فلسطين الأسيرة


 بالأمس أفرج الكيان الصهيوني عن كوكبة من قدماء الأسرى الفلسطينيين ، فرحنا لهم ولذويهم ونقول لهم حمدا لله على سلامتكم ، وماذا بعد...؟

- الإجابة على هذا السؤال قد تحمل المُجيب إلى متاهات ، تبدأ وتنتهي بالبحث عن أعداء الشعب الفلسطيني من غير يهود ، من غير أمريكا وحلفائها وتابعيها ، فعلَّة فلسطين وشعبها منذ الأزل وحتى اليوم ، هي القيادات الفلسطينية خاصة ، والحكومات العربوية والإسلاموية عامة ، التي ما تزال تُتاجر بالقضية الفلسطينية.

- ولما كان في الموروث الشعبي "صاحبة الحاجة أولى بحملها" ، وحيث أن رخاوة ولا نقول خيانة القيادات الفلسطينية ، هي السبب الأساس فيما وصلت إليه فلسطين القضية ، الأرض ، القدس ، المقدسات والشعب إلى هذا الحال المُهين والمُزري ، فإن من غير اللائق أن نلوم القيادات والحكومات العربوية والإسلاموية ، قبل أن تعتدل مواقف القيادة الفلسطينية ، التي يُشكل تهاونها إزاء تهويد الأرض الفلسطينية ، قدسها ومقدساتها غطاء شبه شرعي للدول ، الحكومات والمشيخات العربوية والإسلاموية ، التي إبتكرت مقولة نرضى بما يرضى به الفلسطينيون ، وبذلك يتجاهلون ويتجاوزون أن فلسطين ، قدسها ومقدساتها المسيحية والإسلامية ، ويتناسون أن فلسطين هي ضمير الأمة العربية الإسلامية وعنوان كرامتها ، وأنها الحد الفاصل في أن تكون أو لاتكون.

- من هذا المنطلق سنوجه خطابنا للرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" ونكرر ما سبق وقلناه مرات عديدة .

1- حين تستمر يا أبا مازن في المفاوضات على إيقاع تزايد الإستيطان وتنامي المستوطنات ، فهذه إهانة لشخصك الكريم كرئيس لدولة فاسطين...! وعند ذلك نُذكر سيادتك أن... من يَهُن يسهل الهوان عليه ،،،وما لجرح بميت إيلام.

2- يا سيادة الرئيس...! ونحن ندعو لك بالعمر المديد ، " قف في الحياة مجاهدا،،،، فإن الحياة عقيدة وجهاد" ، ولا غرو أن نذكرك يا أبا مازن أنه لم يبق من العُمر ما تجازف به ، وأن سلفك المرحوم ياسر عرفات سبق ورفض التنازل عن 2 بالمئة من أرض الضفة الغربية...!!! ، فكيف سيكون حالك يا أبا مازن وقد تم إبتلاع الأرض ، وتهويد القدس جار على قدم وساق ، وبتسارع منقطع النظير...! ، أم أنك تعتقد أن شعب الجبارين قد إستحال شلايا غنم تسوقها إلى المسلخ بدون ثُغاء...؟.

3- إن تغييب الشعب الفلسطيني يا رئيس عن ما يجري في دهاليز المفاوضات ، كارثة ستدفع ثمنها قبل أي شخص ، جهة أو تنظيم في حال التنازل عن شبر من أرض الضفة الغربية ، كما كانت عشية الرابع من حزيران 1967 ، وأرجو أن لا يغُرَّنك صمت شعب الجبارين ، وأن لا تراهن على ضنك العيش وممارسات الصهيوني من قتل ، إعتقال ، تعذيب وتنكيل يتعرض له هذا الشعب العظيم ، فالشعب الفلسطيني قادر على مواجهة الصهيوني وبمقدوره إجتراح حالات نضالية متعددة الأشكال ، وهو الذي لم ولن يركع إلا لله القدير .

4- إن الرهان على الأمريكي لا يقل سوءا عن الرهان على الصهيوني ، فهما مجبولان من طينة قذرة ومعادية واحدة ، وإن لم يكن من الحصافة عبورك دهاليز المفاوضات بدون وقف الإستيطان ، وبدون إطلاع الشعب الفلسطيني وشعوب العرب والعالم ، على مرتكزات المفاوضات ومسيرتها والنتائج التي يرتضيها الفلسطينيون ، فإن الإستمرار على هذا النحو سيطيح بك وبكل من يقف معك عاجلا أم آجلا ، فهل أنت مستعد لهكذا هوان...؟

5- يا أبا مازن ، إن لعلعة صوتك وهديرك لحظة إستقبال الأسرى المُفرج عنهم ، لا يعني شيئا لفلسطين الأرض ، الشعب وحق العودة ، خاصة بعد أن جاء الرد اليهودي الإستيطاني ، والذي تم توصيفه بكل وقاحة أنه توسع إستيطاني ، جاء لإرضاء الشعب الصهيوني والتخفيف من حدة غضبه على حكومته بسبب عملية الإفراج عن الأسرى ، فماذا ستكون ردة فعل الشعب الصهيوني عندما تتحرر فلسطين الأسيرة...! ، وبماذا ستُرضي حكومة اليهود شعبها...؟ هل بإحتلال أراض عربية أخرى أم بطرد وتهجير ما تبقى من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية...؟.

6- فلسطين باقية ، الشعب الفلسطيني صامد ، جبار ، ومستعد للشهادة في كل لحظة وكي تكون يا أبا مازن قائدا ورئيسا لهذا الشعب العظيم ، صارحه ولا تُغيبه لأن تغييبه وتعميته سيكون وبالا عليك قبل غيرك ، وإن لم تفعل ستأتي لحظة غير بعيدة ، تردد فيها لات ساعة مندم...والله من وراء القصد



تعليقات القراء

سؤدد
ماكتبته اخ نبيل ممتاز وخاصة فيما يتعلق بالقيادات الفلسطينية وهنا ارى انك صريح وواقعي الى حد ما
اما النقاط التي ذكرت فهناك بعضا منها لابد من ان تتوقف عنده وتصيغ على كل نقطة مقالا فانا كوني غير فلسطيني ان كتبت ستقوم الدنيا وتقعد على رأسي ويتهمونني بالعنصرية وماشابه لانهم لايحبون ان يروا واقعهم المزري رغم ان غير الفسطيني يكون محروقا على مايحصل
مثال لذلك نقطة 6
الشعب الفلسطيني ليس شعبا جبارا ولايسعى لنيل الحرية كما تقول انه شهبا يلهث وراء مصالحة يبحث عن جنسية وعن منصب في دلة ما لذلك يجب اعادة تأهل الجيل الجديد من الشباب الفلسطيني وتوجيهه نحو التمسك بارضه والجهاد من اجل تحريرها بكل الوسائل فالقيادات اشبع الاجيال بان لاعودة ولا فلسطين عليكم التطيف م الشعوب الاخرى والاندماج بها واقيموا دولتكم في اي دولة وهي دعمت الكثير منهم ماديا مقابل هذا الكلام وانت تعرف هذا وكل فلسطيني يعرفه علينا ان تقف احتراما وتقديرا للشهداء والاسرى الذين قاوموا الاحتلال ليس بفضل القيادات بل لانهم مؤمنون بقضيتهم
وهناك مثلا يقول (مابحرث الارض الا اسودها ) فعلا لاقولا فصراخنا في شوارع العةاصم غير مجدي علينا العمل
01-11-2013 12:07 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات