يعرف اننشتاين الجنون بتكرار نفس التجربة بنفس الأدوات و في نفس الشروط و انتظار نتائج مغايرة.

ان الحكومة الاردنية والحراك الشعبي في الاردن كلاهما يدرك هذة الحقيقة التي اشرنا اليها اعلاه , فلا يمكن لمن يقرأ الاحداث جيدا ولديه قليلا من الخبرة السياسية ان يتصور ان تستمر نفس الاساليب التي يستخدمها الحراك على نفس الوتيرة للحصول على نتائج مختلفه عما رأيناه خلال ما يقارب ثلاثة اعوام من عمر الربيع العربي في الاردن (النسخة الاردنية ).

قامت الحكومات الاردنية (كثيرة العدد قليلة الفعل )بتهويل ما يجري في الدول الاخرى من دول الربيع العربي ووضع المواطن الاردني امام خيارين لا ثالث لهما اما الدمار والموت والقتل والخراب او بقاء كل شيء كما كان سابقا وهذا استخفاف بفكر الشعب الاردني ولا يمكن لاحد ان يستخف بشعب من اكثر الشعوب العربية ثقافة وذكاء .

من خلال متابعتي لاحداث الربيع العربي في الاردن ارى ان جميع هذة المحاولات التي استخدمت لتشتيت الحراك في الاردن لم تستطع ايقافه ولن تستطيع مستقبلا لانه حراك وطني حر هادف مستمر وانصح الحكومة والنظام استغلال الوقت جيدا وكفى مراهنه على انهاء الحراك دون اصلاحات حقيقية , فلا يمكن ايتها الحكومة ان يتم ايقاف الحراك بنفس الاساليب السابقة والحصول على نتائج جديدة , دون اصلاحات حقيقية يشعر بها المواطن الذي ينبثق منه الحراك .

في الاردن قد نكون حالة مختلفة نوعا ما عن الدول التي تغيرت انظمتها من جراء الربيع العربي او التي اوشكت على الوصول لهذا التغيير (ومع انني لا اطمئن لهذا الاسستثناء بسبب رعونة بعض المسؤولين وعدم اغتنام الفرصة السانحة للتغيير الايجابي في الاردن بصورة سلمية وحضارية ) فقد قال النظام المصري نحن لسنا مثل تونس وقال النظام اليمني بعدهم نحن لسنا مثل مصر وقال النظام الليبي بعدها نحن لسنا مثل اليمن وكذلك النظام السوري نحن لسنا مثل ليبيا وفي الاردن نقولها الان نحن حالة مختلفة ولكن الى متى ؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!

نعم لغاية الآن حالة مختلفة ولكن لا يمكن ان نتصور ان حكومتنا اذكى من (اينشتاين ) وأن المراهنة على الوقت فقط لانهاء الحراك لن تبقي على هذة الحالة ابدا ومحاولة التعامل بأسلوب ادارة الازمة دون اصلاحات حقيقية سيكون كارثيا .

الحراك سيعود اقوى من ذي قبل ,ولن يستمر باستخدام نفس الاساليب للحصول على نتائج افضل , وما نراه الان في حي الطفايلة , والجنوب والشمال ,وعوجان وغيرها من مناطق المملكة ما هو الا دليل على ذلك ,وقد بدأت قيادات الحراك المعتدلة تتغير لصالح القيادات الاكثر تشددا ,بسبب فشل الاولى في تحقيق اهداف ترضي تطلعات الشعب بالوسائل السابقة ,لا زالت اخر الفرص تلوح في الافق , ويجب اغتنامها قبل فوات الآوان .