غوانتنامو العراقي (11) الف معتقل


اعلنت القوات الامريكية في العراق انها ستسلم السلطات العراقية (11) الف معتقل عراقي موجودين في سجونها, بالطبع هؤلاء جميعا إما سياسيون او من رجال المقاومة, هذا العدد وصل في السنوات الاولى للاحتلال (60) الف معتقل, واذا اضفنا الى هذه الارقام المذهلة, ما يوجد في سجون الحكومة العراقية, وكذلك عدد القتلى والجرحى العراقيين الذين سقطوا منذ الاحتلال الذي بلغ حتى عام 2006 (مليون قتيل عراقي) حسب نشرة (الانست) البريطانية. فاننا نكون امام وقائع مذبحة وحملة تصفيات وابادة تعرض لها الشعب العراقي بسبب ذنب لم يرتكبه.

في خطابه الموجه للمسلمين من جامعة القاهرة قال الرئيس الامريكي عن الحرب على العراق: »هذه حرب بدأناها نحن« ومثل هذا الاعتراف لن يغير شيئا من ذاكرة العراقيين والعرب والمسلمين التي رأت في حرب بوش على هذا البلد العربي اعلى درجات الاستعمار والغطرسة والعنصرية والتعطش لابادة الشعوب الاخرى.

في خطاب له امام مؤتمر المحاربين القدماء في بداية ولايته الثانية, قال جورج بوش: » ان الحرب التي نخوضها في العراق اكبر من مجرد نزاع عسكري, انها الصراع الايديولوجي الحاسم للقرن الحادي والعشرين« واذا كان من الخير لشعب الولايات المتحدة وشعوب العالم العربي والاسلامي أن رحل بوش وهُزم تيار المحافظين الذي يقوده فان عملية (تنظيف القمامة) خلفه لا يمكن ان تتم فقط من خلال الجمل البليغة ل¯ »اوباما« التي اسمعها للعرب والمسلمين من القاهرة, فكيف سَيُقْنع الرئيس الامريكي الجديد شعوب المنطقة بأنه عازم على فتح صفحة جديدة اذا كان لا يزال يمارس مهمة السجان في العراق.

معتقل ابو غريب اشد فظاعة وهولا من معسكر غوانتنامو وهو لا يزال مزدحما بالسياسيين والرافضين للاحتلال, ولم يتم حتى اليوم تقديم اعتذار للشعب العراقي عن الفظائع التي نشرت عنه في الصحافة الامريكية, واكثر من ذلك, لقد منع اوباما مؤخرا نشر افلام عن انتهاكات في معتقل ابو غريب تتضمن مشاهد اغتصاب للنساء والمعتقلين.

ان كل القيم الامريكية التي تحدث عنها اوباما في خطابه من القاهرة لا تنسجم ابدا مع إقدامه على تسليم (11) الف معتقل سياسي لحكومة المنطقة الخضراء. وهي تتعارض مع اعترافه بانها حرب بدأها الامريكيون. فما يحتاجه العراق كي يتعافى من هذه الحرب الاجرامية هو مهمة الولايات المتحدة ومهمة اوباما بالذات اذا اراد ان يكون صادقا مع طروحاته ومبادرات حسن النوايا تجاه الشعب العراقي.

لا يتعافى العراق بمجرد انسحاب القوات الامريكية, انما بالعمل على اعادة التوازن على ساحته الوطنية, بدءا باطلاق سراح المعتقلين السياسيين جميعهم ومنحهم فرص المشاركة في اعادة بناء الدولة.

كما ان العراق سيتعافى اذا ما عمل الامريكيون بجدية كبيرة الى اعادة الوحدة للبلد الممزق وبالتخلي عن سياسة دعم ومساندة طرف ضد آخر, في مقدمة ذلك, الرعاية المنحازة للمشروع الكردي الذي يهدد الكيان العراقي.

مرة اخرى, لا يستقيم حديث اوباما عن اغلاق غوانتنامو, بينما يريد تسليم (11) الف عراقي الى سجون حكومة »الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود«.0

 


taher.odwan@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات