تخت وصبايا وعاريه


أجزاء من عناوين ثلاثة مسلسلات سورية عرضن على القنوات الفضائية بعد إنقطاع مسلسل " باب الحارة " ، الأول بعنوان " تخت شرقي " والثاني " ارواح عاريه " والثالث " صبايا " وهنا نحاول أن نتحدث عن الدور الذي لعبته هذه المسلسلات في تشكيل ثقافة الشعوب العربية عن المجتمع السوري في جانبه المتعلق بالاخلاق والمفاهيم الاجتماعية العربية وبعيدا عن جانبها الديني الذي أصلا يرفض كل ما طرح في هذه المسلسلات الثلاثة عن علاقة الرجل بالمرأة ، وكذلك الدور الذي قامت به هذه الثقافة " السورية " التي عرضت من خلال هذه المسلسلات في تشكيل صورة سوريا " المرأة " وأثرها على ما أصاب سوريا " المرأة " بعد الحرب " الثورة " الجارية هناك ، ونحاول هنا أن نقدم فقط بعض الحبكات الدرامية في المسلسلات الثلاثة وهي حبكات قامت أصلا على وجود علاقات غير شرعية بين أبطال المسلسلات تجاوزت كافة حدود الثقافة والأخلاق العربية ومحاولة من الدراما السورية في إيجاد متسع لها وسط زخم الدراما الرتكية في شاشات العرض الفضائي العربي .
جميع المسلسلات السابقة الذكر طغى على محتواها الدرامي جانب العلاقات المحرمة شرعا وإجتماعيا بين أبطالها ، وتم الوصول في هذه العلاقات العلاقات إلى حدود " الفسق " و" الرذيلة " و" الزنا " عن طريق قيام أبطال المسلسلات الثلاثة بممارسة طقوس العلاقة الزوجية كاملة خارج إطارها الشرعي والاجتماعي ، وهنا برزت صورة سوريا " المرأة " بأنها مباحة للجميع وإن كانت قد عرضت داخل هذه المسلسلات بصورة العشيقة والصديقة والأخت والأم ، ولكن ذلك لم يعطي تلك الصورة " المباحة " جانبا إجتماعيا متقبل لأن نهاية حبكة هذه الملسلات كانت نهاية سعيدة لمثل هذه العلاقات الغير شرعية ومحاولة فاشلة لتقليد الدراما التركية التي إستطاعت أن تبرز ثقافة تركيا العلمانية " المكروهة " أصلا من قبل العرب " السفر برلك " ولكنها قامت بتسويق تركيا الأرض سياحيا وحرصت لاحقا على التقليل من لقطات شرب الخمور واللقطات الحميمية بين ابطال المسلسلات تماشيا مع طلب المنتجين العرب .
وبعكس ذلك خرجت الدراما السورية بهذه المسلسلات الثلاثة من " باب الحارة " سوريا الشهامة وأبو شهاب والعروبة ونساء الشام بعبائاتهن السود وبالعشق العذري الذي يكتفي بنظرة سريعة من وراء باب البيت إلى " التخت الشرقي " و" أورواح عارية "و " صبايا " ، وتلا ذلك أن فتحت نار جهنم على سوريا الأرض والشعب وتناثرت سوريا " المرأة " في قصص عن زواج المتعة وبيوت الدعارة ونكاح الجهاد والجمهور مايزال يحتفظ في ذهنه بصورة سوريا " المرأة " التي عرضت من خلال هذه المسلسلات الثلاثة وبعد إنقطاع صورة سوريا " المرأة " باب الحارة وسوريا " أبو شهاب " لسنوات .
وعن دور هذه المسلسلات في تشكيل ثقافة الشعوب العربية عن المجتمع السوري في جانبه المتعلق بالاخلاق والمفاهيم الاجتماعية العربية فقد حققت أثارها الوجدانية من خلال التقليل من الجانب التعاطفي مع سوريا " المرأة " لطغيان مفهوم سوريا " المرأة " اللعوب لدى هذه الشعوب ، وفي جانبها السلوكي برزت سلوكيات رجولية عربية إعتبرت سوريا " المرأة " مجرد لعبة قابلة للإستهلاك والتبديل كأي سلعة أخرى ، والجانب المعرفي قامت تلك المسلسلات بإلغاء التراكم المعرفي للدراما السورية بدء من "غوار الطوشة" و" صح النوم " وإنتهاءا في " باب الحارة" عن سوريا العروبة والشهامة والعباءة السوداء إلى سوريا اللعوبة وسوريا المفتوحة الابواب للجميع والصدور العارية .
وكأي دور تقوم فيه وسائل الاعلام في علاقتها مع الجمهور تكون النهاية صورة ذهنية سلبية رسمت عند الجمهور وبحاجة لسنوات طويلة من العمل كي تتحول إلى صورة ذهنية إيجابية ومتقبله ، وكما تؤكد الدراسات الاعلامية ودراسات علم الاتصال الاجتماعي فإن محاولة تغيير الصورة الذهنية صعب جدا وإن كنا نحاول هنا أن نطرح جانب متفائل في أن تعود صورة سوريا " غوار الطوشة " و "صح النوم " و" باب الحارة " إلى ما قبل " تخت وعارية صبايا " ويعود ياسمين الشام عذريا برائحته .



تعليقات القراء

ابو راكان
...
رد من المحرر:
نعتذر
05-11-2013 10:05 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات