حاولت طويلا اقناع نفسي ان لا اكتب عن مستشفى البشير ووزارة الصحة ولكني وامام الضغط في داخلي وجدت نفسي احمل القلم واكتب وبضمير حي وانتماء لا يقبل المزاودة عليه لهذا الوطن وهذا الشعب الذي يستحق ان نفتديه بارواحنا وليس العمل من اجله واهله فحسب , ما تقوم به وزارة الصحة كبير وكبير فهي التي تعمل ليلا ونهارا وفي كل الاوقات وفي كل الاماكن , نعم 31 مستشفى كلها متميزة واكثر من 700 مركز صحي ما بين شامل واولي وفرعي ومراكز للاممومة والطفولة ورعاية صحية اولية شاملة جعلتنا في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال , لن اتحدث عن برنامج التطعيم الوطني وقد اصبحنا من افضل دول العالم في مجال التغطية بالمطاعيم كما ونوعا وكذلك في مجال الرصد الوبائي اضافة للخدمات العلاجية الاولية والثانوية والثالثية وقد نكون من افضل الدول في العالم في مجال انتشار المستشفيات والاجهزة الطبية في مختلف مناطق المملكة ولكن الامر لا يمكن ان يخلو من خطأ هنا او هناك او تقصير هنا او هناك نسعى جميعا لتصويبه والذي يخطأ هو الذي يعمل فمن لا يخطأ قطعا هو الذي لا يعمل .

ومستشفى البشير بخدماته على مدار العقود الماضية اصبح مضربا للمثل لقد اعطى هذا الصرح الوطني الكبير اردننا الغالي الخبرات الطبية والتمريضية والمهن المساندة والتي ليس لها مثيل من الاتقان والجودة ومن يمر بعيادات القطاع الخاص يجد ان الاطباء الكبار معظمهم مر عبر بوابات البشير واقسامه المختلفة , فقد خرج اجيالا واجيال من الكوادر الطبية والتمريضية والمهن المساندة عالية التأهيل واستفاد منها الوطن والدول الشقيقة , نعم هذا هو البشير عطاء متميز وارادة حديدية لا تلين لخدمة اهلنا وشعبنا وكل من يطرق بابه , مستشفى البشير يمثل الفقراء والطبقة الوسطى بكل ما تعنيه الكلمة , والاساءة اليه عبارة عن اساءة لهذا الشعب , لقد نضج البشير واصبح مدينة البشير الطبية بقدها وقديدها , ونعلم ان اسرته سوف تتجاوز الالف وخمسماية سرير قريبا وبعد افتتاح مبنى الجراحات العامة والخاصة , ومن يزور قسم الاطفال او الخداج او النسائية والتوليد سيشعر انه في مستشفى عريق واصيل ليس في مبانيه واجهزته بل ومن خلال كوادره الذين نذروا انفسهم لخدمة اهلهم , واقول لمن يضرب تحت الحزام ظلما -لا تفرح فالظلم ظلمات ولا يجوز اغتيال المؤسسات الوطنية , وكما قال معالي وزير الصحة د علي حياصات وكذلك من هم قبله من الوزراء من لديه شكوى او اقتراح فلياتي به للادارة او الوزارة فالقلوب مفتوحة قبل الابواب ولكن لا يجوز اطلاق رصاص الكلمات على صرح قدم وخدم وانجز ومن يطلق رصاص كلماته ظلما عليه ان يتحمل وزر هذا الظلم امام الله والناس , وليس عيبا ان تخطأ ولكن العيب الاستمرار في الخطأ لذلك خلق الله النصيحة ونحن من هؤلاء الذين يقبلون النصيحة المفيدة للناس والوطن ومن هذا المنبر الجريئ احيي جميع كوادر البشير ووزارة الصحة , فهناك مئات الاختصاصين في هذا الصرح ومئات المقيمين والذين يجتهدون ويعملون ويتعلمون ليصبحوا اختصاصين بعد اجتيازهم لاحدى افضل الشهادات في العالم شهادة البورد الاردني , والذين يعملون ليل نهار همهم الاول والاخير خدمة هذا الشعب العظيم الذي يأن تحت وطأة الغلاء وارتفاع الاسعار وشح الامكانات وانا كانسان كادح وابن كادح فانا ابن مزارع يعتز انه مزارع اقول لن نقبل ان يستقوي علينا احد كائن من كان ودوما اطالب نفسي وكل الزملاء ان نراقب الله في عملنا وان نعمل بما يرضيه جل في علاه , لقد افتتح المغفور له باذن الله الملك الحسين بن طلال هذا الصرح واستمر البناء والتدريب والعمل المخلص لقد خرج خيرة ابناء الوطن , ولي الشرف انني اعرف هذا المستشفى منذ كنت طالبا في الاعدادية ثم الثانوية وبعدها دخلته اختصاصيا , اشعر ان هذا الصرح هو بيتي الثاني بكل ما تعنيه الكلمة ولقد قضيت فيه اكثر مما قضيت في اي بيت سكنته , واقول لادارة المستشفى وعلى رأسها اخي وزميلي د عصام الشريدة ولمساعديه وكوادره انتم الكبار بهذا العطاء المتميز ولكن علينا واجب كبير برصد السلبيات وتلافيها ورصد الاخطاء ومعالجتها وعلينا واجب ان نكون المثال والقدوة لكل مستشفيات الوطن , وتحية من القلب ازجيها لهذا الصرح والقائمين عليه ولا انسى الادارات السابقة والتي عملت الكثير وتستحق عليه الاحترام والتقدير فنحن لسنا من هؤلاء الذين يلعنون سابقيهم بل نحن من هؤلاء الذين يقدرون سابقيهم ويكرموهم على العطاء والعمل , وقبل ان اختم اتوجه الى اعلامنا الوطني وبكل اشكاله والوانه واقول لا تقتلوا الابداع فينا ولا تحبطوا الشباب وكم تكون المرارة كبيرة حين يكون هناك خبرا كاذبا لا اساس له فبركته ايدي والسن لا تراعي الحقيقة , ونشكر الاعلام والاعلاميين الذين ينقلون الحقيقة ويتحدثون بها وتحية عرفان ومودة لكل من دافع عن هذا الصرح او عن وزارة الصحة وكوادرها بالحق---ونحن بشر نتفاعل مع كل ما يجري ولكن سنبقى على العهد والوعد فخدمة شعبنا مقدسة في انفسنا-----وحبي للبشير لا يعادله الاحبي لنقابتي وهذا الشعب يستحق منا ان نعمل من اجله وان نسهر دوما على راحة اهله والله غالب على امره