إمام المسجد و" الكباريه "


مصر تعود لحقبة عبد الناصر بكامل تفاصيلها حكم للعسكر ومنع الرأي الأخر من الظهور وقمع الإخوان وفتح باب الأزهر كمرجعية للعسكر والإصرار على أن الأخر هو ضد " مصر " أم الدنيا ، وبدء ظهور الاحكام الانتقامية من الأخر " 17 سنة " سجن لطلاب جامعات ، وأخيرا الرجوع لحضن الروس ومن اوسع الابواب ومباشرة بصفقات اسحلة تمولها دول خليجية وبهدف رئيسي لها هو الإبقاء على حكم الفرد الرمز في مصر كي لاتكون هي الوحيد التي يحكمها فرد " عائلة " في واحة الربيع العربي ، وقصة شارع الهرم وكباريهاته تعيد للذاكرة فترة حكم السادات وجملته المأثورة " من يكسب في عهدي يكسب طول عمره " ..

ليبيا دولة ألا دولة يحكمها مليشات لاتختلف عن حكم القذافي " الدموي " وتصر على أن ثورتها قد سلبت منها وأنها صاحبة الحق بقيادة الدولة بعد الثورة ،وسيطرتهم على مناطق كثيرة من المدن البعيدة عن العاصمة وفرض نفوذهم المسلح على الدولة نفسها وعودة ليبيا لقبائلها قبل حكم القذافي يؤكد أن ليبيا اليوم هي ليبيا ما قبل القذافي بفترات طويلة ، وفي حادثة القتل الجماعي "42" قتيل في يوم واحد لدليل واضح على فضل محاولة دول الاستعراض الاعلامي للثورة الليبية " قطر واروبا " قد فشلت في الاستمرار بهذا الدور واصبح الاعلام الأخر له حضوره في ساحة الخبر الليبي ، واليوم كذلك هناك من يريد كسر أكواب الخمر التي وضعها القذافي على مدخل مطار طرابلس وتحتها جملة تقول " نحن لانشرب الخمر " كي يعيد لليبيا بريقها المتوسطي .

سوريا وبعد اثنى عشر عاما من حكم الابن الاسد ووصول سوريا لدرجة متقدمة في مجالات عدة كالصناعة " المحلية " واكتفاءها الذاتي وانخفاض أو أنعدام مديونيتها وبدء المواطن السوري في إمتلاك الكثير من الوسائل الترفيهية تم ارجاعها بأسم الديموقراطية " المخملية وذات الفنادق الخمسة نجوم " لسوريا ما قبل الاسد الأب بل أبعد من ذلك بكثير ، والذين يتمنطقون بالتاريخ من خلال مقولة أن الثورة يأتي بعدها حكم الديكتاتور ويليه الديموقراطية نقول لهم أن الثور السورية أحضرت معها مئات من الديكتاتورين وأصبحت بلد يحكمها الأخرين بالريموت كنترول من غرفهم المخملية وهم يراقبونها من بين أفخاد نسائها من بقايا " الكباريه " السوري .

اليمن العربي " شبه السعيد " جمدت ثورته وتم إغتيالها بأقذر الأدوات التي يتم من خلالها الضحك على الشعوب " إنتخاب رئيس للجمهورية وهو المرشح الوحيد " ، وقامت دول عربية أخرى بطمر جمر الثورة اليمنية بالتراب وهي تعلم أن هبة هواء قوية سوف تكشف ما تحته من نار وليس رماد ، واليوم تعود بدايات الثورة اليمنية " الأحمر " من جديد ينادى باليمن ليصبح يمنين ويتم شطب كل صفحات الثورة " ربيع اليمن " وهناك الكثيرين ممن ينتظرون أن يصبحوا هم كتاب تاريخ اليمن الجديد " ايران ، دول الخليج " وقاته .

وتونس غادرها " العراب " وتركها لأمام مسجد كي يدير نادي ليلي ومسجد في نفس الوقت " مظاهرات القُبل والصدور العارية "، وتاهة بوصلتهم مع التاريخ الطويل لتونس المتمثل بنادي ليلي بعد بيروت السبعينيات للخليجين ومترفي النعم من حكام العرب ، واليوم تونس كبركان لايعلم أحد متى تندفع أولى حممه النارية كي تحرق الأخضر " تونس " واليابس والجميع بإنتظار إنهتاء ما يحدث في مصر ،وربما تجربة مصر فيها بعودة حكم الرجل الواحد وإرجاع رجال المساجد لجحورهم وفتح ابواب النوادي لأصحابها .

والذي بقي من ساعة العرب " مكانك سر " دون تقدم أو تأخر مجموعة من الإمارات والممالك أحاطت بنفسها برجال دين منحوها الولاية الألهية على البشر " سكانهم " وأخذوا من القرأن ما يضمن بقائهم والقوا " إستغفر الله " بما تبقى في أدراج مغلقة بمفاتيح يحرسها جني عربيد ، وقدموا للساعة العربية " الأخرى "كل ما تحتاج من طاقة وقوة كي تستمر بالرجوع للخلف وتفقد إنتظامها وتقدمها الطبيعي كي تكون النهاية بجملة واحدة فقط ساعة " معطلة " أفضل من ساعة تفقدك الشعور بالزمن وهل يستطيع إمام مسجد أن يدير كباريه ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات