القناة الفضائية للنقابات المهنية


قبل عدة سنوات و صبيحة ظهور نتائج انتخابات أكبر نقابة مهنية و هي نقابة المهندسين الأردنيين طلعت علينا إحدى الصحف اليومية شبه الرسمية بعنوان رئيسي يقول (الإسلاميون ينجحون في المهندسين و يخفقون في ........) و ذكرت نقابة مهنية صغيرة الحجم و التأثير عدد منتسبيها يقل عن اثنين في المائة من منتسبي نقابة المهندسين كانت انتخاباتها قد أجريت في نفس اليوم.

عندها قرر نقيب المهندسين السابق المهندس وائل السقا إطلاق (قناة فضائية للنقابات المهنية) ردا على تضييق الإعلام الرسمي على الصوت النقابي و التعتيم المتعمد على النشاطات النقابية إلى درجة رفض نشر إعلانات مدفوعة الأجر للدعوة إلى حضور بعض الفعاليات الوطنية التي تنظمها النقابات المهنية أو حتى إبداء وجهة نظر النقابات تجاه قضايا نقابية صرفة مثل معارضتها لمشروع قانون النقابات المهنية الذي طرحه وزير الداخلية الأسبق المهندس الزراعي سمير الحباشنة.

و المتأمل في هذا المشروع (الفضائية النقابية) يجد أن له مبررات عديدة غير التضييق الإعلامي الرسمي ، فنسبة كبيرة قد تصل إلى 30% أو 40% من منتسبي بعض النقابات المهنية الأردنية يعملون خارج الأردن و بالذات في دول الخليج العربي مما يجعل (الفضائية النقابية) صلة وصل فعالة بينهم و بين نقاباتهم و بينهم و بين الوطن بما يهمهم من قضاياهم المهنية و الاقتصادية و الاجتماعية.

كما أن حجم النشاطات و الفعاليات العلمية و المهنية و الثقافية و المشاريع العقارية و الصناديق التأمينية و الاستثمارية و التقاعدية و الصحية التي تحفل بها برامج النقابات المهنية بحاجة إلى أكثر من فضائية لتغطيتها و تبادل الآراء حولها فهي تستوعب إذاعة إف إم و صحيفة يومية أو أسبوعية على الأقل و مواقع إلكترونية مرموقة في عالم لم يعد فيه الإعلام موجها باتجاه واحد بل هو تبادلي تفاعلي و لم تنجح قناة الجزيرة مثلا إلا بعدما أضافت عنصر الهاتف الذي تتلقى من خلاله اتصالات المشاهدين و آراءهم في هامش واسع من الحرية.

إذا علمنا أن نقابة المهندسين مثلا في العام الواحد تقيم خمسة مؤتمرات هندسية عالمية و عشرات الأيام العلمية و ورش العمل و مئات المحاضرات و الدورات و الرحلات و اللقاءات و الزيارات و الاجتماعات و تتبادل في تعاملها المالي مئات الملايين في عشرات المشاريع و تتفاعل مع منتسبيها في عشرات القضايا فهل تعجز بهذا الكم الهائل من العمل و الإنجاز أن تملأ فراغا  برامجيا في (فضائية نقابية)؟!

إن الفضائيات اليوم أصبحت يمتلكها و ينشئها أشخاص و أفراد لا يمتلكون من الرصيد الإعلامي أو الثقافي أو حتى المالي الشيء الكثير، فهذه لطبيب و أخرى لنائب و ثالثة لعراف و رابعة لمطرب و خامسة لصاحب مسرح عرائس فلم لا يكون للنقابات المهنية قرص في هذا العرس بل لماذا لا يكون لها الصدارة و الريادة؟!

إن إعلام النقابات الحالي إعلام ضعيف و هزيل لا يتعدى بعض النشرات أو الأخبار المتفرقة في الصحف اليومية أو بعض المواقع الإلكترونية ضعيفة الانتشار، و على سبيل المثال فقد قارنت بين موقعي الإلكتروني الشخصي و عمره أشهر مع الموقع الإلكتروني الرسمي لنقابة المهندسين الأردنيين على مقياس (ألكسا) العالمي فوجدتني أنافسه بل أتفوق عليه في بعض الأحيان ضمن بعض المقاييس.

لقد شكل النقابيون قبل عامين لجنة لمتابعة تأسيس (الفضائية النقابية) و لكن هذه اللجنة تراخت في عملها و انقطعت اجتماعاتها و انشغل رئيسها فلم تنجز شيئا يذكر، و بات من الملح اليوم اتخاذ القرار التنفيذي الجريء الذي لا يحتمل التأجيل بتأسيس أول (قناة فضائية للنقابات المهنية).



تعليقات القراء

مهندس صريح جدا
واضح الهدف من الدعوة لمثل هذه الفضائية وهو هدف إرتزاقي لأشخاص. الحل هو في حل لجان النقابات كلها وإلغاء قانون إنتخابات النقابات تماما حيث تغلب عليها الصفةالحزبية والبراغماتية المصلحية وإعادة الأمور للناخب للتصويت على القرارات تصويتا إلكترونيا أينما كانوا وبخاصة المهندسين والمنتسبين في الخارج الذين تجبى منهم الضرائب السنوية ولا يسمح لهم بالتصويت وهم بالخارج وتطبيق نتيجة التصويت الإلكتروني ودون الحاجة لا لمجلس نقابة ولا نقيب وبيروقراطية وتضييع موارد النقابة في السفرات والمياومات وغيرها. وبذلك تعود النقابة لأهلها ومنتسبيها بعيدا عن فئات حزبية سواء إسلامية أم يسارية - فكلهم سيان ويسعون لمصالحهم الخاصة. أما شؤون النقابة الأخرى فهي تسير أصلا بموظفيها الحاليين مدفوعي الأجر وبدون اللجان المنتخبة التي تسعى لتسييس عملها وتلميع أشخاص لمناصب حكومية والأمثلة لا تخفى علينا من الشواهد المحيطة. ولذلك نرى بين الحين والحين إقتراحات من هذا وذاك بفضائية أو غيرها والهدف بالنتيجة شخصي ولتسخير موارد النقابة لفئات حزبية تبث سمومها. إتقوا الله وستحاسبون على هذه الأموال العامة التي تسخر لمصالح أشخاص. النقابة وجدت لخدمة وتحسين أوضاع المهندسين ورعاية مصالحهم وليس لسيطرة هذا أو ذاك من "الفاضيين" اللي ما عندهم شغل ثاني. أصبحت النقابات مجرد أوكار لمجموعة أشخاص مش لاقيين شغل ثاني. وشكرا
13-06-2009 12:09 AM
الهدف معروف
هدف الكاتب معروف و هو ان يمسح جوغ للنقابات اولا و ان يرشح نفسه ليكون مديرا لهذه الفضائية ثانبا
13-06-2009 12:34 AM
واقعية
فلنكن واقعيين القناة الفضائية لها مبرراتها و لكن فلنبدأ باذاعة محلية فتكلفتها اقل و تؤدي الغرض
13-06-2009 09:21 AM
مهندسة زراعية
الاعلام المرئي خط احمر و اذا كانت اعلانات مدفوعة الاجر في صحف تمنع فكيف ستسمح الحكومة بترخيص قناة فضائية ، فمثلا فضائية الاقصى طلعت روح العالم ، بدكم فضائية النقابات تطلع روح الحكومة
13-06-2009 04:21 PM
المهندس الزراعي جمال راتب
فكرة راقية جدا و ملحة و سيضيق الوقت البرامجي عن تلبية مساهمات النقابات فهذا برنامج ارشاد زراعي و ثاني للمهندسين حول ارشاد المواطنين في السلامة العامة و مشاكل انشاءات المباني و ثالث برنامج طبي و رابع قانوني لتوعية المواطن بحقوقه و خامس صيدلاني حول الغذاء و الدواء و آخر حول صحة الاسنان عدا عن المحاضرات و الندوات و أخبار التكنولوجيا
14-06-2009 05:30 AM
من اوباما الى عبيدات
مش بالضرورة تتبع السقا (حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) خلي الك شخصيتك المستقلة و اعمل اللي بتقتنع فيه و بيرضاه ضميرك اللي مازال حيا
14-06-2009 06:01 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات