" بي بي سي " والقتل فضائيا


قبل أقل من شهرين قامت قناة " بي بي سي" البريطاينة بعرض تقرير مصور عن زعيم حركة طالبان باكستان من إعداد مندوب القناة في باكستان ، وشمل التقرير لقاء خاص مع " حكيم الله محسود " وتم تصويره دون أية تحفظات فينة أو تقنية وعرضت في التقرير صور للأماكن التي يوجد بها " محسود " وجماعته وكيف أنهم يلعبون معا بإلقاء بعضهم البعض في نهر ويجلسون على قمة جبل يأكلون الفواكهة ويتحدثون .
ومنذ مشاهدتي للتقرير قلت جملة واحد فقط " هذا الرجل لن يبقى حيا لفترة طويلة " وهو المطلوب رقم واحد في باكستان من قبل الحكومة الأمريكية والحكومة الباكستانية ، وذكرني هذا الحادث بالتقرير المصور الذي أعده " يسري فوده " في قناة الجزيزة عن أحد قادة القاعدة في إفغانستان " رمزي بن الشيبه " وتم إلقاء القبض عليه بعد أشهر قليلة من قبل الحكومة الأمريكية التي رصدت لرأسه ملايين الدولارات ، وهي أيظا رصدت ملايين الدولارات لرأس " حكيم الله محسود " .
وفي حادثة قناة الجزيرة و " يسري فودة " قامت الدنيا على مقدم التقرير وقناة الجزيرة وتم الربط بينهما وبين الاستخبارات الامريكية والدور الذي لعبته قناة الجزيرة في تسهيل مهمة القيادة الامريكية في إلقاء القبض على القيادي القاعدي ورد تنظيم القاعدة بتصريح له يبرىء فيه قناة الجزيرة و"يسري فوده " من دورها المزعوم في القاء القبض على المنسق الأول لجهمات 11 سبتمبر " رمزي بن الشيبه "، واليوم قتل " حكيم الله محسود " وحرصت قناة " بي بي سي " على عرض خبر مقتله ضمن نشراتها الاخبارية مستعرضة صور من التقرير السابق ولم يتم الربط ما بين مقتله وبين التقرير السابق.
هل لعبت ال " بي بي سي " نفس الدور الذي لعبته قناة " الجزيرة " مع " رمزي بن الشيبه " في تقريرها المصور مع " حكيم الله محسود " ؟ ، سؤال لابد من طرحة لأسباب تتعلق بطريقة إعداد التقرير الذي قدمته ال" بي بي سي " عن " حكيم الله محسود " وفي هذا التقرير لم يتم أخذ أي نوع من الاحتياطات الأمنية من قبل جماعة قاعدة الباكستان من حيث أماكن التصوير ونوع اللقطات التي تم تصويرها أو وضع مؤثرات فنية تعيق عملية التعرف على المحيط الجغرافي الذي أخذت فيه الصور ، بل كانت معظم اللقطات " طويلة " وتم خلالها إستعراض الجغرافيا بكل وضوح والشخصيات التي وجدت في اللقطات لم يتم التظليل على وجوهها أو محاولة إبعادها من " الكادر " بل تم إستعراضها بكل وضوح يثير الشبهات مقدما عند عرض التقرير .
والسؤال الأخر هنا هل طلب " حكيم الله محسود" من معد التقرير أن يقوم بعملية المونتاج للتقرير مع ضمان قيامه بعدم إظهار جغرافية المكان ووجوه الافراد الظاهرين في الصور ولم يقم بذلك مقدم التقرير لهدف في نفس إدارة القناة ؟ ، وهل تنظيم القاعدة في الباكستان من الغباء بأن يخرج المادة المصورة من مواقعة دون قيامه بعملية رقابة فنية على محتوى هذا التقرير ؟ ، هي كثيرة الأسئلة التي لابد من طرحها عن العلاقة ما بين القنوات الفضائية التلفزيونية الدولية وأجهزة الإستخبارات الغربية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات