ابتعدوا عن الشحن الطائفي


عندما ظننا أن ضرب دمشق بصواريخ توما هووك وشيك تذكرنا بقصف بغداد الموجع, وأصبحنا كما الأم التي تجهر بالدعاء على ولدها وتغضب ممن يقول آمين ! فالمواطن العربي قد اختلط لديه العقل بالعاطفة والمنطق بالهرطقة بعيد القصف الكيماوي على الغوطتين في الريف الدمشقي,الذي يحار العالم بمن أطلقه بدم بارد, ليضع الإقليم وربما العالم في وسط مرجل ملتهب. وسبق حادث الغوطتين الذي اقشعرت له الأبدان, أن تعرضت الأمة لموجة من الشحن الطائفي والجراءة على التكفير لم يحدث مثله من قبل. طوائف تكفر طوائف, وتأليب للمذاهب على بعض, وخطابات رنانة على المنابر لدعاة حسبناهم في نصرة الدين وصالح الأمة, لنجد أن خطابهم خطاب تفرقة وكراهية, بعد قتل وتقتيل على أرض سوريا بكافة مدنها وأريافها وامتداد حدودها. انه لخطب عظيم وأمر جلل! الأمة أضحت الآن لا تميز عدو من وصديق, وتستنصر بعدو الأمس, وهي تعرف أنه ذاته من أهانها واغتصب أرضها وعرضها وسلب ثرواتها وشرد أصحابها في فلسطين والعراق وفي كل أرض أقامت فيها قوّاته وشركاته الجبارة, وما تزال تمارس غطرسة ظالمة على الأمة بأكملها. 

أيها الدعاة, لم تستطع السنة إقناع الشيعة ولا الشيعة أقنعت السنة لقرون طوال ولن تستطيعا, فالكلام زائد عن حاجة الأمة في الشقاق. القاتل منا والمقتول منا والدّية علينا نحن أبناء الأمة, ولا يوجد بارقة أمل للخروج من مأزق تصنعته الأمة البائسة بنفسها, تخويف ما بعده تخويف, حتى أصبح كل صاحب رأي يكتب بعض ما يعتقد بحذر, خوفا من أن تلاحقه تهمة التكفير, ادراء لاحتمال إخراجه من الملة !
أيها الدعاة الأجلأ, إنكم تعلمون علم اليقين, أن لا عزة لأمتكم إلا بوحدة خطابها ! فتعاونوا على جليل الخطاب الذي يوحدها ولا يفرقها. أما إذا ما بقيت الأمة على ما هي عليه فسوف تسقط ولن ينفعها ثروتها وعملها واتساع رقعة أرضها ولا ارتفاع بناياتها ولا حتى الكنوز في باطن أرضها. وعليه, أتمنى على الدعاة وأهل الهمة وأصحاب العقول النيرة أن ينتبهوا لما يلي:



1. أن لا يتم التعامل مع سوريا الأرض الدولة بعداء, كما تم مع العراق الدولة التي انفرط عقدها كما الآن, علما أن بعض دعاتنا يفضلون التعامل مع اليهود وكيانهم الإسرائيلي على طوائف ودول إسلامية تشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله !

2. أن تدعى الإدارات السيادية والحكومية في بلداننا للحفاظ على ثروات الأمة وحقوق الأجيال القادمة.

3. الاتفاق على الثوابت الدينية الواردة في كتاب الله والابتعاد عن حالة التكفير التي تقرب البعيد وتبعد القريب.

4. الدعوة لمؤتمر بين فقهاء الطوائف الإسلامية لنبذ الفرقة في شأن العقيدة الديني, اتقاء لثقافة العداوة والبغضاء. يتم بموجبه الإجابة الواضحة عن مواضيع خلافية بين المذاهب.

5. أن يتم تذكير الأمة بدور سوريا التاريخي على مر العصور, وتبصير الجيل بأن حكومتها وإدارتها الحالية هي طارئة ومرحلتها زمنية زائلة بجهد الشعب السوري العريق.

6. أن من فتن طوائف العراق وسلب أمنها وثروتها ودولتها ليس أمينا على سوريا الناجحة نسبيا, التي وصلت للاكتفاء في بعض مشاريعها, بعزم أبنائها وتربعت على عرش التجارة العربية لعقود.

7. أن لا نخسر إيران كدولة مسلمة ظهيرة للقضايا العربية, وأن ندرك كذلك بأن أمريكا ليس لها صديق دائم ولا عدو دائم.

8 . أن أمريكا لم ولن تستطع مهاجمة إيران مباشرة, لكنها تحدتها في الملف السوري, الذي قد يسوى وسينطوي بدوره, وستضطر للتحالف مع إيران من اجل ابتزاز دول الخليج ببيعها السلاح لتواجه حرب طائفية لا تبقي ولا تذر وقد تهدد مقدسات الأمة.

9. أن يتم رفض الخرائط المقترحة للإقليم التي تنشرها كبريات الصحف الأمريكية !


10. أن لا بد من التفكير الاستراتيجي للإقليم ككتلة واحدة, ومنح الدعم اللازم لمصر لقيادة العمل العربي, بعيدا عن لعبة الصغار في الشأن الإقليمي الذي قزم القضايا الكبرى !



تعليقات القراء

ابو يعرب
والاله يادكتور اتك عبقري ملم بالسياسه وعلم الكبه وعلم الاجتماع وعلم الكيمياء وكونك دكتور واستاذ بعلم الكيمياء هل تسمح لي ان اسالك كيف استطعت ان تكون عبقري تدرس يها الانسان فلله درك وربنا يحفظك وتحاضر وتخطب وتعطي عرايس وتدير ندوات ولك باع طويل بالصلحات والجاهات وتدرس بجامعة التكنو نعم انك على خلق
18-10-2013 07:07 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات