لم يفلح وزراء الخارجية السابقون وعلى راسهم الوزير الحالي خلال السنوات السابقة في اظهار اليوم الوطني للاردن من خلال السفارات الاردنية في الخارج فعادة ما تقوم معظم السفارات في دول العالم وحتى الفقيرة منها بالاحتفال باليوم الوطني لبلدانهم من خلال حفل استقبال يقام في احدى المواقع ويتخلله اما حفل بوفيه او استراحة شاي ولكن وزراء الخارجية الاردنيون ومع الاسف كانوا مقصرين بشكل واضح في هذا الجانب فلم يكن لديهم اهتمامات بخصوص هذا الموضوع وكانت تنصب اهتمامات سفرائهم بالامور الخاصة والولائم والصفقات التي تحقق منافع لهم لا لوطنهم وهذا التقصير تجلى بشكل واضح في السنوات السابقة من خلال عدم رصد اية مبالغ بشكل مباشر لتغطية هذا الجانب الوطني الهام.

وقد جاء قرار الحكومة مؤخرا بتخصيص مبلغ ثلاثة ملايين دينار اردني للسفارات الاردنية لكي تحتفل بهذه المناسبة الوطنية في مكانه ولعل الحكومة تستحق منا في هذا الجانب كل الشكر والتقدير والعرفان نظرا لان هذا الموضوع على غاية كبيرة من الاهمية شريطة ان يتم التاكد والتحقق من ان هذه المبالغ صرفت لهذه الغاية واظهرت هذه المناسبة للجاليات المختلفة وجمعت الجالية الاردنية للمشاركة بهذه المناسبة ايضا , اننا نثني على قرار الحكومة على الرغم من الضائقة الاقتصادية التي نمر بها نظرا لاهمية هذا الجانب الوطني ونتمنى على الحكومة ان تقلص من وجه الانفاق الغير مبرر في مختلف المواقع الحكومية وتوجيهه بالاتجاه الوطني الصحيح وانني ايضا اشعر بالخجل عندما اتذكر بان وزارة الخارجية قامت في احدى السنوات بتخصيص مبلغ مخجل للاحتفال بهذه المناسبة لاحدى السفارات الاردنية في الخارج حيث لم يتجاوز هذا المبلغ سبعمائة دينار !

انه لشيء مؤسف ومحزن حقا ان يقوم السيد الوزير بتخصيص هذا المبلغ لمناسبة وطنية في دولة كبيرة بينما يصرف ضعف هذا المبلغ على وليمة عشاء في مطعم دون ان يكون لتلك الجلسة اية ايجابيات وطنية !

شكرا للحكومة وشكرا للشخص المسؤول الذي بادر بطرح هذه الفكرة سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويرزقه وزيرا للخارجية يمثله تمثيلا وطنيا صحيحا بعيدا عن الاستعراض وارضاء كبار المسؤولين فقط انه نعم المولى ونعم النصير.