وزارة السياحة والآثار .. غياب و تغييب المهام


إن وزارة السياحة والآثار من الوزارات المهمة والسيادية، ودخل السياحة يعتبر من الروافد الاساسية لخزينة الدولة ، وهي مؤسسة تكمن فيها ثروة وطنية كبيرة تقبل معنى التنمية المستدامة، وتعززها عندما تأخذ دورها الحقيقي في الإسهام لتذليل المصاعب التي تواجه الاقتصاد الوطني الخاوي والمتعثر نتيجة الإهمال الذي أضعفها وحملها على التراخي، حتى أنها أصبحت وزارة ثانوية وملحقة بوزارة أخرى، فمنذ عاميين وهي مهملة على أرض الواقع لكنها حاضرة بقوة في الخطاب الإعلامي وهذا يعني أنها محذوفة من ذاكرة وعقلية المسؤولين في اتخاذ القرارات المتسرعة، ولم تأخذ بعين الاعتبار ما يترتب عليها من عواقب سلبية غير مدروسة افقدها بريقها الجذاب، مما سبب لها ترهل إداري وتسيب نسبي لعدم تكليف وزيرا لها ،تتسم أعماله بطابع الجد وروح المسؤولية وهو أمر في غاية الأهمية حتى يتفرغ للعمل المضني وإعطاء الجهد الدؤوب والملح في مثل هذه الأوقات العصيبة التي تشهدها الدول الإقليمية بما تعانيه من عدم الاستقرار السياسي والأمني ،ويمر العالم العربي بظروف تحبط الهمم التي أطاحت ببلدانهم و أربكت وأعاقت النشاط السياحي لديهم ، وكثير من دول العالم تعتمد على السياحة كمصدر ورافد رئيسي للدخل القومي. إلا آن اهتمام الحكومة و أركان الدولة في قضية اللاجئين السوريين كتدفق بشري أخذ قسطا كبيرا من الجهد واستنزاف للإمكانات المادية المحدودة وذلك بتأمين الحد الأدنى لشروط الحياة الإنسانية، الا أن هذه القضية تعتبر قضية أممية تتحمل فيها رعاية اللاجئين الذين لاذوا إلى بلدان توفر لهم الأمن و الأمان،وأن الأردن ليس وحده الذي يتحمل هذه الأعباء والإشكاليات المترتبة على استقبالهم وإيوائهم ومثل هذه القضايا تنهك الدول المستضيفة مثل الأردن، كتقديم الرعاية بكافة أشكالها و هذا هو نهج و شيم الأردنيين بلد الحشد والرباط وكما هو دائما مضيافا للزوار طالبين الاستجمام والتنزه والراحة، واللاجئين الذين لاذوا إلى عرينه ووجدوا مكارم الأخلاق و حسن الاستقبال والعيش بكنف الرعاية التي تستوعب وترسخ مفاهيم الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية ويتمسك بالشرائع السماوية .

ومن ناحية أخرى إن غياب وتغييب دور وزارة السياحة والآثار والمؤسسات المهتمة والراعية بالقطاع السياحي هذا يعني اختزال المصالح والمنافع الوطنية التي تجنيها هذه المؤسسات والهيئات الرافدة للدخل القومي الذي يثري خزينة الدولة وإن تكليف وزير يدير وزارتين لا يقترن بالمصلحة الوطنية العليا، وهنا نتساءل هل هذا هو احد ا أنواع سياسات الترشيد لتقليل النفقات من خلال راتب وزير أو وزيرين ...!!؟؟؟...

حين تناسينا وأغفلنا ما قد تجنيه السياحة من الدخل القومي المقدر بالمليارات عند تفعيلها ونحن لا ننسى المثل الذي يقول (أن المرء لا يستطيع أن يجلس على كرسيين في آن واحد) لان ذلك يربك سير معاملات المواطنين و يبطئ الخطوات الواثقة بإدراج برامج وأجندة واضحة للترويج السياحي من خلال العروض التي تقدم من أجل الاستقطاب و الجذب السياحي، وهي مهمة صعبة جدا بجانب دعم الطاقة الإيوائية لاستيعاب الزوار في الأماكن التي تزخر بالمعالم التاريخية والتراثية بالإضافة إلى الأماكن التي يؤمها الزوار مثل العقبة وعمانو البحر الميت و جرش ... و الأماكن الدينية مثل المغطس و جبل نيبو و مكاور و مقامات الصحابة و غيرها الكثير، إن هذا التنوع الكبير يعطي القطاع السياحي زخما للأعداد الكبيرة للسياح من شتى أنحاء المعمورة ، وإن هذه الأماكن بأشكالها المتعددة وتنوع مناخها الطيب يشكل مقصدا ووجهة سياحية تتوفر فيها البيئية والظروف المناسبة للسياحة التي ترتقي إلى المعايير والمقاييس المرموقة عالميا بامتهانها الطرق العصرية للترويج والدعاية.

إن ما ينعم به الأردن من الاستقرار السياسي والأمن والأمان ، كان من الأجدر به أن تستغل هذه الظروف الملائمة للسياحة بشكل كبير حين إنعدمت عند الآخرين بحجة الربيع العربي ، لكن من الملاحظ أن هناك تراجع و تعثر سياحي ملموس نتيجة الإهمال والتراخي والترهل الإداري السائد الذي ينعدم فيه الأفق والرؤية الصائبة بكيفية إدارة الدعاية والترويج لتسويق و تأهيل هذه المضامير، وهذه الأسباب كلها تعود إلى النهج الفردي بسلوك الطرق البدائية والجهوية التي ترسخ مفهوم الفزعة بالتنسيب والاجتهاد الشخصي الذي يقترن بتعليق الآمال والطموحات الوهمية التي لا تأخذ بأساليب وكيفية إدارة التنمية المستدامة التي تفعل الانتعاش السياحي المكفول من قبل أجهزة الدولة باتخاذ الأساليب الحثيثة لتدارك وتحاشي المنغصات والممارسات الخاطئة التي تسيء إلى سمعة الأردن والقطاع السياحي، فالمطلوب أولا حسن الاستقبال والترحيب وتهيئة وتأهيل الأماكن السياحية والإيوائية ووضع حد للاستغلال والاحتكار المتفشي، وذلك بإصدار تعليمات صارمة تعاقب المخالفين للأنظمة والقوانين بالإضافة إلى الدور التوعوي و التثقيف بكيفية إدارة الأعمال السياحية للجهات المعنية لضمان ثبات ديمومة السياحة في الحاضر والمستقبل وكيفية استدراج المستثمرين بإزالة التعقيدات الكثيرة التي تثبط عزيمتهم .

والنجاح هو تحقيق الأهداف والغايات السامية بالمثابرة والجهد الدؤوب الذي لا ينقطع و لا يقبل الرضوخ للمغريات والمعيقات التي تحول دون ذلك لان النجاح هو الحلم الذي يتوج به صاحبه ويسجل له كثمرة الصدق في العمل المتسم بالتواضع والصبر وتحمل المشاق، وهو هدف كل مجتهد لديه رؤية وأفق بكيفية وضع البرامج لتنفيذ المخططات التي تقع ضمن الجداول ذات الاختصاص والمهنية والصانع الماهر هو الذي يعرف أدواته.

أخي المسؤول من أوجب الواجبات هو الوفاء بإخلاص ... للوطن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات