أخيرًا، انحنت العدالة أمام الجنسية الأمريكيّة


في هذا اليوم المشؤوم؛ استبدلت محكمة التمييز الأردنية السِّجن المؤبّد للقاتلة فاتن عبد الجبّار التي تحمل الجنسية الأمريكيّة بحكم الإعدام الذي صدر من قبل. هذه المجرمة، قتلت بدم بارد الطفل أحمد هشام حميدات دهسًا ودعسًا دون وازع من إنسانيّة في الثالث عشر من تشرين أول عام 2011، وكان في نيّتها دهس أحمد وأقاربه من أطفال، بعد أن ركبت سيارتها وأخذت تطارد بعجلاتها الأطفال وهم يتراكضون هربًا، حتى اقتنصت أحمد- رحمه الله تعالى- فعصرته بين العجلات وسور أحد المنازل في الجبيهة.

حينها، تساءل كثير منّا: هل تتحقّق العدالة ويؤخذ بالمجرمة حقّ القصاص الذي شرعه المولى تعالى؟ هل للجنسية الأمريكيّة التي تحملها ذاك النّفوذ والقوّة بحيث تنحي عدالتنا أمامها ولا يُحكم على هذه المجرمة بالإعدام؟

بداية، استبشرنا خيرًا عندما حُكم عليها بالإعدام، وقلنا: إنّ قضاءنا بخير والحمد لله. ولكن صُعقنا اليوم عندما قرأنا هذا الخبر الصّادم لأمه وأبيه وعشيرته ومحبيه، ولكلّ أردنيّ شريف توسّم في قضائنا العدل والعدالة التي نتوقعها، وبألّا ينحني أمام هيلمان الجنسيّة الأمريكيّة وسطوتها ونفوذها.

نعم، هذا ما يُقال وما سوف يُقال إلى يوم الدّين. سيُقال بأنّ قضاءنا طأطأ رأسه أمام مجرمة قاتلة تحمل الجنسية الأمريكيّة. سيُقال: احمل هذه الجنسية واقتل كما تشاء فما من حسيب ولا رادع. سيُقال: أيّها الأطفال، ابتعدوا من أمام عجلات أي سيارة يقودها أمريكيّ أو من تجنّس بالأمريكية. سيقال ويقال الكثير الكثير.

إنني أشفق على من اتّخذ هذا القرار بالحكم، أشفق عليه عندما يغطّ في النّوم فيرى طفولة أحمد الطّاهرة تسبح في فضاء مخدعه قائلة له: ليش عمو ما حكمتوها إعدام؟ أشفق عليه لأن كوابيس ستلاحقه في منامه وتنغص عليه عيشه. أشفق عليه عندما يشاهد أطفاله-حماهم الله تعالى- حوله ويتذكر أنّ أم أحمد وأبيه قد حُرموا من رؤيته، ومن ثم حُرموا من العدالة على يديه.

ما كنا نخاف منه قد وقع، فضاعت العدالة وتاهت.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات