أمام الجميع: ما الذي طالبْنا به الإخوانَ؟


في مرحلة الحراك النقابيّ الذي هدف إلى إحياء نقابة المعلمين،انهال علينا كثير من التنبيهات والتحذيرات ،تنذرنا بخطورة سيطرة الإخوان على نقابة المعلمين فيما لو تمّ إحياؤها ، حينها كنّا نجيبهم مدافعين (مغرورين بخطاباتهم الرّنّانة) : هم أحد مكوّنات المجتمع والعمل السياسيّ الأردنيّ، ولا بدّ لمشروعهم أن يكون منسجما (بالحد الأدنى) مع قضايانا في تحقيق طموحات المعلمين،ودفاعنا هذا مُوثّق في أكثر من وسيلة إعلاميّة، مرئيّة ومسموعة.

في المحصّلة، وُلدت النقابة وخرجت إلى النّور، وجاءت الانتخابات ضمن نظام انتخابيّ لصّ، أخرجه انتهازيون لا يملكون أدنى مقوّمات العمل النقابيّ، ولا يعنيهم إلا ما فيه دفءٌ لذواتهم وأطماعهم ،مما قاد إلى استحواذ الإخوان وبعض التابعين لهم على جسم النقابة، وحتى ذلك الوقت لم يكن ذلك بالمعضلة أو المصيبة (باستثناء النظام الانتخابيّ وبعض مواد القانون)، إلى أن بدأ العمل، فظهر المخيف وثبتت الرؤية وبدأ الخلاف، والسؤال هنا : لماذا بدأ ذلك الخلاف؟ وما الذي طلبناه من الإخوان فرفضوه؟

أربعة مطالب أسست لمرحلة الخلاف وكشف الحقائق:

أولها: طالبنا بنظام داخليّ، ينظم عمل النقابة،كمؤسسة بنى عليها المعلمون - ولعقود عديدة - آمالهم وطموحاتهم نحو التغيير، فكان الجواب : إمّا نظام متخلّف، نفصّله لخدمة مرجعيتنا الحزبيّة، وإمّا تعطيل إقرار النظام الداخليّ،وبالتالي العمل ضمن تعليمات مثيرة للعَجَب في زمن أهل العَجْب.

ثانيها : طالبنا بنظام انتخابيّ عصريّ، عادلٍ، يقوم على مبدأ النسبيّة،ممثلٍ لكلّ أطياف المعلمين،ممهدٍ لصورة مشرقة لما نطالب به في القوانين الانتخابيّة على مستوى مؤسساتنا التشريعيّة والتنفيذيّة في الأردن، فجاء الجواب على عجلٍ : لا للنسبيّة وعدالة التمثيل، نعم للإقصاء والتفرّد،ليؤكدوا على أنّ ما يقولونه وينظرونه ويطالبون الحكومات به ما هو إلا كلاما يهدف الوصول للسلطة ،ومن ثمّ ليّ عقارب الزمن إلى الوراء، وقيادة مرحلة من القمع المشروع من وجهة نظرهم.

ثالثها: طالبنا بتوحيد صفّ المعلمين، وحذّرنا من خطورة انتهاج سياسة شقّ الصفّ وخلق الاصطفافات على قوة النقابة ومكانتها المأمولة، فجاء الجواب مقزّزا : نعم للاصطفافات ولنقابة ترعى مصالح جماعة بعينها،دون أدنى محاولة أو اهتمام بوحدة صفّ المعلمين وقوتهم.

رابعها: طالبنا بأن تقوم النقابة بفتح ملفات مصيريّة وحاسمة في حياة المعلمين الوظيفيّة والمعيشيّة،كملف خدمة المعلمين وتقاعدهم،وملف توقيف المعلمين وحمايتهم وملف الصناديق وملف الترفيعات وملف الإجازات وملف التأمين الصحيّ وملف القطاع الخاص المثقل بالثلبة وغيرها الكثير، فجاء الجواب باهتا : فتحنا لكم خطوط أمنية للتحدث بلا حدود وخارج الزمن (حوالي 25 ساعة في ال 24 ساعة في اليوم )، وفتحنا لكم أبواب البنك الإسلاميّ، لتوغلوا بالقروض الربويّة،وفتحنا لكم أبواب الفنون، لنطمركم بصورنا وبأخبار بطولاتنا الدونكيشوتيّة، وفتحنا لمجموعاتنا والمحسوبين علينا، نهرا من الطرود الخيريّة ،من سكرٍ وزيتٍ وأرزٍ ، وفتحنا لكم أبواب الجنّة مع مكاتبنا السياحيّة، لتنقلكم إلى العمرة والحجّ، بحافلاتها المكيّفة، بدلا من جمال وخيل غيرنا.
إليهم أقول : شكرا لأنّكم قدّمتم مشروعكم مبكرا، ومن خلال النقابة لا من خلال السلطتين: التشريعيّة والتنفيذيّة، شكرا لأنّكم كشفتم لنا وجهكم الحقيقيّ، لنبدأ مرحلة نضال حقيقيّ وجادّ، في وجه مشروعكم الدكتاتوريّ، القمعيّ،الإقصائيّ.

لنتذكر دائما أنّ أدولف هتلر النّازيّ،كان أيضا زعيما لحزبٍ وطنيّ، وصل إلى السلطة أيضا عن طريق الصندوق(الشرعيّة).

هذه مطالبنا يا سادة وهذه إجاباتهم ، وهذا وجههم الحقيقيّ، فهل من مُدّكِر؟



تعليقات القراء

م ياسين الطراونه
مبروك عليكم نقابة المعلمين والتي هي اخت نقابة المهندسين .... هذه النقابات ما هي الا مقرات لجماعة الاخوان المسلمين
اؤكد ايظا ما قاله الكاتب بان هتلر ايظا وصل عبر صناديق الاقتراع
الاخوان يريدون قانونا انتخابيا يختلف عن الانتخابات في النقابه
همهم الوحيد مصلحتهم وجماعتهم ومن يدور في فلكهم واقصاء البقيه
12-11-2013 09:40 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات