حقيقة الانتخابات التكميلية في العاصمة عمان


قُدر لي ان اكون لاول مرة منذ عام 2000 خارج حلبة صراع الانتخابات البرلمانية والبلدية , وشاهدت بأم عيني وفي بث حي ومباشر ما لم يكن بالحسبان , وما كنت اكذبه وانفيه فيما سبق من اشاعات شراء الاصوات وحقيقة تواجد المال السياسي في اللعبة الديمقراطية , فاضطررت مرغماً الى تصديق عيوني بعد أن لمست الواقع ولامست الحقيقة التي تؤكد على وجود المال السياسي بقوة في الانتخابات التكميلية , وخاصة في منطقتي جسر المربط على امتدادها وامام مدرستي الشريف حسين في ماركا واروى بنت عبد المطلب في ضاحية الامير حسن, وكان ذلك يتم وللاسف بعلم المرشحين الذين رفعوا اسعار البورصة من 10 دنانير في الساعة التاسعة صباحاً الى 75 دينار قبيل اغلاق الصناديق بقليل , وعلى مرآى من رجال الامن ورجال الهيئة المستقلة للانتخابات الذين كانوا يجولون المنطقة الانتخابية بجولات استهلاكية للاعلام فقط .

دعونا نتكلم بصراحة فقد اعيانا الصمت , وادمتنا شعارات الصمت خوفاً وحرصاً على امن الوطن , فما شاهدته من عمليات شراء واسعة للاصوات لاكثر من مرشح كان اكبر من صمتي , ولا يجوز اخفائه حرصا على الاردن , فالاردنيين الشرفاء تمزقت قلوبهم وهم يرون في كل جولة برلمانية صعود نجم فلان وهبوط نجم علان, فقبلوا بالواقع المرير ونتائجه رغم ظلمه لانهم لا يملكون حولاً ولا قوة.

نعم كانت انتخابات مشوهة رغم المصداقية الكبيرة التي اجريت بها عمليتي الاقتراع والفرز داخل الغرف المغلقة , فقد كان فيها الكل يكذب ويُجبر من هم أضعف منه أو محتاجون إليه على تصديقه، فالحكومة تكذب، والمؤسسات العامة والخاصة تكذب والإعلام يكذب وغالبية الناخبين يكذبون، حتى أن الأطفال الأبرياء الذين شاركوا بالحملات الانتخابية أصبحوا بارعين في الكذب متقنين له, فاخترعوا المرشحين للكذب شهادات وتسميات مزركشة اسموها ( مؤازرة، وفزعة, ونخوة).

انها الحقيقة التي كانت حاضرة في عقول كل من شاهدها في انتخابات الدائرة الاولى في العاصمة امس , ولم يحس بطعم مرارتها إلا من رأى الناس الشرفاء الذين خاضوا معركتها بشرف وامانة ونزاهة وهم يبتلعون الأكاذيب بصمت , حتى اضطروا الى الكذب بكل صدق لمسايرة الانتخابات , والى مخادعة الوطن والحقيقة بكل امانة لكي لا يفوتهم قطار السباق , فصدقناهم كناخبين رغما عنا, فاذا كنا نسمع بأن حبال الكذب قصيرة , فاننا ندرك بأن هنالك الكثير من الكذابين تمتد كذباتهم على الناس سنوات طويلة , دون أن يجرؤ أحد على الجهر بتشكيك صدقها, فالكذبة ستبقى كذبة مهما جمّلها الناس وزينها مُطلقها.

فلقد سئمنا الترويج للفكر الغربي والاخذ بنصائحهم والاقتداء بممارساتهم , في الوقت الذي لا نقبل به إلا بنقيض ما اخذناه عنهم, فاذا كانت الديمقراطية في وطني الاردن تتم بالطريقة التي شاهدتها في انتخابات العاصمة التكميلية, فبئس التشبه والمتشبه بهم.

فإلى متى سنبقى في الاردن بشراً ضعفاء لا نتقن غير اللغة الضائعة الخرساء؟؟؟ , والى متى ستبقى حروف فكِرنا مزورة لا تكشف غير نقيض الاشياء؟؟؟ .

وقفة للتأمل : لله درك يا احمد مطر فقد صدقت حين قلت فينا: " نافق , ثم نافق , ثم نافق فماذا في النفاق اذا كذبت وانت وصادق؟؟؟, نافق ثم نافق ليرقى فوق جثتك المنافق".



تعليقات القراء

رهين المحبسين
أرجو أن توضح لنا يا قرعان ما صفات ألأردني الشريف والأردني الخائن وعلى أي مقياس تحكم و تقيس به الشرف والخيانة فأنت ما تنفك ان تكتب مثل تلك العبارة خصوصا عندما تتعلق الأمور بالمنابت والأصول ودائما ما تتعلق الأمور بها بالنسبة إليك سواء في كتاباتك او بحايتك العادية وتعاملاتك حتى على ما أظن باحلامك ايظا فلا اعرف سبب قهرك وأدمانك على موضوع غربي النهر الذي اعتقد بأنه سيجلطك ويقضي عليك في الهاية.
11-11-2013 04:47 PM
إلى رهين المحبسين
لكل مرض دواء يا صديقيزغلا الجهل والغيرة ف للاسف لا دواء لهم
11-11-2013 08:17 PM
نون
وقفة التأمل هي وصف لحالك
11-11-2013 09:27 PM
رياض0000
رد من المحرر:
نعتذر
12-11-2013 09:46 AM
رياض0000
..
رد من المحرر:
نعتذر
12-11-2013 10:44 AM
ابن ماركا
....
رد من المحرر:
نعتذر
12-11-2013 02:24 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات