مجلس أعيان .. أم حكومة ظل .. ؟


هناك 60 من الأعيان في المجلس الأخير من أصحاب الدولة والمعالي جُلّهم تشرف في خدمة الوطن ومنهم لأكثر من مرّه, ولا استطيع أن أجزم مدى الرضى الشعبي عن اداءهم مجتمعين او بعضاً منهم, او عن قرارات اتخذوها لم تكن في صالح الوطن, لكن أجد لزاماً ان ابرر لمتخذ القرار هذا التوجه وفي هذه المرحلة بالذات والوطن يمر في مجموعة أزمات منها الاقتصاديه وأخرى سياسيه ونحن نعيش في محيط ملتهب, فلربما الاستئناس برأي البعض منهم يجنب الوطن الكثير من الأزمات ولكن, هل كان الأختيار مُنصفاً او مرضياً عنه نترك ذلك للقادم من الأيام..

هنالك تجاذبات تطفو على السطح بين الحكومه متمثله بشخص رئيسها والسلطة التشريعيه ممثله بالسادة النواب والرئيس السابق لمجلس الاعيان, لا نستطيع أن ندسّ الرأس في الرمال والقفز عنها او تجاوزها, لربما اسهمت في التغيير الذي لم يكن متوقعاً لشخص رئيس مجلس الأعيان ولكن لربما هنالك استحقاقات لا نعرفها جعلت متخذ القرار ان يلجأ الى هذه التغييرات ولربما في القادم من الأيام نشهد تغييرات جذريه تؤسس وتهيء لمرحله اصلاحيه جديده طالما اعلن الملك مراراً عنها وكذلك عن وجود قوى للشد العكسي تعمل جاهده على اجهاض مسيرة الوطن الاصلاحيه وتضع العصي في الدولاب..من هنا ولترميم الصدع بين السلطتين جاء المجلس من رجالات الوطن من اصحاب الدولة والمعالي ليشكلوا رافعه لعمل الدوله وليكونوا الفلتر لقرارات مجلس النواب والتي احياناً لا تخدم الوطن والهدف منها خدمة لاعضاء المجلس...هذا ما أتمناه.

لاصحاب الدولة والمعالي كل الاحترام ولخبراتهم لكن هنالك انطباع عام لدى العامه بضعف قدرة المجلس بتركيبته والطريقه التي تتم لاختيار الاعضاء فيها على ايجاد نقله نوعيه في العمل السياسي الذي نطمح الى ان يسود في العقد الحالي والقادم بما يؤسس الى دوله دستوريه فيها فصل حقيقي لا صوري للسلطات , من هنا الوطن ينتظر من بلدوزر السياسه الاردني الرئيس الجديد ان يعطي زخماً اكبر لدور المجلس في استقرار الحياه السياسيه بالرغم من ان هنالك رضى عام عن اداء الرئيس التوافقي السابق وعلى دماثة خلقه, لكن لربما هنالك استحقاقات سياسيه تلوح في الأفق سنعلمها قريباً ..

الشعب الاردني من اقصى شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه متفقون على توريث الحكم وفي ظل القياده الشرعيه كما ذلك القوى السياسيه ومن مختلف الاطياف, لكن مبدأ التوريث في السلطتين التنفيذيه والتشريعيه هو ما لا ترضى عنه, فليس مقبولاً البته توريث كراسي اصحاب المعالي لابناءهم وأصهارهم, وكذلك في مجلسي الاعيان والنواب, فمصلحة الوطن العليا اسمى من ان تضع الدوله بيضاتها في سلّه واحده, وقراراتها تدار في الجلسات العائليه,, ففي الوطن رجال تفانوا في الخدمه العامه وبيضاء سريرتهم وانجازاتهم تؤهلم للاستمرار في الخدمة العامه وفي كل مجالاتها من هنا تنويع التركيبه في السلطتين لربما تفتح افاقاً أرحب لاختلاط الرؤى والافكار بما يخدم استمرارية الدوله وتحسين الاداء...

الوطن يمر في نفق لا اقول مظلم فليس من طبيعتي التشاؤم ولكن اعتقد ان في نهايته بقعة ضوء ننتظر ولوجها ولن يكون ذلك الا بالمزيد من العمل الدؤوب, وذلك يستدعي اشراك كل القوى الوطنيه المنتميه في تحمّل المسؤوليه.. من هنا نحتاج الى حكومه وطنيه من كل الاطياف والجلوس على طاولة المصارحه والشفافيه, لنبذ الخلاف والاختلاف والتأسيس لمرحله قادمه نحتاج فيها الى جهد كل مواطن للبناء على انجازات الوطن وتعظيم الانجاز بعيداً عن الاتهامية والتراشق,, حمى الله الوطن وكل الأمل في ان نخرج من بوتقة الاختبار الى رحابة الوطن.



تعليقات القراء

الكاتب
تنويه هنالك 60% ..اقتضي التنويه
26-10-2013 01:20 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات