انطلاق الانتخابات النيابية في لبنان وسط تنافس حاد بين طرفي الاكثرية والاقلية


جراسا -

انطلقت في لبنان صباح الاحد انتخابات نيابية تعتبر مفصلية بسبب حدة التنافس بين قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية الحالية والمدعومة من الغرب وقوى 8 آذار القريبة من دمشق وطهران وسجلت نسبة اقتراع كثيفة في ساعات الاقتراع الاولى.

ودعا الرئيس ميشال سليمان الى خفض وتيرة الخطاب السياسي مشددا على اهمية الحفاظ على الديموقراطية معتبرا انها "نعمة" يتميز بها لبنان. وقال الرئيس سليمان بعد الادلاء بصوته في مدرسة بعمشيت مسقط رأسه (40 كلم شمال بيروت) "ادعوهم (كل الاطراف) الى خفض وتيرة الخطاب السياسي المتشنح والانطلاق معا الى بناء لبنان" لانه لن يكون "هناك رابحا اذا ابقينا على التوتر الموجود حاليا".

واعرب عن دعمه كل المرشحين وقال "انا اؤيد المصلحة اللبنانية العامة، وهذا ظاهر في كافة اعمالي (...) الرئيس يدعم كل المرشحين".

من جانبه قال رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال الادلاء بصوته في بلدته تبنين (جنوب) ان الانتخابات في الجنوب تعتبر "استفتاء على خطة المقاومة". واوضح "كما قلت ورددت دائما، بالنسبة للجنوب الاقتراع هو استفتاء على خط المقاومة والوحدة الوطنية والتحرير".

رئيس مجلس النواب نبيه بري يدلي بصوته والى جانبه زوجته رندى (اف ب/البرلمان اللبناني / )
من جهته عبر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الاحد بعد الادلاء بصوته في صيدا حيث هو مرشح عن احد المقعدين السنيين في المدينة عن اطمئنانه لسير العملية الانتخابية مشيرا الى انه يجب "الانحناء" امام النتائج مهما كانت.

وقال "انا مطمئن لسير العملية الانتخابية، ولتوزيع القوى الامنية والعسكرية في كل لبنان" مضيفا "هذا يوم مشهود ويوم اساسي. نريد ان نوجه رسالة الى اللبنانيين والعالم اجمع اننا نستطيع ان نمارس حقنا الديموقراطي بشكل سلمي وآمن".

واكد وزير الداخلية زياد بارود الاحد ان الاقبال على الاقتراع في الساعات الاولى لليوم الاحد كان "كثيفا" معتبرا انه "دليل عافية" ولافتا الى ان الاشكالات حتى الان "نادرة جدا".

وقال بارود بعد الادلاء بصوته في مسقط راسه في جعيتا (شمال شرق بيروت) "الاقبال الكثيف على الاقتراع دليل عافية، المهم ان نفسح المجال ليتمكن اكبر عدد من الاقتراع".

وفتحت صناديق الاقتراع عند الساعة 7,00 بالتوقيت المحلي (4,00 ت.غ) صباح الاحد على ان تقفل عند الساعة السابعة مساء وسط اجراءات امنية مشددة لضمان الامن خلال يوم الانتخابات.

ويتولى حوالى خمسين الف عنصر من الجيش وقوى الامن الداخلي الحفاظ على الامن ضمن خطة امنية كبرى.

ويجري التنافس على 125 مقعدا في البرلمان اللبناني من اصل 128 مقعدا بعدما فاز ثلاثة مرشحين بالتزكية فيما يبلغ عدد الناخبين ثلاثة ملايين و257 الف ناخب.

وفي مدينة زحلة (53 كلم شرق بيروت) التي تشهد احدى المعارك الانتخابية الاكثر حدة وتتنافس فيها لائحتا الاقلية والاكثرية، سجلت حركة اقتراع كثيفة غير اعتيادية في مثل هذا الوقت. كما سجل انتشار امني لعناصر الجيش وقوى الامن الداخلي الذين كانوا يجوبون الشوارع في دوريات.

وفي دائرة كسروان (20 كلم شمال بيروت) ذات الغالبية المسيحية والتي تشهد تنافسا حادا بين المعارضة والاكثرية سجلت نسبة اقتراع كثيفة ايضا. وتتركز المعركة على حوالى ثلاثين مقعدا فقط، اذ يجمع المحللون على ان المقاعد الاخرى محسومة او شبه محسومة بسبب الاصطفافات الطائفية الحادة لا سيما في المناطق ذات الغالبية السنية والغالبية الشيعية.

وتتوزع المقاعد المتنازع عليها في الدوائر الانتخابية ذات الغالبية المسيحية، كون المسيحيين مقسومين بين الاكثرية والمعارضة. ويرى المحللون ان الاغلبية في البرلمان ستحدد بالاستناد الى عدد ضئيل جدا من المقاعد.

ومقاعد البرلمان موزعة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين يتم انتخابهم وفق النظام الاكثري البسيط. ومدة ولاية المجلس النيابي اربع سنوات.

سعد الحريري زعيم الاكثرية النيابية يدلي بصوته في مركز اقتراع في بيروت الاحد (باتريك باز / )
ويبلغ عدد اقلام الاقتراع حوالى 1700 في 26 دائرة انتخابية.

ويشارك في مراقبة الانتخابات حوالى 2200 مراقب محلي واكثر من مئتي مراقب اجنبي، ابرزهم من الاتحاد الاوروبي ومنظمات دولية غير حكومية.

وينتظر ان تعلن النتائج الرسمية للانتخابات اعتبارا من بعد ظهر الاثنين، علما انها المرة الاولى في تاريخ لبنان التي تجري فيها الانتخابات في كل المناطق اللبنانية في يوم واحد.

يشار الى ان قوى 14 آذار تشغل 67 مقعدا في المجلس النيابي الحالي بينما حصة المعارضة فيه 55، وهناك خمسة نواب مستقلين، بالاضافة الى مقعد شاغر في البرلمان منذ اغتيال النائب انطوان غانم في ايلول/سبتمبر 2007.

وركزت قوى 14 آذار حملتها على التحذير من "الخطر الايراني" في حال فوز المعارضة بقيادة حزب الله. في المقابل، اكد حزب الله على "اسقاط المشروع الاميركي"، بينما دعا التيار الوطني الحر بزعامة النائب المسيحي ميشال عون الى تغيير الاكثرية الحالية محملا اياها كل مسؤولية الفساد والديون التي ترهق لبنان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات