شو ، في ، ما في .. ؟


- شيخ مشايخ فاقدي الدهشة يتحداكم...؟

- ملاحظة : يُقال إن شخصاً عربوياً وجه سؤالاً لأول جهاز كمبيوتر تم تصنيعه ،،، ، وهو ما سبَّب إرباكا وعُطلا في الجهاز ، ودفع الفريق العلمي التقني الذي أنجز هذا الإختراع العظيم إلى حالة من الذهول ، وهو ذات الذهول الذي يعانيه الآن فاقد الدهشة ، الذي مرَّت عليه سنوات من الهذيان يبحث عن الحقيقة ، لعله يُمسك بالجواب على هذا السؤال البالغ التعقيد...!

- وذلك حين أراد صديقي اللدود فاقد الدهشة طرح سؤالا شبيه بِ "شو ، في ، ما في...؟" ، قياسا على الحالة العربوية الإسلاموية ، وقد وجه سؤاله للحبر الأعظم للحواسيب ، وعلى النحو التالي : "ماذا يقدح في العالمين العربوي والإسلاموي ، مَنْ مع مَن ، مَنْ ضد مَنْ ، مَنْ على حق ومَن على باطل...؟" ، وما أن أنهى اللدود سؤاله حول مجريات الأحداث في الشرق الأوسط ، وإذ بحروب تنشب بين جميع أجهزة الحاسوب ، أمريكية الصنع ، روسية ، أوروبية ، يابانية وغيرها ، التي جميعها راحت تتراشق بالأحذية ، البيض الفاسد والبندورة الخَمِجة ، ومن ثم تدلق ما في جوفها وعلى شاشاتها ما يتداوله البشر من شتائم وبذاءات وبكل اللغات ، وإذ بفاقد الدهشة يكتشف أن معشر العلماء ، المفكرين ، السياسيين والمثقفين ، ما يزالون منذ ما قبل التاريخ يعانون من حالة فشل دماغي ، والسبب ناتج عن محاولاتهم المُستمرة لإدراك ومعرفة ما يجري في الحواضن العربوية والإسلاموية .
- لماذا...؟ ، يختزل الحبر الأعظم لمعشر الحواسيب الجواب قائلا : منذ عهد عاد وثمود مرورا بعهد الفراعنة الذي شهد لغز التحنيط ، لم يظهر لغز إستعصائي آخر ، إلا اللغز العربوي الإسلاموي الذي حيَّر وما يزال يُحيِّر دهاقنة السياسة ، الإقتصاد ، الإجتماع وعلم النفس الإنساني والحيواني ، حيث لم يُنبئ التاريخ أن أمة فشلت كما فشلت الأمة العروية الإسلاموية التي تتربع الآن في حُضّن الشرق الأوسط ، هذا الشرق الذي شهد بدايات نمو العقل البشري ، بدايات الحروف المصوّرة ، الكتابة والقراءَة ، فأغنى وأزهر شعوب معظم الحضارات البشرية الفاعلة التي عاشت في هذا الشرق ، الذي ما يزال يُعتبر عاصمة العالم ، إذ ليس لإمبراطورية أن تتربع على عرش العالم ، دون أن تُهيمن علي هذه المنطقة من الكرة الأرضية ، وتنهل من معين حضارات هذا الشرق ، والتي في غالبيتها تفرعت عن الحضارة الآرامية التي تُعرف بجدة الحضارات ، والآرامية ما تزال ماثلة فينا حتى يومنا هذا ، يتحدث لغتها كثيرون في الديار الشامية ، وقد تعرضت قبل فترة قصيرة لمحاولات تدمير معالمها ، بأيدي قوى الظلام المتدثرة بعباءَة الإسلام ، البريئ منهم كما براءَة الذئب من دم إبن يعقوب عليهما السلام.

- أنا فاقد الدهشة وفاقد الدهشة أنا في حالة حيص بيص ، نتخبط في مجارير الواقع العربوي الإسلاموي ، كما هو حال كل الباحثين عن الحقيقة ومعرفة شو ، في ، ما في...؟ نتداعى في زمن الردة وتنامي الرويبضة ، نعيش في الزمن الأغبر ، الذي جعل من وزير خارجية الصهيوأمريكي إماما للحضرة العربوية الإسلاموية ، ورئيسا لمجلس إدارتها الخارجية والداخلية والقيِّم على حاضرها ومستقبلها ، فيما تُعاني شعوبنا الموت الزؤام ، تسيل دماؤنا ، تُنتهك حرماتنا ، تُغتصب حرائرنا ويموت أطفالنا جوعا كي يحظى أمير "عربوي إسلاموي...!" بقبلة ما بين فخذي عاهرة شقراء ، يا واللّيه على أمة الخذلان وحكام آخر الزمان...! يُهللون فرحا للإمام كيري لمجرد أن قال : "بناء المستوطنات في الضفة الغربية غير شرعي...!"، وهو ما اسحتق عليه الإمام كيري الشكر والثناء ، ولا بأس عندئذ من عشرين سنة أخرى مفاضات ، كما لا بأس أيضا من بعض مئات من مليارات الدولارات ثمنا لأسلحة الفشنك ، لإنقاذ الوضع المالي الصهيوأمريكي...!

- كل ما سبق من خربطة ، هذر وجنون مشروع ، بالبكاء مشفوع وذرف الدماء بدلا من الدموع ، يُعزيه فاقد الدهشة للأصنام التي صنعتها قبيلة حنيفة الجاهليه "أمريكا" من عجوة التمر ونصَّبتها حُكّاما على العرب والمسلمين ، الذين إستعبدوا شعبوبنا ما ينوء عن قرن من الزمان ، حتى أصبحوا عبيدا وغلمان.

- لكن وقد تفجرت ينابيع الربيع العربي الإسلامي ، حتى أصاب أمريكا وحلفاؤها الخوف على الطفل المدلل "إسرائيل" فسرعان ما إلتهمت بعض الأصنام ، علها تمتص غضب الشعوب ، فبدأت بالصنم التونسي ، المصري ، الليبي واليمني ، فيما الصنم السوري علق في حنجرتها "زورها" ، لأن تكلفة إبتلاعه أكبر من أن تهضمها الأمعاء الأمريكية ، الأوروبية والدولية ، فسارعت إلى خطط مُغايرة ، تُساير هنا وتقرص هناك ، تداعب هذا وتشد ذيل ذاك ، ضربة على الحافر وأخرى على المسمار ، إبتدعت جنيف للسوري والمفاوضات للفلسطيني ، وإن إضطرت تلسع البعض وتُرضي آخرين ، وكل ذلك يفعله شيخ الطريقة الكيرية ، من أجل ضمان أمن إسرائيل وتفوقها وإتساقا مع مصالحها ، التي تُسيطر عليها وتُديرها اليهودية العالمية ، حسب ما ورد في أسفار شيخ مشايخ فاقدي الدهشة.

- لكن رُغم أن ما تبقى من أصنام "حُكام" الأمة العربوية ، وغالبيتها بايخة ، دايخة وبلا طعم ، فإن رهان فاقد الدهشة سيبقى مستمرا على فتيان ، شبان وأجيال ربيع الشعوب العربية الإسلامية النقية ، التي تُدرك أنها لن تنال الحرية والكرامة بدون فلسطين ، القدس والمقدسات ، وحتى وإن بقيت فلسطين في عُهدة الزمن لعدة أجيال لا بد يأتي زمن تُفرز فيه الشعوب قادة أفذاذ ، يؤمنون بأن كرامتهم ، عزتهم وحريتهم لن تتحقق بدون عودة فلسطين ، القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية ، وبهذا نختم ما ورد في أسفار وعلى لسان شيخ مشايخ فاقدي الدهشة الذي يتحداكم.



تعليقات القراء

محمود قطيشات
أشكرك جزيل الشكر على مقالتك التي من روعتها تدمي القلب لقد تحول الحكام الى طراطير تتقاذفهم بساطير الغرب والشرق
بئس الرجال رجل فقد كرامته ورجولته
بارك الله فيك اساتذ نبيل
09-11-2013 02:13 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات