بسمة السعودية .. ؟


- الحديث عن سمو الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود ، ومشروعها الإصلاحي الشامل سياسيا ، إقتصاديا ، إجتماعيا ، ثقافيا وإنسانيا له طابع خاص ، هذا المشروع الذي تجهد الأميرة على تحديد مرتكزاته البنيوية ، تأطير عناوينه ، أولوياته وأدوات تفعيله بالتعاون مع القوى والفعاليات ذات المنهاجية العقلانية النهضوية، من العلماء ، المفكرين والمثقفين في السعودية وفي غير دولة عربية وإسلامية . إن هذا المشروع وإن كان يحمل طابعا شموليا ، يُحاكي الأمة العربية الإسلامية والبشرية عامة ، فلا غرو إن كان يستهدف في البداية المملكة العربية السعودية ، ذات الخواص العربية الإسلامية المميزة . وفيما أرى أن سموها تؤمن بضرورة وأهمية تفعيل العقل الجمعي السعودي ، العربي والإسلامي ، إذ تؤكد على أن يد الله مع الجماعة ، فهي بهذا تقطع شوطا في أهم مجالات البناء الثقافي ، الذي يُعالج الأدران التي علقت في البنية المجتمعية العربية ، حتى تضخمت الأنا عند الأفراد ، الجماعات والأحزاب لحد أن شاعت نظرية "أنا ومن بعدي الطوفان...!" ، وهو ما أدى إلى ما نشهده من الإنقسامات بين الدول العربية ، التي نسيت أو تناست أن في كل زاوية لها أعداء يتربصون ، ويسعون إلى تقسم المُقسم وتفتيت المُفتت.

- إن المملكة العربية السعودية ، "قلب الجزيرة العربية"، التي يُمكن وصفها بجدارة أول العروبة وأول الإسلام ، فهي كما تراها الأميرة بسمة كوطن تعتز ونعتز به ، هو بمثابة الضمير للعرب والمسلمين الذي إن صلُح صلُحت الأمة ، وبات بمقدورهذه الأمة أن تستعيد ألقها على خارطة العالم ، وتعود من جديد لما سبق لها من إسهامات علمية ، فكرية وثقافية طالما أغنت المسيرة الإنسانية ورفدتها بما أبدعه علماء العرب والمسلمين ، في مجالات الطب ، الهندسة ، الفلك ، الرياضيات ، الصيدلة ، علم الإجتماع الأدب ، الشعر ، الموسيقا وغيرها الكثير ، ناهيك عن منظومة القيم الأخلاقية ، التربوية ، أدب المعاملة ، الأمانة والمصداقية ، الحق ، العدل ، المساواة وحقوق المرأة ، الطفل والإنسان بشكل عام وغيرها مما لا يُعد ولا يُحصى .

- يحق للأميرة بسمة كما يحق لكل عربي ومسلم ، أن يُحمِّل المسؤولية على عاتق كل من كان مسؤولا عن تردي الأوضاع ، لما تشهده الأمة العربية الإسلامية من تداعيات ، تراجع ، تباينات ، خلافات وصراعات في بعض الأحيان ، والتي في مجملها تأتي كنتاج لغياب أهم عوامل البناء الإنساني ، الحرية ، الديموقراطية ، الكرامة والمواطنة في دولة مدنية بأبعاد إنسانية ، وهو ما يحتاج إلى ثقافة حداثية ، تُزاوج بين الموروث التاريخي والحضاري ، ببعديه العربي والإسلامي وبين مستلزمات العصر الحديث ، وما يشهده من ثورات علمية في شتى الميادين العلمية والتقنية ، كسبيل لا مناص منه لتحقيق مبادئ المثل العليا ذات الطابع الإنساني .

- وإن لم أكن على تماس مباشر مع سموالأميرة بسمة ، فإن قراءاتي لبعض مقالاتها وتغريداتها ، التي تعكس همة عالية ، دأب ، إصرار وقوة إرادة ، وعزيمة لا تلين في سبيل تحقيق مشروعها الإصلاحي النهضوي ، فإن من أهم ما يميز مسيرة عمل الأميرة بسمة أنها تقرن القول بالفعل ، حين تنتهج منهاجية التغيير بطرق سلمية ، توعوية ، حضارية ، تتبع الخطوة خطوة ، وترص مبادئ بنائها مدماكا مدماكا ، لا إستعراض ، لا حرق مراحل ولا قفز على الحواجز ، إنما الإيمان بالعمل وما لا تُنجزه وجيلها ستُنجزه الأجيال ، فهي كما أرى ظاهرة نوعية في العمل العام من أجل الصالح العام ، حيث أستطيع التأكيد أنها تؤثره على نفسها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات