شعرة معاويه .. المقص


هناك بلا شك علاقه قائمه بين انظمة الحكم والشعب ... هما ليس فريقين ... هما فريق واحد .. ولكن جرت سنة الحياه على ان يكون هناك من يقوم على ادارة الدوله او الكيان او المجتمع لتنظيم حياة الناس .. والعلاق قائمه على اساس تجاذبات والتي بالنهايه تصب بالصالح العام ... هي علاقه اشبه ( بشعرة معاويه ) والتي تتعرض ( للشد والرخي ) بين الاطراف ... ومن هنا نسأل .. كيف كانت شعرة معاويه ( ما قبل الربيع العربي ) بين الانظمه والشعوب ؟ ... كانت موصوله بشكل كامل ولم تتعرض للقطع .. فكانت انظمة الحكم بمجملها ( تشد ) هذه الشعره والشعب هو من كان دائما (يرخي ) فلم تنقطع ... وهناك كان توازن ببعض الانظمه والشعوب وهي حالات نادره فيما بينها بعملية الشد والرخي فأيضا لم تنقطع ... والأن ... بعد ان جاء الربيع العربي ماذا حصل ............

1- ( مصر وتونس ) ... قام ( حسني مبارك وزين العابدين / نظام الحكم) بترك والتخلي عن ( الامساك ) بطرف شعرة معاويه من طرفه وترك الشعره كلها للشعب الممسك بالطرف الاخر ... فتحرر طرف شعرة نظام الحكم مما أدى الى ( تقاتل ) الشعب فيما بينهم من يمسك بهذا الطرف الشاغر من شعرة معاوية .. الكل يريد ان يحل محل نظام الحكم بالامساك بطرف شعرة معاويه الشاغر... ولا زالا للحظه هذه يتقاتلون على من يمسكها ولا زالت شاغره وستبقى شاغره وان امسكها احدهم سرعان ما ستفلت منه او يتخلى عنها او ينزعها منه الشعب او ربما تقود ان يقطعها الشعب ونظام الحكم لندخل بمفهوم وتفسير اخر حول وضعية شعره معاويه التي الم بها.

2- ( سوريا ) ... قام ( بشار الأسد / نظام الحكم ) ( بقطع ) شعرة معاويه .. فأحتفظ هو بالنصف ( والشعب ) احتفظ بالنصف الباقي من شعرة معاويه ... فاصبح لكل منهما نصف شعرة معاويه ... ( بشار الأسد ) ممسك بطرف نصف شعرة معاويه والطرف الاخر تحرر .. فهو يبحث عن ( شعب ) يمسك الطرف الاخر من نصف شعرة معاويه ... والشعب يملك الأن نصف شعرة معاويه المقطوعه فتحرر طرفها من جهة نظام الحكم .. والأن الشعب يبحث عن ( نظام ) حكم يمسك طرف شعرة معاويه المقطوع .. نظام حكم بلا شعب .. وشعب بلا نظام حكم ... والأن ... لا يمكن ارجاع ( والصاق) الشعره المقطوعه بين نظام الحكم السوري والشعب السوري ... ولا يمكن ان يتخلى كل منهما عن نصف الشعره التي يملكها .. وان تخلى احدهما عن نصف الشعره ليعود ويمسك بالطرف الاخر المقطوع ان ككان من جانب نظام الحكم او من جانب الشعب (ستقصر ) الشعره ولم يعد هنام مسافه للشد والرخي فيما بينهما بل سيصبحان وجها لوجه .. وهذا الاحتمال صعب ... الا اذا ( تقسمت سوريا الى جزئين .. جزء يأخذ بشار الاسد نصف شعرة معاويه معه الى الجزء الاول ويجد له شعب يمسك بطرف الشعره التي يملكها ... وجزء يأخذه الشعب فيجد او يستحدث نظام حكم له ليمسك معه بطرف الشعره المقطوعه .. وسيبقى الحال على هذه الشاكله كل منهما يملك نصف الشعره ولا ندري الى اين ستؤول الامور .. وربما انصاف شعرة معاويه تتقطع ايضا من جديد لتصغر يوما بعد يوم اكثر فأكثر حتى يستحيل بعدها ان تجد مكانا تمسك به احد اطرافها .

3- ( اليمن ) .. قام ( علي عبد الله صالح / نظام الحكم ) بأخذ شعرة معاويه معه كلها .. الشعب تخلى عن شعره معاويه وترك ( الامساك ) بطرفها الاخر بعد اصرار ( علي عبد الله صالح ) على اخذها معه واجبار الشعب عن التخلي عنها ... وما حصل انن الشعب اليمني الأن لا يملك شعرة معاويه نهائيا .. لا هو ممسك بطرف ولا يوجد نظام حكم يمسك بالطرف الاخر .. ولا يوجد نية لعلي عبد الله صالح بمنح هذه الشعره الى الشعب ومن ثم يقوم الشعب بأيجاد نظام حكم يمسك الطرف الاخر... اختفت الشعره مع علي عبد الله صالح كما هو اختفى من الساحه السياسيه .. الشعب بحالة تخبط .. هل هو مستعد لتوحيد صفوفه اولا ثم السعي لخلق او ايجاد شعره جديده يمسك بطرفها ومن ثم يجد له نظام حكم يمسك بالطرف الاخر من شعرة معاويه المستحدثه ؟؟؟ .. هذا صعب بالوقت الحالي ... وقد يتم استحداث وخلق اكثر من شعره معاويه بالارض اليمنيه عدة شعوب وعدة انظمة حكم .. والحال اليمني لا يقل سوءا عن الحاله السوريه .

4- ( ليبيا ) ... قام ( معمر القذافي ) منذ بداية حكمه انه ( لم يخلق ) بالأساس او من الأصل شيء اسمه ( شعرة معاويه ) بينه (نظام الحكم ) و ( الشعب الليبي ) .. لم تكن موجوده بالاصل .. كان هناك فاصل بينه وبين شعبه .. وقد انشأ لهم او اوجد ( الكتاب الاخضر ) ليحتكموا فيما بينهم على اساسه .. واوجد محاكم وسلطه لا مركزيه بين مكونات شعبه تحكم بعضهم بعضا .. او بمعنى اقرب كان هناك اشبه بما يسمى ( نظام حكم محلي ) غير منظور اي بشكل شفوي بين فئات الشعب وبهذا كان يسيطر ويهيمن عليهم عن بعد ( نظره فوقيه ) واوجد مسافه كبيره بينه ( معمر القذافي / نظام الحكم ) وبين شعبه التي من الصعب الوصول اليه والذي عمد الى هذا الامر ... ومن هنا عندما وصل الربيع العربي الى ليبيا كان هناك فجوه بين نظام الحكم والشعب اي انقطاع وعدم تواصل .. فأطيح به وقتل بعد ان وصلوا اليه ... والأن الشعب الليبي يريد ان يبدأ بأنشاء وخلق ( شعرة معاويه ) يمسك هو بطرفها ومن ثم يجد نظام حكم جديد ليمسك بالطرف الاخر.. لكن الادهى والأمر ان الشعب الليبي لا يعرف ولا يعلم وليس لديه معرفه او خبره بكيفية خلق هذه الشعره .. وهل هو اصلا يعلم ويعرف بأن هناك شيء اسمه شعرة معاويه يجب خلقها وانشائها لتكتمل لديهم مفهوم الدوله المبنيه على اساس الترابط بين نظام حكم والشعب وهي علاقه يجب ان تكون قائمه على اساس ( الشد والرخي ) فيما بينهما ويكون بينهما تجاذب صحي لبناء دولتهم ... الى ذلك الحين تكون شعرة معاويه قد اصابها ( الشيب والتقصف ) .

5- ( لبنان ) ... نظام الحكم اللبناني قائم على اساس ان هناك شعرة معاويه بينه وبين الشعب اللبناني .. ولكنه ليس ممسك بأحد اطرافها .. الممسك بالطرف الاول ( السنه ) والطرف الثاني ( الشيعه ) ونظام الحكم وضع اصبعه بمنتصف شعره معاويه .. احيانا يشدها بصعوبه باتجاهه ساحبا الطرفين اليه.. واحيانا ( يرخي ) قليلا لتنساب حركة ( شد ) الطرف الشيعي على حساب الطرف السني .. والعكس .. واحيانا يرخي قليلا لتنساب حركة ( شد ) الطرف السني على حساب الطرف الشيعي .... وهكذا .. ونظام الحكم اللبناني على ارض الواقع ليس اي تأثير او سيطره على شعرة معاويه .. لأن اطراف شعرة معاويه الممسك بها ويتحكم بها من عملية شد ورخي هما الطرفين ( السني والشيعي ) ونظام الحكم اللبناني هو اشبه ( ببكره ) تمر من خلالها شعرة معاويه اللبنانيه التي ليس لها اي دور بعملة الشد او الرخي او الانقطاع ... وفي حالة انقطاعها سنعود الى المربع الاول ... ربما المربع السوري او اليمني او المصري او السوري ..... .

6- ( العراق ) ... شعرة معاويه بالدوله العراقيه بين الطرفين ( نظام الحكم / والشعب ) قد وصلت الى اقصى درجات ( الشد ) وهي بأي لحظه معرضه للأنقطاع .. حتى ظهرت على شعرة معاويه اعراض التفسخ والضعف الى اقصى درجه ... واذا تعرضت للأرتخاء من احد الطرفين هذا يعني مباشرة وفورا أن أي عملية شد اخرى لهذه الشعره يعني بكل تأكيد وبدون تراجع انها ( ستنقطع فورا ) ولم يعد لها القدره ان تخضع مره اخرى لأي عمليه شد ... فهي بكلا الحالتين ستنقطع يعني ستنقطع .. وشرحنا ما معنى الانقطاع اي دخول بالمجهول والتخبط والفوضى .

7- ( السودان ) .. شعرة معاويه فيما بين نظام الحكم والشعب السوداني تمتاز ( بالطول ) والتي في حالة الشد او الرخي من اي طرف تحتاج الى وقت ليصل تأثيرها للطرف الأخر ... وعملية الوقت هذه تفسح المجال للطرفين بالتفكير والمراجعه وبناء ردود الفعل البطيئه والتي بدورها تصب بتصحيح الاخطاء فيما بينهما او التجاوزات او البحث عن اليه توافق تخدم الطرفين دون وجود اي نيه للقطع ما دام هناك تجاوب من الطرفين.. وهذا يساعد بجميع الاشكال الطرفين ان تبقى العلاقه قائمه فيما بينهما فتره اطول ولكن اذا رغب احدهما ( بقطع ) شعرة معاويه فيما بينهما سيعمد الى توالي ( الشد ) المتكرر والمستمر والتي ستقود بالنهايه الى انقطاع شعرة معاويه فيما بينهما .

8- ( الاردن ودول الخليج والمغرب والجزائر ) ... شعرة معاويه لم تنقطع .. وهي تتعرض لعملية ( الشد والرخي ) بطريقه سلسله ومتوازنه تضمن استمرار العلاقه الصحيه القائمه بين انظمة الحكم / والشعوب .. والجميا اصرار الطرفين على ان لا تنقطع وبالعكس قد يكون هناك بحث عن وسائل تمتن وتقوي من هذه الشعره من اي انقطاع لتزيدها صلابه وقوه ... الخوف ليس من الطرفين .. فكلاهما يفهم ويعرف دوره جيدا ... لكن الخوف من ( المقص الخارجي ) المفاجئ او المبطن او المخفي او الظاهر .. ومع هذا ان تعرضت شعرة معاويه للأنقطاع من فعل خارجي او داخلي غير محسوب وليس ممسكا [احد الاطراف هذا لا يعني الدخول بدائرة المجهول وان ستظهر بعض سلبياته .. لكن قيادات حكيمه وشعب واعي يستطيع ان يعيد اللحمه فورا ويبني مائة الف شعرة معاويه جديده بين هذه الانظمه والشعوب لأن العلاقه القائمه فيما بينهما مبنيه على اسس صحيه وقيم ومبادئ ثابته وذات تجربه وخبره وحكمه ومعرفه ومحبه والتي على اساسها فورا سيتم بناء جسور فيما بينهما .. هذا في حالة ان بقيت العلاقه قائمه على هذا الاساس ولكن ان تغيرت نوايا كل طرف وتقوقع على نفسه .. هنا لا يضمن احد ما مدى تأثير ( المقص ) في الفصل الكلي او في مدى تجاوز تأثيره... هذه يعتمد على مدى استمراريه العلاقه الصحيه فيما بينهما .

9- ( فلسطين ) ... شعرة معاويه بين نظام الحكم والشعب الفلسطيني ( قطعت الى نصفين ) ... فقصر طول الشعره ... طرف يمسك به ( السلطه الفلسطينيه / ابو مازن ... والشعب الفلسطيني بالضفه الغربيه ) ونصف الشعره المقطوعه الاخرى مسك احد اطرافها ( حركة حماس / مشعل ... والشعب الفلسطيني بغزه ) ... فقصر طول شعرة معاويه بعد انقطاعها جعلها ( قصيره ( قصر المسافه بين نظام الحكم والشعب)/ اكثر متانه نسبيا / الالتصاق المباشر في حالة الرخي / صعوبة الانقطاع بحالة الشد / التوتر المستمر الناتج عن قصر الشعره / الخجل من هذه الرابطه والمتضمنه بقصر الشعره مقارنة مع الدول الاخرى التي تملك طول شعره معتدل وقياسي وصحي وطبيعي بين انظمة الحكم وشعوبها / الخجل من وجود اربع اطراف يمسكون بشعره واحده مقصومه والتي انقطعت ) ... وبهذه الحاله لا مفر من رمي وقذف هذه الشعرات ( الشعرتين ) القصيرات وايجاد فوري شعره معاويه جديده وصحيه ومنطقيه واحده لها طرفان فقط ( الشعب الفلسطيني داخليا وخارجيا / وبين نظام حكم يتم التوافق عليه ) لتعود العلاقه صحيه اسوة بالدول الناجحه وألا ستبقى النظره العالميه لهذه الانقسامات نظره ناقصه مثيره للشفقه والتي تعطي انطباع بأن ( نصف دوله ) انقسمت الى (ربعين ) كل ربع دوله بمنطقه لها نظام حكم وشعب .. وذلك كله على حساب القضيه الفلسطينيه وعلى حساب الشعب الفلسطيني الداخل والمهجر .

10- (الدول الغربيه واميركا )واسرائيل / مجازا ) ... شعرة معاويه بين انظمه حكمها وشعوبها هي شعره صحيه ومنطقيه ومكتمله وتتعرض للشد والرخي ولا يسمح لأحد بأن يقطعها داخليا ولا خارجيا وهي تتغير بأستمرار وتستبدل بشعره قويه متينه اذا اصاب الشعره الحاليه الاهتراء او الضعف قبل الانقطاع يتم تغيرها والتنوع بها وهذا التنوع واستبدال شعره معاويه يشير ضمنا الى تنوع الاحزاب التي تصل الى سدة الحكم وبغض النظر عن نجاح الحزب او فشله في ادارة الحكم لكن الشعره تتبدل وتتغير باستمرار بأراده شعوبها بحثا عن من يحقق لها طموحاتها وامالها.

هذه هي شعرة معاويه .. يعتبر معاوية رمزًا للدهاء والسياسة وكانت العرب تضرب به المثل في ذلك و لعلّ أشهرها مصطلح شعرة معاوية، وهو كناية عن حسن السياسة أو الدبلوماسية في المصطلحات الحديثة ولذلك كان يقول: (لو أنّ بيني وبين الناس شعرة ما أنقطعت، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها شددتها) .

ملاحظه : شعرة معاويه يفترض ان يعمل بها بكافة المجالات وبكل موقع وبكل علاقه قائمه بين الافراد انفسهم او بين غيرهم ... واستسمحوني عذرا لتكرار كلمة ( شعره ) بالمقال ولكن كان هذا للضروره .
والسلام عليكم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات