو الخطر الحقيقي بالنسبة لها ( الأن ) لأنهم اصبحو على ( تماس ) مع حدودها والتي ممكن ان تنفجر الازمه السوريه بشكل اوسع لتتفاجأ اسرائيل بالتصادم مع ( المعارضه / الجهاديين /...) وجها لوجه .. فأنسحاب ايران وحزب الله والعراق من الاراضي السوريه سيخفف ضغط على اسرائيل بالاسراع بحل الازمه السوريه بالاضافة الى تخفيف عدد المقاتلين ( المسلمين ) المتناحرين فيما بينهم ( الأن ) وربما ( يتحدوا ) مع بعضهم لظرف ما لينقلبوا جميعهم على اسرائيل بحرب جهاديه تضم كل ( الطوائف الدينيه الاسلاميه ومنها السنه والشيعه ) ما دام الاثنين متفقين على ان اسرائيل هي العدو الرئيسي ويجب ابادتها .. هذا التخوف جعل اسرائيل تمرر الاتفاق الغربي الايراني وهي راضيه عنه بأشمئزاز ولكنها تجد فيه مصلحه لاسرائيل وما يقال باعلامهم ما هو لبيان ان اسرائيل ليست ضعيفه ولم تغير موقفها اتجاه ايران ولا تتنازل عن خططها بالاضافه الى انها تمرر رساله ايضا انها لن تغيب دولة ايران من حساباتها على مدى طويل وطويل جدا.

13- ايران ستباشر وربما باشرت بطرح وجهة نظرها على ( حزب الله والعراق ) واعتقد انه تم الاتفاق فيما بينهما على الانسحاب التدريجي من الاراضي السوريه وعدم التدخل بشؤونها .. وهذا الاجراء والاتفاق عن ماذا سيسفر على ارض الواقع ؟ ... هل ستتفوق ( كفة ) ( المعارضه ) الأن على الاراضي السوريه ؟ ... الجواب ... قبل اسبوعين تقريبا عمل ( النظام السوري ) بأن استخدم كل ما بوسعه وطاقته لاسترداد اراضي سوريه بيد المعارضه انزل كل ثقله وعتاده ليحقق مكاسب الأن بوجود العنصار الخارجيه معه لأنه يدرك تماما ستنسحب هذه العناصر تدريجيا وتعود الى بلادها ولكن هذا الامر لن يدوم طويلا ستدخل الحاله اسلوب ( الكر والفر ) المعارضه لن تتفوق على النظام السوري لان من يتحكم بها ( الدول المسانده لها والتي تسعى الأن كل الاطراف المسانده للمعارضه والمسانده للنظام السوري الى الوصول الى اتفاق ( بجنيف 2 ) وستلزم الجميع بتنفيده . ... واني ارى انفراج قريب بالازمه السوريه لأن الازمه السوريه تم ( تفكيكها ) .

14- روسيا والصين وكثير من الدول ( تدعم ) هذا التوجه وهذا الاتفاق وتدعم كل السبل للخروج من هذا الوضع الراهن الذي اصبح عبئا على الجميع .

15- ايران ستنفتح على العالم من جديد وسيتم اعاده بناء الجسور مع الجميع سياسيا واقتصاديا .

لننتظر الايام القادمه واتوقع دخول ( الحرب الدائره بسوريا ) الان بمرحلة هدوء وستنتقل من مرحلة حرب الى مرحلة ( مناوشات ) هنا وهناك بدون تقدم او تأخر او تصعيد لأن هناك اطراف ستنسحب وسيخفف التمويل والدعم العسكري لكافة الاطراف وسينتظر الجميع عن ماذا سيسفر مؤتمر ( جنيف 2 ) ... وفي حال فشله سيكون هناك تدخل عسكري خارجي محدود لانهاء الازمه بدون تدخل قوى عظمى هكذا اتوقع .

ملاحظه : هذه وجهة نظر .. قد اكون مخطأ او مصيب .
والسلام عليكم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات