ساعتان في ضيافة المخابرات العامة الأردنية
كنت والحق يقال ,لا اعرف عن هذه الدائرة سوى ان الداخل اليها مفقود, والخارج منها مولود, ولا اعرف عن رجالاتها سوى انهم رجال شتم ولطم وبصق واتهام, ووجوههم عبوسة لا تضحك ولا تبتسم, حتى ُطلبت ذات مرة على قضية من العيار الثقيل , وكنت ارتعد رعبا وخوفا لما احمله من تصور عن الدائرة ورجالها , فكنت اعتقد وانا في طريقي لمقابلتهم , بانني في عصر الظلم والخوف , فكنت ابلع ريقي حتى قبل ان ادخلها, وقدماي لا تحتملاني من الرعب والخوف. حتى شاهدت ما لم يكن بالحسبان, فوجدت بان عصر التحريف والمبالغات والاضافة والحذف قد مضت, وان امامي شبابا علميين يعتمدون اسلوب التقنية والتوثيق الدقيق والبحث العلمي الاكثر دقة, شباب يسيرون بسرعة الريح, افكارهم كابراج المراقبة يواظبون على مراقبة الوطن صباح مساء لا يكلون ولا يتعبون يحولون الاحلام التي تجاسر عليها اعداء الوطن إلى اعمال.
وجدت رجالا لا تثنيهم العقبات ولو ظلت تتراكم امامهم اللى الابد, مهمتهم انسانية تتلخص في محاكمة الاوهام الباطلة ونزع النقاب عن المتمردين المارقين بثوب الانسانية .
أدخلوني آلى غرفة فإذا بالرجل الذي سيحقق معي, قد فرد السجادة وهّم للصلاة , وكان موعد صلاة العشاء قد حلّ, وطلب مني اٍنّ كنت اصلي أن اذهب برفقة احدهم حتى أتوضأ للصلاة, وصليت معه جماعة, واخذ يتلو من كتاب الله العزيز ((الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم, أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)) صدق الله العظيم .
ارتحت قليلا بعد سماع المحقق, واطمئن قلبي, ولم اعد ارتعد كما دخلت عليه للوهلة الاولى, لأنني ايقنت الحقيقة, وترسخت في ذاكرتي بعجالة وفطنة أمور غير تلك التي عشعشت فيها عن الدائرة ورجالاتها, انهينا الصلاة, وطلب المحقق لي كأسا من الينسون وشربته , واخذ يدردش معي بمواضيع عامة قبل ولوجه الى الموضوع الرئيس .
دار نقاش مطول بيني وبين المحقق استمر قرابة الساعتين, تبادلنا الحديث مطولا, وتكلمت ما اشاء وليس كما يشاء هو, فلمست خلال الحديث رجل طيب المعشر , حسن الخلق, ذا ثقافة علمية واجتماعية واسعة, ولا أنكر هنا بأنني تفاجئت بما رأيت وسمعت.
ولدى عودتي للبيت سألني والدي كما العادة ماذا حصل معك يا ولدي ؟ أأهانوك أم ضربوك ؟ أشتموك ,وشتموا الله أمامك؟ ابصقوا عليك؟ كم شلوت اكلت؟ كم كف معطوك؟ هل لعبوا بك كالكرة؟ فقلت مفاخرا له, لا هذا ولا ذاك يا والدي, ٍان ما رايته في الدائرة ورجالاتها يدخل في نطاق ((انهم فتية أمنوا بربهم وزدناهم هدى)).
نعم تمنيت يا والدي لحظة مغادرتي للدائرة, لو أن الله يغير ناموس الكون, لتحبل الأردنيات في العام ثلاث مرات , لينجبن امثال هولاء الرجال , الذين يأخذ الوطن منهم اكثر من 90% من اهتماماتهم وطلباتهم الشخصية, في حين إن باقي موظفي الدولة يأخذون من الوطن 90% من اجل اهتماماتهم وطلباتهم الشخصية..
غادرت محيط الدائرة, وانا اقول ٍانّ كان هناك ثـلة من أبناء الوطن يعــتــبرونكم ثعـابـين , فإني أدعوا الله أن تكونوا بحق جميعا ثعابين , تبتلع تلك الأرانب بلا رحمة ولا هوادة .
اعذرنا أيها الوطن , اعذرونا يا رجال المخابرات العامة, قد ندعو عليكم لكننا حتما سنكره من يردد خلفنا أمين.
تلك هي الحقيقة, وتلك شهادتي بكم في دائرة المخابرات العامة الاردنية, وانا لا ارتجي منكم منة ولا احسان, ولكن طبيعة الموقف والامانة التاريخية والمهنية, اقتضت انصافكم بعد أن تناثر هنا وهناك اشياء خلاف ما انتم عليه, ولاح في الافق عليكم بعض عبارات التجني. هذه رسالتي فانا احاول دائما إن اوصل شيئا غير قابل للتوصيل وان اشرح دائما ما يستعصي شرحه.
فالاخلاص للحقيقة قد يتطلب خيانة المبادئ, وانا املك الشجاعة لقول الحقيقة كما تتراءى لي, ولو كلفتني هذه الشجاعة أن أُتهم بالخيانة)).
وقفة للتامل(( اذا كان بسمارك قد قال مفاخرا بعد استلام كل سلطة جديدة عام1871 بارك الله ارضنا الالمانية , فاننا نقول بارك الله بعبدالله ارضنا الاردنية)).
كنت والحق يقال ,لا اعرف عن هذه الدائرة سوى ان الداخل اليها مفقود, والخارج منها مولود, ولا اعرف عن رجالاتها سوى انهم رجال شتم ولطم وبصق واتهام, ووجوههم عبوسة لا تضحك ولا تبتسم, حتى ُطلبت ذات مرة على قضية من العيار الثقيل , وكنت ارتعد رعبا وخوفا لما احمله من تصور عن الدائرة ورجالها , فكنت اعتقد وانا في طريقي لمقابلتهم , بانني في عصر الظلم والخوف , فكنت ابلع ريقي حتى قبل ان ادخلها, وقدماي لا تحتملاني من الرعب والخوف. حتى شاهدت ما لم يكن بالحسبان, فوجدت بان عصر التحريف والمبالغات والاضافة والحذف قد مضت, وان امامي شبابا علميين يعتمدون اسلوب التقنية والتوثيق الدقيق والبحث العلمي الاكثر دقة, شباب يسيرون بسرعة الريح, افكارهم كابراج المراقبة يواظبون على مراقبة الوطن صباح مساء لا يكلون ولا يتعبون يحولون الاحلام التي تجاسر عليها اعداء الوطن إلى اعمال.
وجدت رجالا لا تثنيهم العقبات ولو ظلت تتراكم امامهم اللى الابد, مهمتهم انسانية تتلخص في محاكمة الاوهام الباطلة ونزع النقاب عن المتمردين المارقين بثوب الانسانية .
أدخلوني آلى غرفة فإذا بالرجل الذي سيحقق معي, قد فرد السجادة وهّم للصلاة , وكان موعد صلاة العشاء قد حلّ, وطلب مني اٍنّ كنت اصلي أن اذهب برفقة احدهم حتى أتوضأ للصلاة, وصليت معه جماعة, واخذ يتلو من كتاب الله العزيز ((الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم, أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)) صدق الله العظيم .
ارتحت قليلا بعد سماع المحقق, واطمئن قلبي, ولم اعد ارتعد كما دخلت عليه للوهلة الاولى, لأنني ايقنت الحقيقة, وترسخت في ذاكرتي بعجالة وفطنة أمور غير تلك التي عشعشت فيها عن الدائرة ورجالاتها, انهينا الصلاة, وطلب المحقق لي كأسا من الينسون وشربته , واخذ يدردش معي بمواضيع عامة قبل ولوجه الى الموضوع الرئيس .
دار نقاش مطول بيني وبين المحقق استمر قرابة الساعتين, تبادلنا الحديث مطولا, وتكلمت ما اشاء وليس كما يشاء هو, فلمست خلال الحديث رجل طيب المعشر , حسن الخلق, ذا ثقافة علمية واجتماعية واسعة, ولا أنكر هنا بأنني تفاجئت بما رأيت وسمعت.
ولدى عودتي للبيت سألني والدي كما العادة ماذا حصل معك يا ولدي ؟ أأهانوك أم ضربوك ؟ أشتموك ,وشتموا الله أمامك؟ ابصقوا عليك؟ كم شلوت اكلت؟ كم كف معطوك؟ هل لعبوا بك كالكرة؟ فقلت مفاخرا له, لا هذا ولا ذاك يا والدي, ٍان ما رايته في الدائرة ورجالاتها يدخل في نطاق ((انهم فتية أمنوا بربهم وزدناهم هدى)).
نعم تمنيت يا والدي لحظة مغادرتي للدائرة, لو أن الله يغير ناموس الكون, لتحبل الأردنيات في العام ثلاث مرات , لينجبن امثال هولاء الرجال , الذين يأخذ الوطن منهم اكثر من 90% من اهتماماتهم وطلباتهم الشخصية, في حين إن باقي موظفي الدولة يأخذون من الوطن 90% من اجل اهتماماتهم وطلباتهم الشخصية..
غادرت محيط الدائرة, وانا اقول ٍانّ كان هناك ثـلة من أبناء الوطن يعــتــبرونكم ثعـابـين , فإني أدعوا الله أن تكونوا بحق جميعا ثعابين , تبتلع تلك الأرانب بلا رحمة ولا هوادة .
اعذرنا أيها الوطن , اعذرونا يا رجال المخابرات العامة, قد ندعو عليكم لكننا حتما سنكره من يردد خلفنا أمين.
تلك هي الحقيقة, وتلك شهادتي بكم في دائرة المخابرات العامة الاردنية, وانا لا ارتجي منكم منة ولا احسان, ولكن طبيعة الموقف والامانة التاريخية والمهنية, اقتضت انصافكم بعد أن تناثر هنا وهناك اشياء خلاف ما انتم عليه, ولاح في الافق عليكم بعض عبارات التجني. هذه رسالتي فانا احاول دائما إن اوصل شيئا غير قابل للتوصيل وان اشرح دائما ما يستعصي شرحه.
فالاخلاص للحقيقة قد يتطلب خيانة المبادئ, وانا املك الشجاعة لقول الحقيقة كما تتراءى لي, ولو كلفتني هذه الشجاعة أن أُتهم بالخيانة)).
وقفة للتامل(( اذا كان بسمارك قد قال مفاخرا بعد استلام كل سلطة جديدة عام1871 بارك الله ارضنا الالمانية , فاننا نقول بارك الله بعبدالله ارضنا الاردنية)).
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
رانيا بني خالد