لطائف وطرائف من الأرياف


للريف الأردني طرائف و لطائف, لها حلاوة وعليها طلاوة, مثمر أعلاها مغدق أسفلها, لا تخلو من الحكمة وسرعة البديهة, وسوف أروي للقارئ العزيز لطيفين سمعتهما من أحد الظرفاء من الأصدقاء

1. كباب الجيران:

الشاب لا يصلى صلاة الجمعة, وأبوه شيخ مسجد الحي, يقوم بالوعظ والإرشاد في المسجد ذاته, ويرى تناوب العديد من شبان الحي في سن ولده يحضرون للصلوات جماعات ووحدانا. الشيخ لم يقصر, بل هو دائم النصح والتقريع لولده, ويكيل التهم للام أحيانا لعدم التزام ابنهما بالصلاة, وربما يزيد الشيخ في تقريع زوجته, بقوله أن الولد يتشابه مع خاله في عدم التزامه بالصلاة! وكان يزيد المشهد توترا, أن الولد غالبا ما يكون نائما أثناء ذهاب والده لصلاة الجمعة, مما يسبب الحرج الشديد للشيخ أمام المصلين, وللأم من زوجها الشيخ. وفي يوم جمعة ذهب الشيخ للمسجد كعادته مبكرا, ونجحت الأم بإيقاظ ولدها, بعد الرجاء إليه أن يذهب للصلاة ليلتحق بوالده والمصلين. دلف الولد باب المسجد بينما والده الشيخ يعطي درس الجمعة الديني كالمعتاد, وجلس الشاب مقابل والده, فسر الوالد الشيخ أيما سرور بمقدم ولده للمسجد, حيث كان موضوع الخطبة عن الفقر والفقراء وعن حرمان شرائح واسعة من الناس لوجبات الطعام الدسمة بسبب الغلأ, حيث قام بالدعاء إلى الله أن يخفف على الناس ارتفاع الأسعار وأن يرزقهم من نعيمه الذي لا ينضب, ثم طلب من المصلين الرفق بالفقراء وإطعامهم بسخاء, بينما الفتى يتابع الخطبة البليغة بكل يقين واهتمام, والشيخ فرح بحضور ولده لتلك الخطبة البديعة ! وبعد الصلاة خرج الشاب متأثرا بالخطبة الجليلة, وأسرع للبيت والشيخ ما يزال في المسجد, ليجد أمه قد انتهت للتو من إعداد الغداء, وكان طنجرة كبيرة من الكباب المهبل, وهي الأكلة الشهية الشهيرة في شمال البلاد. وغالب الفتى والدته على طنجرة الكباب, وحملها مسرعا إلى باحة المسجد وأطعمها عن آخرها للجائع و المعتر من المصلين ! عاد الشيخ لمنزله وتفرهد, قبل عودة ولده وطلب إلى زوجته بتودد إحضار المهبل من الكباب, وبينما هي تحاول أن تداري الحرج, دخل الولد عائدا من المسجد, يحمل الطنجرة الفارغة من إحدى أذنيها وهو يقول, كم استمتع الجياع الفقراء بطيب الكباب يا أبتي, وبارك الله بك يا والدي على خطبة الجمعة التي فهمتها وطبقت مفهومها على الفور ! فنهض الشيخ ثائرا على ولده, وأخذ يعنفه حينا ويأخذ بتلابيب رداءه ويلطمه أحيانا وهو يقول له وأمه, لم أكن أعني بالخطبة كبابنا, ولكني كنت أقوم بدعوة الفقراء من المصلين على الأكل من كباب الجيران !


2. ألأعمال بالنيات:

ذهب شقيقان لتقديم واجب عزاء لذوي متوفى في قرية مجاورة لقريتهما, فوجدا حشد من الرجال في بيت العزاء, كما هي العادة في الأرياف وغير الأرياف. دخل شيخ يصطحبه عدد من الشيوخ المعروفين لدى الحضور. بدأ الشيخ الجليل الحضور بموعظة عن أمور الدين والدنيا, وكان حديثا شرعيا أستمع له كل من حضر بكل تبصر وروية, والناس بين قادم ومغادر لبيت العزاء. تشجع الناس على طرح الأسئلة التي تشغل بالهم, ليتقدم أحد الأخوين للشيخ بسؤال قال فيه, أنه يعمل طحان ولديه مطحنة قمح يأتي إليها الناس رجالا ونساء من قريته والقرى المجاورة, يحملون أكياس قمحهم على البهائم, وهو بدوره يساعدهم في تنزيل أكياس القمح وتحميل أكياس الطحين بعد طحنها على ركائبهم ! والمسألة التي يريد معرفة جوابها هي, لماذا ينقض وضوء المرأة أو الرجل وهم يتعاونان على تحميل المطحون معا على ظهر حمار, إذا تتلامس أياديهما, علما أنهما يلامسان الحمار ولا ينقض وضوء أي منهما, والحمار غير عاقل, ولا تعنيه شأن الطهارة والوضوء كما الإنسان. توقف الشيخ طويلا عن الإجابة وهو يفكر ثم قال: ليس عندي جواب لهذه المسألة الآن, ولكنى أعدك بجواب على مسألتك بعد بحث وتمحيص. وعندها بادر الشقيق الأكبر للرجل السائل للشيخ بقوله, أتسمح لي بالإجابة يا مولانا الشيخ, فقال له الشيخ تفضل يا حاج, فبادر شقيق السائل بقوله, أليست الأعمال بالنيات يا مولانا الشيخ, كما حدثنا الحبيب محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم, فقال الشيخ بلى, وأومأ باقي الحضور بالموافقة, ليواصل الرجل القول, صحيح أن شقيقي السائل متوضئ ومغتسل ولكن أقسم بالله أمامكم أن نية الحمار أطهر من نية أخي نحو المرأة, وعليه فلمس يد أخي ليد المرأة يبطل وضوءها لأن نيته عاطلة, ومقصودة !



تعليقات القراء

حنفي
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
14-10-2013 03:06 PM
بايخة
بااااااااااايخة جدا
15-10-2013 08:38 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات