الأردن .. وطن قومي للفلسطينيين!!


السلام مع إسرائيل هدنة مؤقتة، والدليل أنها حاولت اقتطاع جزء من سيناء لتوطين الفلسطينيين، وهي تعيد الكرة بإعلان الأردن الوطن القومي لهم، وتؤكد مثل هذه الوقائع أن إسرائيل حتى بتوقيع وثائق سلام، ليست معنية بها إذا ما تعارضت مع أهدافها التي لا تنتهي ولا تقف عند حد معين..

أيضاً تريد الاعتراف بها دولة يهودية خالصة بمعنى أن الفلسطينيين الموجودين على أرضهم قبل استيطان شذّاذها غير معترف بهم وعرضة للتهجير في أي وقت، ولا ندري ماذا سيحل بالهند لو قالت إنها هندوسية خالصة وتبرأت من أصحاب الملل والديانات والقوميات الأخرى، ولا نعرف ماذا ستكون عليه الفلبين لو اعتمدت مبدأ الدولة الكاثوليكية، أو حتى البرازيل، وأمريكا وغيرها، وكذلك لو غلبت العاطفة أندونيسيا أو نيجيريا بإعلان نفس شروط الدولة الإسلامية الخالصة لهما دون غيرهما..

هذه الهلوسة يديرها عقل تمرّن على الانغلاق والعنصرية، وهي في حال إصرارها على جعل الأردن الوطن القومي للفلسطينيين سوف تضيف جبهة ساكنة إلى قطار حماس وحزب الله وإيران والقوى العربية والإسلامية التي تشعر بعداء مطلق لإسرائيل وتذهب إلى صراع القرون الطويلة..

وكما سبق أن كان الوعد الإلهي، كما تزعم، أعطاها الأرض من النيل إلى الفرات لتنشأ دولة إسرائيل، فمنطلقاتها لا تقف على حدود المساحة الجغرافية، بل إن في تعاليم التوراة ما يجعل شعوب العالم خدما للعبرانيين الاتقياء، وشعب الله المختار..

فالأردن دولة مستقلة معترف بها من الأمم المتحدة، وحتى في اتفاقات وادي عربة معها كانت البنود تتحدث عن اتفاق بين دولتين لا منظمتين، ومن حق الأردن أن يستشعر الخطر، وأن يقف مواطنوه بالمطالبة بطرد سفيرها من عمّان، والموضوع لا يقف على حدود حرية التعبير لعضو في البرلمان الإسرائيلي، إذا ما عرفنا المطالبة بالتصويت على هذا المطلب في الكنيست، وهذا مايجعل الأمر أكثر تعقيداً، أي أن أي مشروع سلام قادم مع العرب يعني أن الضمانات الإسرائيلية غير كافية ولا بد من تعهد دولي يلزمها باحترام المواثيق الدولية، وعلى افتراض تم ذلك..

لنذهب إلى أن هذه الفرقعات هي مجرد اختبار لرد الفعل المقابل عند الأردن وأنها تأتي كامتحان لأمريكا التي تسعى لسلام يحل تعقيداتها وعداءاتها مع العالم الإسلامي والمتسبب بها أصلاً انحياز حكوماتها ومؤسساتها الفاعلة لإسرائيل التي دفعتها أثمانا باهظة بولادة التطرف وما أفرزه من أعمال عنف طالت قلب أمريكا..

وآخر الابتكارات أن الفلسطينيين غير مؤهلين للسلام وإدارة دولتهم، وأن الأولويات التي يجب أن تعتمدها أمريكا، في خططها إيقاف امتلاك إيران أسلحة نووية، لكن هذا الابتكار يصطدم بأن إسرائيل لم تكن في يوم ما مؤهلة لقبول السلام حتى تتحدث عن الطرف الآخر، وحتى تسلح إيران قضية لا تحكم أو توضع خلف قضية هي في الأصل عربية، والمتضررون منها ليسوا إيرانيين يمكن مقايضتهم بشروط السلام مقابل إيقاف السلاح النووي..

ثم إن إسرائيل دولة نووية قبل إيران، وفرضية التسويات العامة في كل المنطقة تقتضي نزع السلاح منها، وإيقاف مشروع إيران بالتزامن، أما التلاعب بالألفاظ ومسح دولة الأردن، وإعلان الهوية اليهودية على أرض مغتصبة فهي أمورتحتاج إلى وضع ساسة إسرائيل في مصحة نفسية يقوم بمعاينتهم أطباء لا سياسيون ودبلوماسيون..



تعليقات القراء

مازن
كل الافكار بخصوص الوطن البديل هي من تخطيط ابي مازن وشلته فالحذر الحذر منهم
13-06-2009 12:32 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات